[مقارنة بين سورة (ق) وسورة (ص) ...]
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي بارك الله فيكم جميعاً
بحاجة لمُقارنة بين سورة (ق) وسورة (ص)
من الناحية اللغوية .. أو من ناحية ما جاء فيها
من أخبار .. أو من أي ناحية
عاجلاً لا حُرمتم الأجر ووفقكم الله لفعل الخيرات واجتناب المُنكرات.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 03 - 07, 01:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه مقارنة مختصرة بين السورتين مما ذكره المفسرون والمحققون:
أولا: سورة ص:
1 / سورة ص مكية كلها وحكي في ذلك الإجماع. ونقل قول أنها مدنية وهو مرجوح.
2 / وعدد آياتها ست وثمانون عند أهل الحجاز والشام والبصرة وعدها أيوب بن المتوكل البصري خمسا وثمانين. وعدها أهل الكوفة ثمان وثمانين.
3 / و هي السورة الثامنة والثلاثون في عداد نزول السورة نزلت بعد سورة (اقتربت الساعة) وقبل سورة الأعراف.
4 / قال ابن عاشور حول مقاصد السورة وأغراضها في كتابه التحرير والتنوير (3603):
(- أصلها ما علمت من حديث الترمذي في سبب نزولها. وما اتصل به من توبيخ المشركين على تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتكبرهم عن قبول ما أرسل به وتهديدهم بمثل ما حل بالأمم المكذبة قبلهم وأنهم إنما كذبوه لأنه جاء بتوحيد الله تعالى ولأنه اختص بالرسالة من دونه وتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عن تكذيبهم وأن يقتدي بالرسل من قبله داود وأيوب وغيرهم وما جوزوا عن صبرهم واستطراد الثناء على داود وسليمان وأيوب وأتبع ذكر أنبياء آخرين لمناسبة سنذكرها
- وإثبات البعث لحكمة جزاء العاملين بأعمالهم من خير وشر
- وجزاء المؤمنين المتقين وضده من جزاء الطاغين والذين أضلوهم وقبحوا لهم الإسلام والمسلمين ووصف أحوالهم يوم القيامة.
- وذكر أول غواية حصلت وأصل كل ضلالة وهي غواية الشيطان في قصة السجود لآدم.
وقد جاءت فاتحتها مناسبة لجميع أغراضها إذ ابتدئت بالقسم بالقرآن الذي كذب به المشركون وجاء المقسم عليه أن الذين كفروا في عزة وشقاق وكل ما ذكر فيها من أحوال المكذبين سببه اعتزازهم وشقاقهم ومن أحوال المؤمنين سببه ضد ذلك مع ما في الافتتاح بالقسم من التشويق إلى ما بعده فكانت فاتحتها مستكملة خصائص حسن الابتداء)
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (3/ 693): ( ... وإذا أردت زياة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ثم خصامة ثانيا في شأن بنيه حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير ص وسورة ق غير حرفها وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف والله أعلم)
ثانيا: سورة ق:
1 / سورة ق مكية كلها وقد نقل ابن عطية الإجماع على ذلك وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والضحاك استثناء آية (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) وأنها نزلت في اليهود.
2 / وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة المرسلات وقبل سورة لا أقسم بهذا البلد.
3 / عدد آياتها خمس وأربعون آية بالإجماع.
4 / قال ابن عاشور حول مقاصد السورة وأغراضها في كتابه التحرير والتنوير (ص 4112):
(أولها التنويه بشأن القرآن.
ثانيها: أنهم كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من البشر.
وثالثها: الاستدلال على إثبات البعث وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق السماوات وما فيها وخلق الأرض وما عليها ونشأة النبات والثمار من ماء السماء وأن ذلك مثل للإحياء بعد الموت.
الرابع: تنظير المشركين في تكذيبهم بالرسالة والبعث ببعض الأمم الخالية المعلومة لديهم ووعيد هؤلاء أن يحل بهم ما حل بأولئك.
الخامس: الوعيد بعذاب الآخرة ابتداء من وقت احتضار الواحد وذكر هول يوم الحساب.
السادس: وعد المؤمنين بنعيم الآخرة.
السابع: تسلية النبي صلى الله عليه وسلم على تكذيبهم إياه وأمره بالإقبال على طاعة ربه وإرجاء أمر المكذبين إلى يوم القيامة وأن الله لو شاء لأخذهم من الآن ولكن حكمة الله قضت بإرجائهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكلف بأن يكرههم على الإسلام وإنما أمر بالتذكير بالقرآن.
الثامن: الثناء على المؤمنين بالبعث بأنهم الذين يتذكرون بالقرآن.
التاسع: إحاطة علم الله تعالى بخفيات الأشياء وخواطر النفوس)
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (3/ 693): (وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن وذكر الخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين قول العبد وذكر الرقيب وذكر السائق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعيد وذكر المتقين وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد وذكر القيل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وذكر القوم وحقوق الوعيد ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة وسر آخر وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح ... )
ولأجل ما شتملت عليه سورة ق كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرأ بها في المجامع يقول ابن كثير _ رحمه الله: (4/ 281: (القصد أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار كالعيد والجمع لاشتمالها على ابتداء الخلق والبعث والنشور والمعاد والقيام والحساب والجنة والنار والثواب والعقاب والترغيب والترهيب والله أعلم)
¥