الصبر يحمد في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه لايحمد
وقال رويم: الصبر: ترك الشكوى.
وقال ذون النون: الصبر: هو الاستعانة بالله تعالى.
سمعت الأستاذ أبا عليِّ الدقاق، رحمه الله، يقول: الصبر كأسمه.
وأنشدني الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي، قال: أنشدني أبو بكر الرازي قال: أنشدني ابن عطاء لنفسه:
سأصبر، كي ترضى، وأتلف حسرة ... وحسبي أن ترضى ويتلفني صبري
سمت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول: فاز الصابرون بعزِّ الدارين؛ لأنهم نالوا من الله تعالى معيته: قال الله تعالى: " إن الله مع الصابرين ".
قيل: الصبر لله: عناء، والصبر بالله: بقاء، والصبر في الله: بلاء. والصبر مع الله وفاء، والصبر عن الله: جفاء.
وقال عليُّ بن أبي طالب، رضي الله عنه: الصبر مطية لا تكبو.
عن علي قال:"الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس نتن باقي الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له". أخرج البيهقي عن شريح قال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: "من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ولم تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر"
قال القرطبي ~: وروي أن عبد الله بن عباس {نعي إليه أخوه قثم، وقيل بنت له، وهو في سفر، فاسترجع، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وقال: عورة سترها الله، ومؤنة كفاها الله، وأجر ساقه الله.
ثم تنحى عن الطريق وصلى، ثم انصرف إلى راحلته، وهو يقرأ: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}. وإنما خص الصبر والصلاة بالذكر، لأن الصبر أشد الأعمال الباطنة على البدن، والصلاة أشد الأعمال الظاهرة على البدن.
الابتلاء محك الإيمان، قال الحسن البصري: استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء تباينوا.
الصلاة: قال صلى الله عليه وسلم:"وجعلت قرة عيني في الصلاة" فكان آخر ما أوصى به عند خروج روحه صلى الله عليه وسلم: "الله الله الصلاة وما ملكت أيمانكم".
كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وقال: "يا بلال أرحنا بالصلاة".
أبو السعود – الصلاة أم العبادات ومناجاة رب العالمين.
المراغي – في الصلاة التوجه إلى الله ومناجاته وحضور القلب واستشعار المصلي الهيبة والجلال وهو واقف بين يدي ربه، كما جاء في الحديث: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
الكشاف – استعينوا على حوائجكم إلى الله بالصبر والصلاة، أي بالجمع بينهما، وأن تصلوا وأنتم صابرين على تكاليف الصلاة، محتملين لمشاقها، ما يجب فيها من إخلاص القلب وحفظ النيات ودفع الوساوس ومراعاة الآداب والاحتراس من المكاره مع الخشية والخشوع واستحضار الوقوف عليها بين يدي جبار السماوات والأرض، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، ثم ختم الآية بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
بنصره وتأييده وقربه، وهذه منقبة عظيمة للصابرين.
قال الإمام أحمد: وقد جاء في الحديث: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة" فكل مستخف بالصلاة مستهين بها فهو مستخف بالإسلام مستهين به، وإنما حظه من الإسلام على قدر حظه من الصلاة، ورغبته في الإسلام على قدر رغبته في الصلاة، فاعرف نفسك أيها المسلم وتفقدها لتكون من حزب الله المفلحين، واحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك، فإن قدر الإسلام عندك كقدر الصلاة في قلبك.
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص وإصابة الحق في القول والعمل وصلاح القلوب والأعمال.
ـ[محمد محمود يوسف]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:39 م]ـ
كيف أتمكن ـ جزاكم الله خيرًا ـ من رفع شرائطي على موقع إسلام واي (طريق الإسلام).
أخوكم محمد محمود السيوطي راجي عفو ربه.