تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويؤكد ذلك علم الدين السخاوي (ت 643 هـ) في كتابه جمال القراء وكمال الإقراء في رده على انتقاد محمد بن جرير الطبري لقراءة ابن عامر: " وأما ما رواه عن ابن عامر أنه قال: هذه حروف أهل الشام التي يقرؤونها فليس في ذلك ما يناقض رواية هشام عن عراك، بل في ذلك تأييد لروايته وتقوية لها، إذ كان أهل الشام قد أجمعوا عليها، و لا يلزمه أن يذكر الإسناد في كل وقت، و من أين للطبري أنه كان يقول ذلك في كل وقت و لا يذكر إسنادا" جمال القراء ج 2، ص 435.

بل إن ما ينبغي الإشارة إليه أنه داخل مجال الحديث نجد العلماء يجرحون بعض العلماء الأفذاذ في مراحل متقدمة من حياتهم، باعتبار المسألة نسبية و ليست على إطلاقها كما يعتقد الغر الذي لم يتمرس بصناعة القوم. وهنا نتساءل من من الناس ـ إلا من رحم الله ـ من يظل ضابطا متقنا دون أن تنوء به نوائب الدهر، وتعود عليه عوادي الزمان؟. وكل ذلك يقوم شهادا على حراسة العلماء للدين، ونزاهتهم العلمية، ودقتهم في التوثيق، وصدقهم و أمانتهم وإخلاصهم. وما دفعهم إلى ذلك إلا إيمانهم بأن الله تكفل بحفظ الدين عامة و كتابه خاصة (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9).فلم يكن لديهم ما يخشونه أو يتسترون عليه، بل كان رائدهم الحق، ومقصدهم الحقيقة، و سبيلهم بذل الجهد، و صدق التوجه، و إخلاص النية، وعزيمة و عمل، و توكل، وتعليق النتائج على رب الأسباب.فلم يجعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين، و لم يدعوا احتكار الحقيقة، فالله تعالى حافظ كتابه، و ناصر دينه، و مظهره و لو بعد حين، فالعاقبة للمتقين: (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف: من الآية128).

إننا كما سبق أن بينا مقصدنا الفهم و الإفهام، و الاطمئنان و الطمأنة، ليصبح إيماننا مؤسسا على العلم و المعرفة، فيرقى إلى اليقين، هذا من جهة، و من جهة أخرى نطمح إلى أن نوفق إلى بيان لمن يحتاجه، أن نصوص الشريعة الإسلامية موثقة محفوظة، وأن الذين يحاولون اللعب على وتر التشكيك في النصوص الشرعية من حيث التوثيق لن يفلحوا لأنهم بذلك إنما يحادون الله تعالى، و الله بالغ أمره. كما أنني طرحت الموضوع عندما وجدت من ينسبون إلى الثقافة ظلما و عدوانا، ويتبوؤون مقاعد قيادية، يهرفون بما لا يعرفون، حتى إنك لتجد أحدهم ينسب التحريف لقراءة حفص، ويزعم أنها مخالفة لمعهود قراءة المغاربة، ويعلن ذلك على الناس في إحدى الفضائيات الإخبارية: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (الكهف: من الآية5).

ونخلص مما سبق إلى تقرير ما يلي:

1 - - القراءة سنة، و من ثم لا يردها كما قال ابن الجزري في النشر: " قياس عربية، و لا فشو لغة " النشر 1/ 10.

2 - - وجوب الاقتداء بمن سلف.

3 - - تلقى الصحابة القرآن الكريم عن الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالسماع و العرض، وكذلك نقلوها إلى التابعين، فأتباع التابعين إلى أن وصلنتا، و لا زال الأمر كذلك.

4 - - تواتر نقل الوجوه الصحيحة للقراءات.

5 - - القراءة موثقة بالمشافهة و الكتابة.

6 - - لا يخالف القارئ جمهور أهل بلده الثقات، باعتبار القراءة عرفا مستقرا.

7 - - لا يخالف القارئ ما رواه الأئمة أصحاب السند الأصل، فالقراءة توقيفية، لا مجال للاجتهاد فيها.

8 - - شروط المقرئ:

أ. الإسلام.

ب. العقل.

ت. البلوغ.

ث. العدالة.

ج. الأمانة.

ح. الخلو من الفسق.

خ. المروءة.

د. الضبط.

ذ. التمكن المعرفي.

ر. الشهرة العلمية.

ز. الخبرة الناتجة عن طول الممارسة للقراءة و الإقراء.

س. الإقراء بما سمعه من شيوخه أو عرضه عليهم، أو سمعه بقراءة غيره عليه.

ش. الاقتصار على القراءات الصحيحة.

ص. اختيار الشيوخ بأن يأخذ عمن ثبتت عدالته عنده أو عمن تقدمه، وتحقق لقيه لمن أخذ عنه إذا صحت معاصرته.

ض. أن تكون الكتب التي قرأ بها على شيوخه مشتملة على شرطين: أحدهما ثبوت الرواية فيه أصلا.و الثاني ثبوته فيه أداء. (النشر 1/ 192 – 193.

ط. بركة العمر.

و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[28 - 02 - 07, 09:27 م]ـ

إن خصوصية القراءات القرآنية تحتم علينا عدم إسقاط أحكام المحدثين و مقاييسهم على القراء و القراءات جملة و تفصيلا. مما يلزمنا برد الأمور إلى نصابها بالاحتكام إلى قواعد علم القراءات ومقرراته التي لا يمكن أن ينضبط إلا بها. يقول الونشريسي (ت 914 هـ) ـ رحمه الله ـ: " لا يعرف القراءة ووجوهها إلا أهلها، وغيرهم لا يعرفون أصلها، فضلا عن توافرها. وسبيل ذلك سبيل أصحاب الصنائع و الآلات يعرفونها، فتواترها عندهم خاص بهم، وهكذا أرباب العلوم في اصطلاحات لهم تتواتر عندهم " (المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية و الأندلس و المغرب، ج 12، ص 118).

إنها محاولة فهم و إفهام، بلاغ و بيان، وانتصار لدين الله بإقامة الحجة و البرهان على تهافت دعاوى المبطلين، الذين يهرفون بما لا يعرفون، أكثر منها محاولة تجديد.

احسنت النية واحسنت العرض وجزاكم الله خيرا

وارجوا ان تتابع تحرير المساله فهى تحتاج مزيد جهد وبيان بعدما ظهر من ينادى الى ان القراءات القرانية تحتاج الى اعادة تحقيق اسانيدها على منهج المحدثين!!!!!

فتابع بحثك وجزاك الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير