تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى عمرٌو النَّاقدُ سمعتُ وكيعاً يقول ـ وذكر له حديثاً يرويه وهبُ بنُ إسماعيلَ الأَسَدِيُّ ـ، يرويه وهبُ بنُ إسماعيلَ؛ فقال: ((ذاك رجلٌ صالحٌ، وللحديثِ رجالٌ))، خرَّجه ابنُ حبَّان في ((المجروحين)) [1/ 67]، وذكره ابنُ رجبٍ في ((شرح علل الترمذيِّ)) [1/ 388].

وروى أبو نُعيمٍ في ((الحلية)) [9/ 6] بإسنادِهِ عن ابنِ مهديٍّ قال: ((فتنةُ الحديثِ أشدُّ من فتنةِ المالِ، وفتنةُ الولدِ تشبهُ فتنته، كم من رجلٍ يُظنُّ به الخيرُ قد حمله فتنةُ الحديثِ على الكذبِ))، ونقله ابنُ الذهبيِّ في ((السِّيَر)) [9/ 206].

وقال الحافظُ أبو الفرجِ زينُ الدِّين بنُ رجبٍ ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ في ((شرحِ العللِ)) [1/ 388]:

((يُشيرُ إلى أنَّ مَنْ حدَّث منَ الصالحينَ من غيرِ إتقانٍ وحفظٍ، فإنما حمله على ذلك حبُّ الحديثِ والتشبهُ بالحفَّاظِ، فوقع في الكذبِ على النبيِّ r وهو لا يعلم، ولو تورَّعَ واتقى اللَّه لكفَّ على ذلك فَسَلِمَ)). انتهى.

وقال أبو عبدِ اللَّهِ بنُ مَنْدَه: ((إذا رأيتَ أحدَ الصالحينَ في إِسنادٍ؛ فاغسلْ منه يدَكَ)).

ذكره في ((شرح علل الترمذيِّ)) [1/ 389].

وقال أبو إِسحاقَ الجُوْزَجَانِيُّ، السَّعديُّ في ((أحوال الرجال)) [ص/37]، سمعتُ أبا قُدَامَةَ يقول، سمعتُ يحيى بنَ سعيدٍ يقول: ((رُبَّ صالحٍ لو لم يُحدِّثْ كان خيراً له، إِنَّما هو أمانةٌ، إِنَّما هو تأديةُ الأمانةَ في الذهبِ والفضةِ أيسرُ منه في الحديثِ))، ذكره في ((شرح العلل)) [1/ 389].

وقال أبو أحمدَ بنُ عديٍّ في ((الكاملِ)): ((الصالحونَ قد وُسِمُوا بهذا الاسمِ إن يرووا أحاديثَ في فضائلِ الأَعمالِ موضوعةً بواطيلَ، ويُتَّهَمُ جماعةٌ منهم بوضعِها))، ذكره في ((شرح العلل)) [1/ 389]. انتهى.

قال الشيخ محيى الدِّين النوويُّ ـ رحمه اللَّه ـ في ((شرحِ مسلمٍ)) [1/ 94]: ((وأما قولُ يحيى بنِ سعيدٍ (لم نر الصالحين في شيءٍ أكذبَ منهم في الحديثِ)، وفى الرِّوايةِ الأُخرى:

((لم تر)) ضبطناه في الأوَّل بالنون، وفي الثاني بالتَّاءِ المثنَّاةِ، ومعناه ما قاله مسلمٌ: ((أنَّه يجرى الكذبُ على ألسنتهم، ولا يتعمَّدون ذلك لكونهم لا يُعانون صناعةَ أهلِ الحديث؛ فيقع الخطأُ في رواياتهم ولا يعرفونه، ويرون الكذب ولا يعلمون أنه كذب، وقد قدَّمنا أنَّ مذهبَ أهلِ الحقِّ: أنَّ الكذبَ: هو الإخبارُ عن الشيءِ بخلافِ ما هو عمداً كان أو سهواً أو غلطاً)). انتهى.

قال أبو عبد اللَّه بنُ الذهبيِّ في ((الميزان)) [4217] في ترجمةِ عبدِ اللَّهِ بنِ أيُّوبَ بنِ أبي عِلاَجِ الموصليُّ:

متَّهمٌ بالوضعِ، كذَّابٌ مع أنَّه من كبارِ الصَّالحينَ. انتهى.

وعلَّقَ سِبْطُ ابنُ العجميِّ في ((الكشفِ الحَثيثِ)) [378] على ذلك؛ فقال:

((وكيف يكونُ صالحاً من يكذبُ على النبيِّ r )) . انتهى.

قال الجلاَلُ السُّيُوطيُّ في ((تدريب الرَّاوي)) [1/ 282] في معرضِ كلامِهِ على مصطلح الموضوعِ:

((قال يحيى القطانُ: ما رأيتُ الكذبَ في أحدٍ أكثرَ منه فيمن يُنسبُ إلى الخيرِ)).

قال السُّيُوطيُّ معقِّباً: ((أي لعدمِ علمِهم بتفرقةِ ما يجوز لهم وما يمتنع عليهم، أو لأنَّ عندَهم حسنُ ظنٍّ وسلامةِ صَدْرٍ؛ فيحملون ما سمعوه على الصدقِ، ولا يهتدون لتمييزِ الخطإِ من الصَّوابِ)). انتهى.

فالعبَّادُ الصالحونَ لم يتعمدوا الكذبَ وإنما يقصدُ أنَّه حَصَلَ لهم في مرويَّاتِهم أشياءٌ مناكيرٌ؛ لغلفتِهِم عن ضبطِها؛ بإنشغالهم بالعباداتِ والطاعاتِ.

- وهؤلاءِ المشتغلونَ بالتعبدِ الذين يُتركُ حديثُهم على قسمين:

قال ابنُ رجبٍ في ((شرحِ عللِ الترمذيِّ)) [1/ 389]:

((وهؤلاءِ المشتغلون بالتعبُّدِ الذين يتُركُ حديثُهُم على قسمين:

[1]ـ منهم من شغلتْهُ العبادةُ عن الحفظِ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير