تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - ما رواه الطبري ([185] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn185))، من طريق ابن جريج قال: سمعت رجلاً يحدث، عن عطاء بن أبي رباح، عن علي بن أبي طالب ... الخ.

وابن جريج مكثر عن عطاء، وهنا صرح بوجود الواسطة بينه وبين ابن جريج، مما يدل على قلة تدليسه.

خلاصة القول:

من خلال ما سبق يتضح لي عدة أمور:

أولاً: أن روايات ابن جريج، لا يحكم فيها بحكم كلي من القبول أو الرد، وليست هناك قاعدة مطّردة، وإنما يرجع في ذلك إلى القرائن، فكل حديث له حكم خاص

به، وكل شيخ له حكم خاص، وقد تبين لي من دراسة شيوخ ابن جريج، أن بعض شيوخه تحمل روايته عنهم، على السماع حتى وإن لم يصرح بالسماع، كعطاء، وعمرو بن دينار؛ لملازمته لهما، وكنافع، وابن أبي مليكة، كما سيأتي بيانه.

والحكم على رواية ابن جريج، يكون بالقرينة وهو ثبوت تدليسه، لا بالصيغة؛ لأن الصيغ يتصرف فيها الرواة كما سبق بيانه.

فإذا ثبت لقاء ابن جريج بشيخه، وروى عنه بصيغة محتملة للسماع، فإنها تحمل على السماع.

قال ابن حجر: " ومن يوصف بالتدليس من الثقات، إذا روى عمن لقيه، بصيغة محتملة حملت على السماع، وإذا روى عمن عاصره بالصيغة المحتملة، لم يحمل على السماع في الصحيح المختار " ([186] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn186)) .

ثانياً: الأصل في روايات ابن جريج الثقة الحافظ السماعَ، إلا ما قام الدليل على أن هذا الحديث مدلَّس، ويعرف ذلك بأمور:

1 - ما صرح فيه الأئمة، بأن ابن جريج لم يسمع من فلان أصلاً، كقولهم: لم يسمع من عمرو بن شعيب، لم يسمع من صفوان بن سليم، لم يسمع من عمران بن أبي أنس، لم يسمع من المطلب، وهكذا.

فإذا روى ابن جريج، من طريق هؤلاء، وغيرهم، ممن ثبت عدم سماعه منهم، فإنه لا يقبل إلا إذا صرح بالسماع.

2 - أن يُروى الحديث عن ابن جريج مدلساً، ويأتي من وجه آخر، مصرحاً فيه بالواسطة بينه وبين شيخه.

مثال ذلك: قال الدارقطني: " وأخرجا – أي الشيخين -، حديث ابن جريج، عن الزهري، عن سليمان بن يسار ([187] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn187))، عن ابن عباس، عن الفضل ([188] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn188)).

وقال الحجاج: عن ابن جريج، حُدثت عن الزهري، فإن كان ضبط فقد أفسد " ([189] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn189)) .

وهنا استدل الدارقطني، على تدليس ابن جريج، بوجود الواسطة المجهولة بقوله " حُدثت ".

3 - أن ينص أحد العلماء، على أن هذا الحديث أو الحديثين، لم يسمعه ابن جريج ممن فوقه.

مثال ذلك: ما رواه الإمام أبو داود ([190] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn190))، من طريق ابن جريج، قال: قال أبو الزبير، قال جابر بن عبدالله، قال رسول الله e : وذكر الحديث.

وروي من وجه آخر، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي e بمثله، وزاد عليه بزيادة.

قال أبو داود: هذان الحديثان، لم يسمعهما ابن جريج من أبي الزبير، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: إنما سمعهما ابن جريج من ياسين الزيات، قال أبو داود: وقد رواهما المغيرة بن مسلم ([191] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn191))، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي e .

وقال ابن أبي حاتم (ت327هـ): " سألت أبي وأبا زرعة، عن حديث رواه ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، عن النبي e : ثم ذكر الحديث.

" فقالا: لم يسمع ابن جريج، هذا الحديث من أبي الزبير، فقلت لهما: ما حال ياسين؟ فقالا: ليس بقوي " ([192] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn192)) .

وقال الحافظ ابن حبان (ت354هـ): " وكل ما وقع في نسخة ابن جريج، عن أبي الزبير، من المناكير، كان ذلك مما سمعه ابن جريج، عن ياسين الزيات، عن أبي الزبير فدلس عنه " ([193] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=624773#_ftn193)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير