تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: [إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما] قال الشوكاني في فتح القدير 5/ 351

قال قلوبكما ولم يقل قلباكما لأن العرب تستكره الجمع بين تثنيتين في لفظ واحد.

الباب الخامس

ويشتمل على:

الإظهار والإضمار – الزيادة – التقدير والحذف – التقديم والتأخير.

الإظهار والإضمار

قاعدة:

وضع الظاهر بدل المضمر وبالعكس إنما يكون لفائدة.

مثال: قال تعالى: [واتقوا الله ويعلمكم الله إنه بكل شيء عليم] البقرة/282. الأصل أن يقال: وهو بكل شيء عليم. وإنما صرح لقصد التعظيم. وقال تعالى: [وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً] الإسراء/ 78. الإظهار في قوله وقرآن الفجر لإزالة اللبس عن مرجع الضمير فلو قال أنه كان مشهوداً لأوهم عود الضمير إلى الفجر. وقال تعالى: [فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء] البقرة/ 59. فلم يقل [عليهم] تنبيها على علة الحكم في هذه الآية وهو الظلم. وأما العكس فمثل قوله تعالى: [من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك] البقرة/ 97 فقد قيل في علة الإضمار في قوله [فإنه] دلالة على التفخيم.

قاعدة:

إعادة الظاهر بمعناه أحسن من إعادته بلفظه. وإعادته ظاهراً بعد الطول أحسن من الإضمار.

تطبيق:

مثال إعادة الظاهر بمعناه في الموضع الذي يستحسن فيه ذلك:

قال تعالى: [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً] الكهف/30. لم يقل: إنا لا نضيع أجر الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

مثال ما أعيد بلفظه بعد طول الفصل:

قال تعالى: [ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم] وقوله: [لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب] آل عمران/188.

قاعدة:

من شأن العرب إضمار (هذا – هذه) لكل شيء معاين سواء كان نكرة أم معرفة.

تطبيق:

قال تعالى: [سورة أنزلناها وفرضناها] النور/1 أي هذه سورةٌ. وقوله: [براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين] التوبة/ 1 أي هذه براءة.

قاعدة:

كل فعل لله U مذكور في القرآن فإنه يصح فيه إضمار لفظ الجلالة (الله) وإن لم يسبق ذكره.

تطبيق:

قال تعالى: [أنزل من السماء ماء] الرعد/17. والتقدير: الله أنزل ..... وقال تعالى: [خلق السموات والأرض] النحل/3. والتقدير: خلق الله السموات والأرض.

قاعدة:

إذا تم الاستدلال بفعل واحد لأمرين وهو في الواقع لأحدهما فهل يُضمر للآخر فعل يناسبه؟

توضيح: هذا مختلف فيه بين العلماء وانظر ما ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن 3/ 125.

تطبيق: قال تعالى: [والذين تبوءوا الدار والإيمان] الحشر/9. قال أبو حيان: الإيمان معطوف على الدار وهي المدينة والإيمان ليس مكاناً فيتبّوأ. فقيل هو من عطف الجمل أي واعتقدوا الإيمان وأخلصوا فيه فيكون كقوله علفتها تبناً وماءً بارداً. أو يكون ضُمّن تبوءوا معنى لزموا واللزوم قدر مشترك في الدار والإيمان فيصح العطف. أو: لما كان الإيمان شملهم صار كالمكان الذي يقيمون فيه. البحر المحيط لأبي حيان 8/ 247.

ومثل قوله تعالى: [اسكن أنت وزوجك الجنة] البقرة/ 35. وقوله: [لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده] البقرة/233.

الزيادة

تعريف الزيادة:

لغة: قال ابن فارس: الزاء والياء والدال أصل يدل على الفضل. يقولون: زاد الشيء يزيد فهو زائد. معجم مقاييس اللغة مادة زيد.

اصطلاحاً: لها عدة اطلاقات: فهي تطلق عند أهل العربية على الحرف غير الأصلي. وتطلق على ما لا فائدة لهُ. وتطلق على الكلمة التي لا يخل حذفها بالمعنى العام للكلام وإن كانت لها فائدة أخرى.

تنبيه: الاطلاق الثاني المتقدم لا علاقة لنا به لأن القرآن منزه عما لا فائدة له. ولذلك سيكون كلامنا على الاطلاق الأول والثالث فقط. مع ضرورة التنبيه إلى أنه ينبغي ترك لفظ الزيادة لما فيه من إيهام وخروج عن الأدب مع كلام الله تعالى. واعلم أن الزيادة كما تكون في الحرف تكون في الفعل أيضاً. أما الأسماء فأكثر النحاة على أنها لا تزاد خلافاً لأكثر المفسرين. انظر البرهان (3/ 74).

قاعدة:

لا زائد في القرآن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير