تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

*ثالثاً: بعض أقوال العلماء فى الحديث:

(1) قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله فيما بلغني عنه قوله ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فيه دلالة على أن هذه الفرق بعضها غير خارجين من الدين إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله قال الشيخ رحمه الله ومن كفر مسلما على الإطلاق بتأويل لم يخرج بتكفيره إياه بالتأويل عن الملة.

فقد مضى في كتاب الصلاة في حديث جابر بن عبد الله في قصة الرجل الذي خرج من صلاة معاذ بن جبل فبلغ ذلك معاذا فقال منافق ثم إن الرجل ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم لم يزد معاذا على أن أمره بتخفيف الصلاة وقال أفتان أنت لتطويله الصلاة.

وروينا في قصة حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى قريش بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم عام الفتح أن عمر رضى الله تعالى عنه قال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه قد شهد بدرا ولم ينكر على عمر رضى الله تعالى عنه تسميته بذلك إذا كان ما فعل علامة ظاهرة على النفاق وإنما يكفر من كفر مسلما بغير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

(2) قال العلامة الألباني: (فقد تبين بوضوح أن الحديث ثابت لا شك فيه , و لذلك تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج به حتى قال الحاكم في أول كتابه " المستدرك ": " إنه حديث كبير في الأصول " و لا أعلم أحدا قد طعن فيه , إلا بعض من لا يعتد بتفرده و شذوذه ,أمثال الكوثري)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ (3) قال الشيخ صالح المقبلي رحمه الله تعالى في " العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء و المشايخ "

(" حديث افتراق الأمة إلى ثلاث و سبعين فرقة , رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها. (ثم ذكر حديث معاوية هذا , و حديث ابن عمرو بن العاص الذي أشار إليه الحافظ العراقي و حسنه الترمذي ثم قال:) و الإشكال في قوله: " كلها في النار إلا ملة " , فمن المعلوم أنهم خير الأمم ,و أن المرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة , مع أنهم في سائر الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود حسبما صرحت به الأحاديث , فكيف يتمشى هذا ? فبعض الناس تكلم في ضعف هذه الجملة , و قال: هي زيادة غير ثابتة. و بعضهم تأول الكلام. قال:و من المعلوم أن ليس المراد من الفرقة الناجية أن لا يقع منها أدنى اختلاف , فإن ذلك قد كان في فضلاء الصحابة. إنما الكلام في مخالفة تصير صاحبها فرقة مستقلة ابتدعها. و إذا حققت ذلك فهذه البدع الواقعة في مهمات المسائل , و فيما يترتب عليه عظائم المفاسد لا تكاد تنحصر , و لكنها لم تخص معينا من هذه الفرق التي قد تحزبت و التأم بعضهم إلى قوم و خالف آخرون بحسب مسائل عديدة).

ثم أجاب عن الإشكال بما خلاصته:

" إن الناس عامة و خاصة , فالعامة آخرهم كأولهم , كالنساء و العبيد و الفلاحين و السوقة و نحوهم ممن ليس من أمر الخاصة في شيء , فلا شك في براءة آخرهم من الابتداع كأولهم.

و أما الخاصة , فمنهم مبتدع اخترع البدعة و جعلها نصب عينيه , و بلغ في تقويتها كل مبلغ , و جعلها أصلا يرد إليها صرائح الكتاب و السنة , ثم تبعه أقوام من نمطه في الفقه و التعصب , و ربما جددوا بدعته و فرعوا عليها و حملوه ما لم يتحمله , و لكنه إمامهم المقدم و هؤلاء هم المبتدعة حقا , و هو شيء كبير (تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا) , كنفي حكمة الله تعالى, و نفي إقداره المكلف , و ككونه يكلف ما لا يطاق , و يفعل سائر القبائح و لا تقبح منه , و أخواتهن! و منها ما هو دون ذلك , و حقائقها جميعها عند الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير