تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإعجاز العددي ...]

ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[15 - 02 - 07, 08:33 م]ـ

هذه كلمات قلائل اختصرتها قدر الإمكان، وهناك بعض الأمثلة التي أود مناقشتها لكني أرجأت ذلك، هذه الرسالة كتبتها منذ فترة، أنزلها هنا لتعرض عليكم، والله ولي التوفيق.

1 ـ ينبغي أولا أن نقف مع كلمة الإعجاز، ونتبين معناها، فما هو الإعجاز؟

الشيء المعجز: هو الشيء الخارق للعادة بحيث لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله.

والمقصود بالإعجاز العددي: هو استنتاج قضايا إعجازية عن طريق الأرقام. كرقم السورة، ورقم الآية، وعدد الأحرف والكلمات وما شابهه.

2ـ ينبغي لنا أن نعلم أن المقصد الأساسي للقرآن، والهدف الذي من أجله أنزل القرآن. إن الهدف لم يكن بحال من الأحوال هو الحديث عن الظواهر الكونية، أو الاكتشافات المتعلقة بالأجسام الدقيقة، أو البحار والمحيطات، لم يكن هذا أبدا، وإنما الهدف الأول والأخير هداية البشرية وإخراجهم من الظلمات إلى النور، إنما هو لتبصيرهم بأمر دينهم، وتعريفهم بربهم، فهذا هو الذي أنزل القرآن لأجله لا غير، فإذن القرآن أنزل لتعريف الناس بربهم، وبيان الطرق الموصلة إليه سبحانه.

3 ـ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم. وقرأ عمر بن الخطاب على المنبر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. وعن ابن أبي مليكة أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول فيها.

وعن يزيد بن أبي يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع. وقال الشعبي: والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله عز وجل. وعن مسروق: قال اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله.

4 ـ لا يجوز لأي إنسان أن يتكلم في كتاب الله تعالى بغير علم، بل لا بد لمن يتصدى لكتاب الله تعالى أن يكون ممن توفرت فيه شروط المفسر، وهي مذكورة في كتب علوم القرآن، وأعظم هذه الأمور العلم بلغة العرب لأن القرآن إنما أنزل بلغتهم، قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات: ... القرآن نزل بلسان العرب على الجملة فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة لأن الله تعالى يقول إنا أنزلناه قرآنا عربيا وقال بلسان عربي مبين وقال لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين وقال ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي إلى غير ذلك مما يدل على أنه عربي وبلسان العرب لا أنه أعجمي ولا بلسان العجم فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة ..

فمن لم يكن مليا متوسعا في اللغة نحوها وصرفها وبيانها .. فيحرم عليه أن يتكلم في تفسير كلام الله تعالى مستنبطا ومنقبا من غير أن يكون أهلا لذلك ..

5 ـ ما قيمة هذا الإعجاز وما حكمه؟

الحق أن مثل هذا النوع لا قيمة له، وهو باطل لا يصح لما يلي:

أ ـ في تسمية هذا النوع إعجازا نظر بين، فالإعجاز هو الإتيان بأمر خارق للعادة، بحيث لا يستطيع أحد الإتيان بمثله. وهذا الأمر الذي ذكر أنه إعجاز يستطيع كل إنسان أن يأتي بمثله، فيستطيع شاعر أن يكتب كتابا يكون في كل صفحة عددا من الحروف، أو عددا من الكلمات يشير إلى قضية معينة، وباستطاعة كل إنسان أن يكتب كتابا يرد ذكر الصلاة فيه خمس مرات والشهر إثنتا عشرة مرة وهكذا فأين الإعجاز؟؟!

ب ـ أن أصحاب هذا النوع لا يستندون إلى أسس وضوابط ثابتة، ولا يعتمدون على أسس يعول عليها، وإليك أسسا اعتمد عليها أحدهم:

اعتمد في عد الكلمات على الرسم العثماني!!

وهل الرسم العثماني أمر توقيفي أم اصطلاحي؟ الصواب أنه أمر اصطلاحي لا توقيفي وليس هذا محل بحثه.

وكذلك يبني هذا الإعجاز على أن عدد السور 114 سورة!! وقد قيل إنها 113 سورة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير