تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نباح كلب بأعلى الواد من سَرِف] وقوله: [عفا سَرِف من أهله فسراوع].

وقول عبيد الله بن قيس الرقيات:

فقول ابن ذريح [بأعلى الواد من سَرِف] , فيه دليل واضح على أن سرف اسم لتلك المنطقة وأنها وادي كما ذكر قيس بن ذريح وهو من سكان المنطقة وأعرف ببلده من غيره.

والآن وبعد أن انتهى بنا البحث إلى هذا الرأي وهو أن سَرِف اسم يشمل منطقة معينة وانها وادي كما ذكر قيس بن ذريح أبادر إلى القول بأن سَرِف موضوع هذا البحث لا تبعد عن التنعيم بحال من الأحوال عن خمسة عشر كيلومترا فمن التنعيم إلى مصانع الآجور التي في طريق وادي فاطمة عشر كيلومتر ومن مصانع الآجر إلى قبر ميمونة خمسة كيلومترات لا تزيد عن ذلك وبين مصانع الآجور المشار إليها والجبل الذي به قبر ميمونة ذلك الوادي المعروف الآن بالنوارية والجبل الذي به قبر ميمونة في يسار الذهاب إلى وادي فاطمة في نهاية وادي النوارية , وهذه المنطقة بكاملها تتطلق ليها أمانة العاصمة المقدسة اسم العمرة الجديدة كما هو موضح في المخططات التي وزعتها على ذوي الدخل المحدود وكما هو مذكور في صكوك تلك المنح.

والآن وبعد أن أوردت آراء العلماء القدامى في تحديد موقع (سَرِف) على اختلافها في البقعة وبعدها من مكة أو من مر وهل هي جبل أو موضع إلى آخر ما هنالك أرى أن البحث يقتضيني أن أقف وقفة يسيرة حول تفسير مدلول كلمة (سَرِف) واشتقاقها مستدلاً في ذلك بآراء العلماء ومستعينا بالمعاجم التي بين يدي. قال الفارابي: [ويقال مرت بكم فسرفتكم أي أخطأتكم ورجل سَرِف الفؤاد أي مخطئ الفؤاد غافله فأطرفه:

وقال ابن الأثير: [ويقال رجل سَرِف الفؤاد أي غافل , وسَرِف العقل أي قليله] (13)

وقال الزمخشري: [يقال رجل سرف الفؤاد أي غافل , وسرف العقل أي قليل العقل] ,

قال طرفة:

وقال جوهري: [ورجل سَرِف الفؤاد , أي مخطئ الفؤاد غافله , قال طرفة:

وقال في اللسان: [وسَرِف: موضع. قال قيس بن ذريح: عفا سَرِف من أهله فسراوع].

وقد ترك بعضهم صرفه جعله اسما للبقعة , ومنه قول عيسى بن ابي جهمة الليثي وذكر قيسا فقال: كان قيس بن ذريح منا وكان ظريفا شاعراً , وكان يكون بمكة ودونها من قديد وسَرِف وحول مكة في بواديها] (16) , وقال الزبيدي: [وسَرِف ككتف ع على عشرة أميال من مكة و0قيل أقل أو أكثر (قرب التنعيم) .... قال خداس بن زهير:

وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:

وقد ترك بعضهم

وقد ترك بعضهم صرفه جعله اسما للبقعة , ومن المجاز: [رجل سَرِف الفؤاد أي مخطئه غافله ... وكذا سَرِف العقل أي فاسده] (17) , وقال زمخشري: [عود مسروف وقد سَرِف إذا أكلته السرفا , ومنه السَرَف الذي هو مجاوزة الحد في النفقة , وقد أسرف في كذا وهو مُسرِف , وتقول يفعل السرف بالنشب , ما يفعل المسرف بالخشب , وأرض سرفة كثيرة السرفة] (18).

ولعل في قول الزمخشري بعض ما يفسر سبب التسمية وإن سبب التسمية مأخوذ من السرفة وهي الأرضة التي تأكل الخشب أما ما سقت قبله من آراء فأكثرها على سبيل المجاز لأن الاسم سرف أطلق على البقعة ولم يطلق على شخص أو رجل كما فسر أصحاب المعاجم.

سَرِف في نفوس الشعراء:-تغنى الشعراء بسرف وأشادوا به في أشعارهم فسارت بها الركبان شرقاً وشمالاً وصار سرف أغنية في مجالس الخاصة والعامة على حد سواء , من ذلك قول قيس بن ذريح:

وقوله:

قال قيس بن الخطيم:

وقال أيضا:

وقال الأحوص:

وقال درهم بن يزيد بن ضبيعة:

وقال خداش بن زهير:

وقال علي ابن الجهم:

وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:

وقال أبو المورِّق اللحياني ثم الهذلي:

وقال أبو صخر الهذلي:

وقال العرجى: أقفر ممن يحله سَرِف (30)

وقال أبو العلاء المعري:

وقال عبد الله بن العباس: دعاني المتوكل , فلما جلست مجلس المنادمة قال لي: يا عبد الله , تغن , فغنيته في شعر مدحته به , فقال: أين هذا من غنائك في:

ومن صناعتك: أقفر ممن يحله سَرِف.

فقلت يا أمير المؤمنين: إن صنعتي حينئذ كانت وانا شاب عاشق , فإن استطعت رد شبابي وعشقي صنعت مثل تلك الصنعة. فقال: هيهات! وقد لعمري صدقت ووصلني (32)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير