قلت: ويحيى مدلس وقد عنعن وسلام بن أبي سلام مجهول وممطور أرسل عن حذبفة.
وأخرجه مسلم عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم قلت: هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم قلت كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي , وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قال: قلت: كيف أصنع؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير ,وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
مسلم (1847) وممطور أرسل عن حذيفة.
وعن عطاء عن أبي البختري عن حذيفة قال: إن أصحابي تعلموا الخير , وإني تعلمت الشر. قالوا: وما حملك على ذلك؟ قال: إنه من يعلم مكان الشر يتقه.
ابن أبي شيبة (7
486)
وعطاء هو بن السائب مختلط وأبو البختري أرسل عن حذيفة.
قال ابن حجر رحمه الله: والذي يظهر أن المراد بالشر الأول ما أشار إليه من الفتن الأولى, وبالخير ما وقع من الاجتماع مع علي ومعاوية , وبالدخن ما كان في زمنهما من بعض الأمراء كزياد بالعراق وخلاف من خالف عليه من الخوارج , وبالدعاة على أبواب جهنم من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم , وإلى ذلك الإشارة بقوله: الزم جماعة المسلمين وإمامهم يعني ولو جار , ويوضح ذلك رواية أبي الأسود: ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك , وكان مثل ذلك كثيرا في إمارة الحجاج ونحوه قوله: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم أي أميرهم زاد في رواية أبي الأسود: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطبراني: فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك فإن لم يكن خليفة فاهرب.
الفتح (13
36)
2 - عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة.
وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل؛ كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا؛ وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا , ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده؛ وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان.
ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام , وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه , فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا.
قال الفربري:قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: جذر قلوب الرجال الجذر الأصل من كل شيء , والوكت أثر الشيء اليسير منه , والمجل أثر العمل في الكف إذا غلظ.
أخرجه البخاري في صحيحه (6497) واللفظ له ومسلم في صحيحه (143) وأحمد (5
383) وعبد الرزاق (11
157) والطيالسي (1
57) والترمذي (2179) وابن ماجه (4053) و الحميدي في مسنده (1
211) وابن حبان (15
164) والبيهقي في الكبرى (10
122) من طريق الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة.
قال النووي: أما الأمانة فالظاهر أن المراد بها التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده والعهد الذي أخذه عليهم.
قال الإمام أبو الحسن الواحدى رحمه الله فى قول الله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال} قال ابن عباس رضى الله عنهما: هي الفرائض التي افترضها الله تعالى على العباد, وقال الحسن: هو الدين والدين كله أمانة , وقال أبو العالية: الأمانة ما أمروا به وما نهوا عنه , وقال مقاتل: الأمانة الطاعة قال الواحدي: وهذا قول أكثر المفسرين قال: فالأمانة فى قول جميعهم الطاعة والفرائض التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب. والله أعلم.
وقال صاحب التحرير: الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة فى قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة} وهي عين الإيمان فإذا استمكنت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكاليف واغتنم ما يرد عليه منها وجد في إقامتها , والله أعلم.
شرح النووي (2
168)
¥