تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - زبدة الحلب من تاريخ حلب .. للصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المتوفى سنة 660هـ ... تحقيق أ. د. سهيل ذكار .. دار الكتاب العربي القاهرة ... الطبعة الأولى 1418هـ

وموجود على الوقفية نسخة لدار الكتب العلمية هذا رابطها:

http://www.archive.org/download/waq78584/78584.pdf

وإليكم هذا المقال عن الكتاب والكاتب ـ بتصرف يسير ـ:

زبدة الحَلَب من تاريخ حلب ـــ سلام مراد

أثار كتاب ابن العديم زبدة الحَلَب من تاريخ حلب اهتمام المؤرخين الذين أفردوا لحلب كتاباً وذكراً.

وقد تأثر خطاه كثير ممن جاء بعده, فحذوا حذوه, وسعوا سعيه فمنهم من أخفق ومنهم من وفق, ومنهم من أعاد في كتابه ما قال ابن العديم وردد ما قرأ فيه, ومنهم من لخص منه وأكمل عنه إلى زمنه.

فمثلاً ابن الشحنة (المتوفى سنة 883هـ) اختصر من ابن العديم, وأخذ من فصوله, وأوجز في كتاب سماه الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب.

سبب تأليف زبدة الحَلَب:

عكف ابن العديم على تاريخ حلب يكتب فيها على السنين بعد أن كتب على الحروف, فقد أراد أن يفعل أولاً كما فعل مؤرخو البلدان, ثم أراد أن يضع ثانياً ما صنع الطبري وابن الأثير وغيرهما, مقتصراً على ما يلم ببلده وما يتصل بها.

وهذا أحد الأسباب التي دفعت ابن العديم إلى أن يخصّها بكتاب مفصّل على الحروف أولاً, ومختصر على السنين ثانياً. وأضاف ياقوت قوله: "وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء, ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم, وتثمير الأموال, فقلّما ترى منشئها من يتقيّل أخلاق آبائه في مثل ذلك؛ فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثروة, ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان".

يتساءل د. سامي الرهان عن سر عكوف ابن العديم على الكتابة عن حلب أولاً وثانياً.

فيتساءل أهو تعصب للبلد, أم حب مسرف لأهله, أم تفاخر وتنافس؟! , لعل الذي دفع ابن العديم بعضُ هذا, بل لعله رأى غير ما نرى, فنظر في البلدان الإسلامية لعصره, وقد شرّق فيها وغرّب, زار العراق والحجاز, وعرف القدس واتصل بمصر, فرأى أن هذه البلدان جميعاً تنظر إلى حلب نظر الإكبار والإعجاب, فقد كانت البلد مبعث حركة ونشاط, وحرب وقتال وجهاد ونضال منذ فجر الإسلام حتى عصره, منها كانت تهبّ الجيوش ذابّة عن الحياض, وبغداد بعيدة, والحجاز غائبة, ومصر مراقبة, وكان الشعراء والعلماء والشيوخ والفضلاء إليها يغدون, فكأنها كعبة يعجّ إليها الناس من كل فجّ عميق, يقصدها العلماء والشعراء من مصر والعراق, يعمرون مدارسها وحلقاتها, ويملؤون صدر أهلها بالشعر والنثر, وقد وصفها ياقوت في عصر ابن العديم فقال: "وحلب أعمر ما كانت بالعلماء والمشايخ والفضلاء الرواسخ".

هذه هي حلب في عهد ابن العديم, وهذه سعتها ومكانتها وصفها ياقوت وصفاً دقيقاً, بيّن فيه أهميتها, فكأنه أراد أن يدفع القراء إلى تلمس تاريخها والتعرف إلى عظمتها, وكأنه أراد أن يقول إن لجوء العلماء والمؤرخين إليها كان لما لها من موقع مفرد فذّ.

خطة الكتاب:

جاء في لسان العرب أن "الزَبَد: زبد السَّمْن قبل أن يُسلا, والقطعة منه زبدة, وهو ما خلص من اللبن إذا مُخِض ... والزُبُدُ: بالفم خلاصة اللبن واحدته زُبْدَة".

وجاء في اللسان كذلك أن: "الحلَب استخراج ما في الضرع من اللبن يكون في الشاء والإبل والبقر, والحَلَبُ: مصدر حَلَبْها يَحْلُبُها حَلْباً وحَلَباً وحِلاَباً".

ويقول ابن العديم نفسه في فاتحة الزبدة: "ورسمته بزبدة الحلب لأنه منتزع من تاريخي الكبير للشهباء المرتّب على الحروف والأسماء".

فهو استخلصه من كتابه الكبير, وشرح سبب تسميته له بإيجاز.

فقد بدأ "الزبد" في مقدمة موجزة بحث فيها تسمية البلد, واختلاف العلماء حولها, وتطرق إلى المشارقة والمغاربة لعهده فبسط نظرياتهم في اسم "حلب" مما يتفق والعلم الحديث اليوم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير