الله عنه [أنه كان عنده أكّار – أي مزارع – فاستعدت عليه زوجته – أي اشتكته لأنس – وقالت لا يدعني في ليل ولا في نهار، وجسمي لا يتحمل، فقضى بينهما أنس على أن لا يزيد في كل يوم وليلة على ست مرات] وهذا ثابت في مجمع الزوائد (4/ 295) في كتاب النكاح، وبوب عليه الإمام الهيثمي باب فيمن يكثر الجماع.
ألزمه بها أنس، لكن كم يريد هو؟ الله أعلم.
فهذا حقيقة خارق للعادة وليس هذا في مقدور البشر.
ولذلك إخوتي الكرام ... من حكمة مشروعية ربنا لتعداد الزواج هذا، فلو أن هناك رجلا ًعنده هذه القوة والشهوة وليس عنده إلا امرأة واحدة فماذا تفعل له؟
هل تعطله وتحجزه عن امرأته؟، أو تتركه يذهب يتلمس طريق الحرام هنا وهناك؟ إن أفضل علاج وأنجحه وأنجعه لمثل هذا هو التعدد، وما ألزم الله أحداً بالتعدد وإن كان رغب فيه وهذا شرع الله الحكيم (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
الحاصل أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان كهلا ً عندما أسري به لكنه – كما قلنا – شابٌ وفوق الشباب، عليه الصلاة والسلام فإذن هذا ليس من باب التنقيص.
3 - كيف يرفع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام صوته، ويتذمر، والله يتحمل ذلك منه ويعرف له ذلك؟
نقول: هذا مدلل، والمدلل له حساب خاص، فإياك أن تقيس نفسك عليه.
سفيان الثوري عليه رحمة الله عندما طلبه الشُّرَطةُ في عهد أبي جعفر المنصور، وطلب في عهد هارون الرشيد أيضاً، فلما كان في عهد أبي جعفر المنصور أرسل في طلب سفيان وأرسل الخشابين قبله إلى مكة وقال لهم انصبوا الأخشاب لأصلب عليها سفيان الثوري، أي يشنقه ويصلبه فذهبت الشُّرَطةُ إلى المسجد الحرام، وسفيان الثوري بين الفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة، ورأسه في حجر الفضيل ورجلاه في حجر سفيان بن عيينة ويغطيانه من أجل ألا تراه الشُّرَطةُ ويقبضوا عليه، ثم قالا له: يا سفيان اخرج من المسجد ولا تشمت بنا الأعداء أي اخرج وتوارى فليس حلا ً أن نغطيك هكذا لأنهم سيرونك، فقام رحمه الله ورضي عنه وتعلق بأستار الكعبة وقال: برئت من الله إن دخل أبو جعفر المنصور مكة وأنا حي 0 مع أن أبا جعفر على الطريق أرسل الخشابين وهو في أثرهم ووراءهم، فلما وصل أبو جعفر على حدود مكة قبض الله روحه فمات، وما دخل مكة، والقصة انظروها في تذكرة الحفاظ وسير أعلام النبلاء في ترجمة سفيان الثوري وفي غيرهما كذلك.
إن قال قائل كيف يصدر هذا من سفيان الثوري؟
نقول: هذا مدلل، فلا تجعل نفسك مثله.
وهذا نبي الله موسى اتخذه نجياً وكليماً (وكلم الله موسى تكليماً) وفضله بذلك، فإذن هو من المدللين، وإذا كان ذلك كذلك فإنه يصبح بين المدلل وبين من يتدلل عليه أحيانا من؟؟؟؟؟؟ مالا يصلح أن تصدر من غيره، وهذا هو الذي جرى من نبي الله موسى، فتحمل الله منه لأنه مدلل.
قال أئمتنا:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ? جاءت محاسنه بألف شفيع
(وإذا الحبيب أتى بذنب واحد)، أخطأ وتذمر ورفع صوته وصاح.
(جاءت محاسنه بألف شفيع): فهذا يقاوم أعتى أهل الأرض في زمنه ويصبر، فإذا جرى منه وقد كنت قلت لكم أن موسى عليه الصلاة والسلام مظهر للجلال والقهر الإلهي، كما أن عيسى عليه الصلاة والسلام مظهر للجمال، ونبينا عليه الصلاة و السلام مظهر للكمال: (جلال وجمال).
فهذا مدلل وإذا كان كذلك فلا تقس على نفسك، وما جرى منه: حبيب وحبيب يتناجيان بما بينهما، فهل يجرؤ أحد منا أن يذهب إلى الكعبة ويقول يارب إني أبرأ منك إذا لم تقتل فلاناً وأمته؟
والله إني لأخشى أن تنزل عليك صاعقة من السماء تحرقك، لأن كل واحد منا ينبغي أن يعلم مكانته ومنزلته،وعليه فينبغي أن نقف عند حدنا.
إذن المدلل له مكانة، أبو بكر رضي الله عنه من المدللين أم لا؟
هو من المدللين على نبينا عليه صلوات الله وسلامه، وسأذكر لكم قصتين باختصار:
القصة الأولى: رواها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في فضائل أبي بكر ومناقبه:
انظر (مختصر صحيح البخاري للزبيدي 1522)
¥