وبعد التعريف بكل مركز من هذه المراكز ذكرت الأسباب التي من أجلها فضلها العباسيون على غيرها، وآثروها على سواها، ووقفت كثيراً حيال المركز الرابع وهو خراسان لأن الدعوة العباسية قد نشأت فيها، ونمت واستوت على سوقها فوق ترابها، وانطلقت حتى أقامت الدولة العباسية منها.
وانتقلت إلى الفقرة الثالثة من هذا الفصل وهي (الجهاز السري) وذكرت أن العباسيين لم يكونوا أقل خبرة، ولا أعمق تجربة في تنظيمه واختيار رجاله منه في اختيار مراكز الدعوة.
وذكرت أن هذا الجهاز قد كان قائماً على دعائم أربعة تماماً كما كانت مراكز الدعوة وهذه الدعائم هي:
1 – الإمام.
2 – ونائباه في العراق وخراسان.
3 – النقباء الاثنا عشر.
4 – الدعاة.
وقد أمطت النقاب عن أن الذين تولوا منصب الإمامة كانوا ثلاثة وهم: محمد بن علي، وولداه إبراهيم، وأبو العباس عبد الله السفاح، وبعد أن حددت المهمة الملقاة على كاهل الإمام، أوضحت الظروف التي كانت تحيط الدور الذي اضطلع به.
وقد ناقشت الأسباب التي من أجلها تولى محمد بن علي أعباء الإمامة مع وجود أبيه.
وبالنسبة للنواب في العراق ذكرت أنهم كانوا ثلاثة كذلك وهم:
1 – ميسرة النبال.
2 – بكير بن ماهان.
3 – أبو سلمة الخلال.
وقارنت بين الدور الذين اضطلع به كل منهم، والمدة التي لبسها في وظيفته، والأسباب التي من أجلها لم يعد التاريخ عن كلٍ من ميسرة وبكير غير القليل، ولم أنس أن أميط النقاب عن الأسباب التي من أجلها انحرف أبو سلمة عن العباسيين، وأراد إخراج الإمامة عنهم إلى العلويين. وذكرت أن مرجع هذا إلى سببين.
أحدهما: أنه كان من الكوفة وأهلها هم شيعة لعلي.
والثاني: أنه لم يكن على يقين من أن إبراهيم الإمام قد عهد بالأمر من بعده إلى أخيه السفاح.
وبالنسبة للنواب في خراسان فقد بينت أنهم كانوا ثلاثة أيضاً.
1 – زياد أبو محمد.
2 – وكثير الداعي.
3 – وعمار بن يزيد.
وقد عرفت بكل واحد من هؤلاء الثلاثة، وكشفت الغطاء عن نشاطه وأسباب تعيينه.
وبالنسبة للثالث والأخير فقد وافقت أبا جعفر بن جرير الطبري على العام الذي قتل فيه، وناقشت أقوال المؤرخين في سنة توليته.
ووقفت وقفة متأنية حيال الدور الذي اضطلع به , وناقشت يوليوس فلهوزن فيما يدعيه من أن العباسيين قد كانوا راضين عن انحرافه، وأجد أن العامة هم الذين أطلقوا عليه خداشاً، وليس هو الذي أطلق هذا الاسم على نفسه، وبرأت ساحة العباسيين من الرضا عن كفره وانحرافه.
وبعد الحديث عن الأئمة ونوابهم في كلٍ من العراق وخراسان، تناولت النقباء الاثنى عشر، فذكرت أسماءهم وأنسابهم، وأجبت عن التضارب في روايتي الطبري في ذلك، وبينت أنهم لم يكونوا من الموالي وإنما كان ثلثهم منهم حسب، أما الثلثان الآخران فقد كانوا جميعاً من العرب.
وبالنسبة للدعاة فقد بينت أن المصادر التي بين يدي لم تذكر أسماءهم. وأوضحت السبب في ذلك حسب تصوري، وناقشت القائلين بأن هذا التنظيم قد كان يهودياً، وأقمت الدليل على أنه كان عربياً خالصاً، بل إن بعض جوانبه قد استمدت من القرآن الكريم نفسه.
وختمت الفصل بإلماعة أنهيتها بالإشادة بالخطة التي وضعها العباسيون للدعوة، وأنها كانت غاية في الإتقان والإحكام.
وبعد تناولي للعلاقة بين الهاشميين والأمويين، وإماطة النقاب عن الخطة التي وضعها بنو العباس للدعوة، وحديثي حول مراكزها وجهازها السري.
يتبع ....