تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

توضيح: العطف لا يقتضي التغاير في اللفظ بل في المعنى وهذه المغايرة على مراتب:

أمثلة:

المرتبة الأولى: أن يكون المتعاطفان متباينين فلا علاقة بينهما وهذا هو الغالب.

قال تعالى: [خلق السموات والأرض] الفرقان/59.

وقال تعالى: [وجبريل وميكال] البقرة/98.

المرتبة الثانية: أن يكون بينهما لزوم:

قال تعالى: [ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق] البقرة/42. فمعلوم أن من لبس الحق بالباطل فقد كتم بعض الحق وكذلك بالعكس فإن من كتم الحق فقد لبس الحق بالباطل.

قال تعالى: [ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله ...... ] النساء/136.

فالكفر بواحد منها كفر بالباقي.

المرتبة الثالثة: عطف بعض الشيء عليه.

قال تعالى: [حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى] البقرة/238.

وتقدم بأن هذا من عطف الخاص على العام.

المرتبة الرابعة: عطف الصفات لذات واحدة.

وتقدمت أمثلة.

قاعدة:

عطف الجملة الاسمية على الفعلية يفيد الدوام والثبوت.

توضيح: من المعلوم أن الجملة الأسمية تدل على الثبوت والاستمرارية والدوام والجملة الفعلية تدل على الحدوث والتجدد.

مثال: قال تعالى: [قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين] الأنعام/56.

فقوله: [قد ضللت] جملة فعلية تفيد التجدد وقوله [وما أنا من المهتدين] جملة اسمية تفيد الثبوت. فلما عطفت الاسمية على الفعلية أصبحت الفعلية تدل على الثبوت مثل الاسمية لاشتراكهما في الحكم بسبب العطف. فصار معنى الآية أنه لو اتبع أهواءهم لبقى في الضلال دائماً.

الباب العاشر

الوصف

ملاحظة: الوصف هنا أعم من معناه عند أهل النحو. فهو يشمل كل شيء زائد على الذات ثبوتياً كان أو سلبياً. وانظر فتح الباري (6/ 619).

قاعدة:

كلما كان الوصف بعيداً عن بنية الفعل كان أبلغ.

مثال: قال تعالى: [الرحمن الرحيم] مقتضى القاعدة أن يكون الرحمن أبلغ من الرحيم لأنك تقول: رحم فهو راحم ورحيم. كما تقول: قدر فهو قادر وقدير. أما الرحمن فليس هو من رحم بل من الرحمة.

قاعدة:

الصفة بعد النكرة للتخصيص وبعد المعرفة للتوضيح.

مثال: الصفة المخصصة.

قال تعالى: [وقال رجل مؤمن من آل فرعون ..... ] غافر/28.

قال تعالى: [ولعبد مؤمن خير من مشرك .......... ] البقرة/221.

الصفة الموضحة:

قال تعالى: [الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ...... ] الأعراف/157.

قال تعالى: [يحكم بها النبيون الذين أسلموا ...... ] المائدة/44.

قاعدة:

إذا وقعت الصفة بعد مضاف ومضاف إليه أولهما عدد جاز فيها الوجهان إتباعها للمضاف أو إتباعها للمضاف إليه.

مثال: إتباعها للمضاف: قال تعالى: [الذي خلق سبع سموات طباقاً] الملك/3

قوله طباقاً منصوب صفة لسبع.

مثال: إتباعها للمضاف إليه: قال تعالى: [سبعَ بقراتٍ سمانٍ] البقرة/43. قوله سمان مجرور صفة لبقرات.

قاعدة:

الأوصاف المختصة الاناث تلحقها التاء إن أريد بها الفعل ولا تلحقها التاء إن أريد بها النسب.

تطبيق: قال تعالى: [يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت] الحج/2.

قال الشنقيطي رحمه الله: قوله (كل مرضعة) أي كل أنثى ترضع ولدها. ووجه قوله مرضعة ولم يقل مرضع: هو ما تقرر في علم العربية من أن الأوصاف المختصة بالاناث إن أريد بها الفعل لحقها التاء إن أريد بها النسب جردت من التاء. فإن قلت: هي مرضع. تريد: أنها ذات إرضاع جردته من التاء. أضواء البيان (5/ 6 - 8).

قاعدة:

جميع أوزان الصفة المشبهة باسم الفاعل إن قصد بها الحدوث والتجدد جاءت على وزن فاعل. وإن لم يقصد بها الحدوث والتجدد بقي على أصله.

توضيح:

الصفة المشبهة هي اسم مشتق يدل على ثبوت واستمرار الصفة للذات.

تطبيق: قال تعالى: [وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين ..... ] الفرقان/13.

قال الشنقيطي: اعلم أنه تعالى: في هذه الآية الكريمة قال: (مكاناً ضيقاً) وكذلك في الأنعام في قوله [يجعل صدره ضيقاً حرجاً] آية 125. وقال في هود آية 12 (وضائق به صدرك) فما وجه التعبير بقوله (ضائق) على وزن فاعل وفي الفرقان والأنعام بقوله (ضيقاً) على وزن فيعل مع أنه في المواضع الثلاثة هو الوصف من ضاق يضيق فهو ضيق؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير