تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بِالنَّقْد ثَلاَثَة مُؤَلَّفَاتٍ لِبَطْلَيْمُوسُِ, وَهِيَ: (الْمَجِسْطِي - وَالاِقْتِصَاصُ - وَالْمُنَاظِر) وَلَمْ أَجِدْ فِيهَا أَيُ شَيْءٍ أَيْضا

ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَى كِتَابِ «بِلَادِ الْعَرَبِ الْحَجَرِيَّةُ» , لِمُوسِيْل, نُسْخَة مِصْرَ, لِعَام 1373 لِلْهِجْرَةِ, وَوجَدْنَاهُ قَدْ ذَكَرَ الْحِجَاز وَسُكَّانَهُ الأَْقْدَمُونَ, وَأَشَارَ إِلَى قُضَاعَةَ بِدُونِ تَصْرِيح مِنْهُ بِذَلِكَ, وَهُوَ يَنْقُل عَنْ كُتُبِ بَطْلَيْمُوس وَزّبُورِ الْعَهْد الْقَدِيمِ, وَوثَائِقِ الآْشُورِيِّينَ وَالْبَابِلِيُّون وَالرُّومَانِ وَالْيُونَانِ وَغَيْرِهِم؛ وَلَهُ اِطِّلَاع وَاسِعٌ عَلى تَوَارِيخِ أُمَمِ الْعَجَم؛ يَقُول مُوسِيْل بِكِتَابَةِ: يَذْكُرُ بَطْلَيْمُوس فِي جُغْرَافِيتِه عَدَدًا كَثِيراً جِدّا مِنَ الْمُدُنِ وَالْقُرَى الَّتِي تَقَعُ فِي ذَلِكَ الْجُزْءِ مِنْ بِلاَدِ الْعَرَبِ السَّعِيدَةِ؛ الْمَعْرُوفِ الآْنَ بِاسْم الْحِجَاز؛ وَوَاضِحٌ مِن الصِّفَاتِ الْخَاصَّةِ بِالإِْقْلِيم أَنَّ أَسْمَاء الْمُدُن وَالْقُرَى هَذِهِ لَمْ تَكُنْ تَدُل فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَْحْيَانِ إلّا عَلَى أَهَمِّ الآْبَارِ وَالْعُيُونِ أَوْ مَضَارِبِ الْخِيَامِ. إِنتَهَى, وَنَقَلَ كَذَلِكَ عَنْ بَطْلَيْمُوس مَوَاضِعٌ عَدِيدَةٍ تُنْسَب إِِلَى مَنْ سَكَنَهَا: كَتَيْمَاء ( Tima)؛ وَتَباوْا ( Tbawa) تَبُوكَ؛ وَمَكنا ( MAKNA) مَقْنا

وَقَدْ أَوْرَدَ مُوسِيْل أَيْضاً نُصُوصٍ لِلْعَهْدِ الْقَدِيم, جَاءَ فِيهَا فِي بَابِ أَخْبَارِ الْعَمَالِقَةِ: وَنَجِدُ فِي سَفَرُ التَّكْوِين أَنَّ سَرِيّةُ الْيفَازَ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ الْعَمَالِقَة, وَلَكِنَّ الْيفَاز كَانَ ابْنُ عِيسُو [عِيصُو] , وَعِيصُو هُوَ الإِبْنُ الأَْكْبَر لإِِبْرَاهِيم, عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ عَمَالِيقِ كَانَ يَعِيشُ فِي عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ [عَلَيْهِ السَّلاَمُ] فِي جَنُوب أَرْضِ الْمِيعَاد (!)؛ وَلِهَذَا فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أََنَّ النَّصَّ الَّذِي يَرِدُ فِي سَفَرُ التَّكْوِين لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّدَ الأَْصْل الْحَقِيقِيّ للعَمَالِقَةِ؛ وَإِنَّمَا يَدُل عَلَى أَنَّهُمْ قَد اتَّصَلُوْا وَقْتاً مَا بِأَوْلاَد عِيصُو الَّذِينَ كَانُوا يُقِيمُونَ إِلَى جِوَارهمْ؛ وَأَنَّهُمْ قَدْ تَزَوَّجُوا مِنْهُم, انْتَهَى كَلَامُ الْمُسْتَشْرِقِ.

وَإِعْلَمْ أَنَّ جُهَيْنَةَ وَبَلِيُّ مِنْ أَقْدَمِ قَبَائِلِ الْعَرَب؛ وَأَنَّهُمْ أَوَّل مَنّ سَكَنُوا الْحِجَاز؛ وَقَدْ نَزَلُوا عَلَى قَوْمٌ مِنْ جُرْهُمٍ الْآخِرَةِ, وَلَيْسَتْ بِجُرْهُمٌ الْأُولَى الْبَائِدَةِ, وَمِنْ ذَلِكَ مَا حَكَاهُ اِبْنُ النّجّارِ فِي كِتَابِهِ الدُّرَّةُ الثَّمِينَةِ مِنْ أَخْبَار الْمَدِينَةِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ذَاكِرَ بْن كَامِل قَالَ: كَتَبَ إلَيَّ أَبُو عَلِيّ الْحَدَّاد, أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظ أَخْبَرَهُ إجَازَةً عَنْ أَبِي مُحَمّد الخلدي قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمّد بْن عَبْدِ الرّحْمَنِ الْمَخْزُومِيَّ قَالَ: حَدّثَنَا الزّبَيْرُ بْنُ بَكّارٍ قَالَ: حَدّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زُبَالَة, عَنْ إبْرَاهِيمَ بْن أَبِي يَحْيَى قَالَ: قَالُوا: وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ قُرَىٍ وَأَسْوَاق مِنْ يَهُودَ بَنِي إِسْرَائِيل, وَكَانَ قَدْ نَزَل عَلَيْهِمْ أَحْيَاءٌ مِنْ الْعَرَبِ, فَكَانُوا مَعَهُمْ وَابْتَنَوْا الآْطَامَ وَالْمَنَازِل «قَبْل نُزُول الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ, وَهُمْ بَنُو أُنَيْف حَيٌّ مِنْ بَلِيّ».

وَيَرْوِي ابْنُ زَبَالَة الْمَدَنِيّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 197 مِنَ الْهِجْرَةِ فِي كِتَابِهِ أَخْبَار الْمَدِينَة:

وَكَانَ لِبَنِي أُنَيْفٍ بِقُبَاءَ: الْأَجَش, عِنْد الْبِئْر الَّتِي يُقَالُ لَهَا: لاوَة, وَأُطْمَان فِيمَا بَيْنَ الْمَال الَّتِي يُقَالُ لَهَا: الماثة, وَالْمَال الَّذِي يُقَال لَهُ: الْقَائِمُ, وَآطَامٌ عِنْد بِئْر عَذْق وَغَيْرِهَا, وَقَالَ شَاعِرُهُمْ:

وَلَوْ نَطَقَتْ يَوْمًا قُبَاء لْخَبَرْت .... بِأَنَّا نَزَلْنَا قَبْلَ عَادٌ وَتُبّعُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير