تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج – سيد قطب: انصرفإلى فتح أبواب جديدة في مناحي الفاصلة الجمالية، كالتصوير والإيقاع .. وإن كانالقدماء أنفسهم لم يهملوا إيقاع الفواصل.

تعريف الفاصلة القرآنية

قال الأزهري في تهذيب اللغة: وأواخر الآيات في كتاب الله فواصل، بمنزلة قوافي الشِّعر، واحدتها فاصلة. وقول الله جل وعز: {بِكِتَابٍ فُصِّلَتْ آياتُهُ} له معنيان: أحدهما -تفصل آياته بالفواصل،

والمعنى الثاني فصَّلناه: بّيّناه. وقوله جل وعز: {آياتٍ مُفصلاتٍ} بين كل آيتين مُهلة. وقيل:

مُفَصَّلات مبيَّنات، والله أعلم. ويقال: فصل فلان من عندي فُصولاً: إذا خرج. وفصل مني إليه كتاب: إذا نَفَذ، قال الله جل وعز: {ولمّا فَصلتِ العِيرُ قال أبوهم} أي خرجت. قلت: ففصل يكون لازماً وواقعا، وإذا كان واقعا فمصدره الفَصل وإذا كان لازما فمصدره الفُصول. وقال أبو تراب: قال شَبَّاية. فصلت المرأة ولدها وفسلته: أي فطمته. (تهذيب اللغة للأزهري: مادة "فصل").

وجاء في الإتقان قول السيوطي الإمام: الفاصلة كلمة آخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع. وقال الداني: كلمة آخر الجملة. قال الجعبري وهوخلاف المصطلح ولا دليل له في تمثيل سيبويه بيوم يأتيوما كنا نبغي وليسا رأس الآية لأن مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية. وقال القاضي أبو بكر: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بهاإفهام المعاني. وفرق الداني بين الفواصل ورؤوس الآي فقال: الفاصلة هي الكلامالمنفصل عما بعده والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس وكذلك الفواصل يكن رؤوسآية وغيرها وكل رأس آية فاصلة وليس كل فاصلة رأس آية.

وقال الشيخ عبد الفتاح القاضي [2] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn2): " وسميت فاصلة لأنها فصلت بين الآيتين، والآية التي هي رأسها، والآية التي بعدها، ولعل هذه التسمية أخذت من قوله تبارك وتعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}. [3] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn3) وقوله جلّ ذكره: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}. [4] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn4)

هل في القُرآن الُمعجز سَجعٌ؟!

قال الإمام في الإتقان: وهل يجوز استعمال السجع في القرآن؟ خلاف: الجمهور على المنع لأن أصلهمن سجع الطير فشرف القرآن أن يستعار لشيء منه لفظ أصله مهمل ولأجل تشريفه عنمشاركة غيره من الكلام الحادث في وصفه بذلك ولأن القرآن من صفاته تعالى فلا يجوزوصفه بصفة لم يرد الإذن بها.

قال الرماني في إعجاز القرآن: ذهب الأشعرية إلى امتناع أن يقال فيالقرآن سجع وفرقوا بأن السجع هو الذي في نفسه ثم يحال المعنى عليه والفواصل التيتتبع المعاني ولا تكون مقصودة في نفسها.

قال: ولذلك كانت الفواصل بلاغة واسجع عيبًا. وتبعه على ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني ونقله عن نص أبي الحسنالأشعري وأصحابنا كلهم قال: وذهب كثير من غير الأشاعرة إلى إثبات السجع في القرآنوزعموا أن ذلك مما يبين به فصل الكلام وأنه من الأجناس التي يقع بها التفاضل فيالبيان والفصاحة كالجناس والالتفات ونحوهما ...

وقال ابن حجة الحموي في "ثمرات الاورق في المحاضرات":قلت السجع مأخوذ من سجع الحمام واختلف فيه هل يقال في فواصل القرآن أسجاع أم لا فمنهم من منعه ومنهم من أجازه والذي منع تمسك بقوله تعالى كتاب فصلت آياته فقال قدسماه فواصل فليس لنا أن نتجاوز ذلك.

وجاء في سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي قوله: .. وأما الفواصل التي في القرآن فإنهم

سموها فواصل ولم يسموها أسجاعاً وفرقوا فقالوا: إن السجع هو الذي يقصد في نفسه ثم يحمل المعنى عليه، والفواصل التي تتبع المعاني ولا تكون مقصودة في أنفسها، وقال على بن عيسى الرماني: إن الفواصل بلاغة، والسجع عيب، وعلل ذلك بما ذكرناه من أن السجع تتبعه المعاني والفواصل تتبع المعاني، وهذا غير صحيح والذي يجب أن يحرر في ذلك أن يقال: إن الأسجاع حروف متماثلة في مقاطع الفصول على ما ذكرناه، والفواصل على ضربين؛ ضرب يكون سجعاً وهو ما تماثلت حروفه في المقاطع، وضرب لا يكون سجعاً وهو ما تقابلت حروفه في المقاطع ولم تتماثل، ولا يخلو كل واحد من هذين القسمين أعني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير