أوّلاً: مسألة الطاء ما أثارها علماء التجويد أبداً بل أثارها علماء الأصوات اعتماداً على نصّ واحد لسيبوية خلافاً لمسألة الضاد التي أثارها علماء التجويد قبل علماء الأصوات مستندين على عدّة أدلّة من مخرج وصفة الرخاوة والتشابه بين الحرفين في السمع والتفشّي وضعف الاعتماد على المخرج وإلحاح القدامى على التمييز بين الحرفين وحصر الظاءات وغيرها.
ثانياً: علماء الأصوات وصفوا الطاء بأنّها مهموسة. أقول قد سمعت الكثير من القراء المعاصرين الجدد يهمسون الطاء ولكن لا يعني هذا أنّ جميع القراء يهمسونها حيث يمكن نطقها بالكيفية المعروفة من غير إخراج النفس وذلك بإخراجها مجهورة شديدة مقلقلة. وهذا دليل على بطلان الهمس المزعوم للطاء.
ثالثاً: هناك نصوص صريحة تدلّ على تقارب الطاء بالتاء وقد نقلتها في المناقشات السابقة وهي نصوص معتبرة كذلك موافقة لما عليه قراؤنا اليوم.
رابعاً: القراء اليوم يخرجون الطاء من مخرجها الصحيح ويعطونها صفاتها بكيفية صحيحة من استعلاء وإطباق وجهر وشدّة وقلقلة خلافاً للضاد التي يتجلّى الآن تعارضها مع وصفها الحقيقي.
خامساً: وحتّى في المداخلات الأخيرة لشيخنا غانم الحمد نلاحظ استرخاءً في هذه القضية بحيث أدخل الاحتمال في المسألة بعد أن كانت مسلمة عنده في كتابه الدراسات الصوتية. وإن كنت مخطئاً فأرجو أن يصوّبني شيخنا في ذلك.
سادساً: لا يمكن لقرائنا أن يتنازلوا على أمر أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه أبداً سواء من القدامى أو المتأخرين مع موافقتهم للنصوص التي دلّت على التقارب بين الطاء والتاء من جهة وموافقتهم لمخرج وصفات الطاء. وكلّ ذلك على حساب نص واحد لسيبويه، يحتمل ولم يقل به أهل الصنعة. إذن فشتّان بين الأمرين.
سابعاً: أخي عبد الرازق يظنّ أنّ مجرّد ثبوت النصّ يستلزم عدم مخالفته. أقول هذا فهم غلط بل هناك الكثير من النصوص الغير المعتبرة التي انفرد بها البعض أو عارضت نصوصاً مضمونها أكثر شهرة واستفاضة لذا فلا يمكن الاعتبار بنصّ دون الاعتبار بما يضادّه من نصوص أخرى لذا فلم يعتبر واحد بنصّ ابن سينا في الضاد لأنّه من المتأخرين من جهة أو أنّه نشأ في بيئة كان يخلط أهلها بين الطاء والضاد إضافة أنّه خالف ما أجمع عليه أئمّتنا قاطبة. فالفرق بين كلام سيبويه وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف سيبويه فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
وعلى هذا الأساس فلا يمكن أن نقارن مسألة الطاء وبين مسألة الضاد.
وأقول لأخي عبد الرازق: لماذا تستدلون بنصّ الجعبريّ في الفرجة إذ يمكننا أن نخالف هذا النصّ أن سلّمنا أنّه معتبر لأننا خالفنا نصوص الطاء؟ لما تستدلّ في حواراتك ببعض النصوص مع أننا خالفنا نصوص الطاء؟ لماذا نشتري الكتب ونحفظ المتون ونحقق المخطوطات ونبذل هذه الجهود والأموال مع إمكان الاستغناء عنها بمخالفتها كما خالفنا نصوص الطاء ونعتمد على ما هو مقروء به اليوم. وحتّى المقروء به اليوم يمكن مخالفته لأننا نخالف الإجماع والنصوص فمن باب أولى نخالف المقروء به اليوم وهكذا ............ أترك لك الباقي. والله يا أخي لو صدّروك يوما شيخ عموم المقارئ العالم لذهب العلم من أصله إلاّ بحفظ الله تعالى. أخي المقرئ هذا العلم ليس همجاً بل له أصوله ومصادره وأتأسّف كيف ينشر أخي جمال القرش أسماءً لقراء وكأنّهم قرءوا على جبريل عليه السلام ولا يدري أنّ هؤلاء وجميع ما في الأرض من القراء مجبورون على متابعة من تقدّمهم من أهل الأداء.
أخي عبد الرازق لقد قلت لك من قبل والله لو تيقنت أنّني خالفت نصوص الطاء لرجعت إلى الصواب لأنّ هدفي هو قراءة القرءان كما أنزل وليس كما يقرأ الناس.
وإن وصل بنا اليقين بأننا نخالف ما أجمع عليه أئمّتنا وفي المقابل نسند القراءة إليهم فهو كذب وخيانة في حقّنا لا نستحق الإجازة والسند ولا يجوز أن نجيز ولا أن نسند أقولها وأعيدها وأتحمّلها.
أرجوا أن تتضح قولتي: فقد قلتُ: إن وصل بنا اليقين ................. فكلمة إن شرطية.
أقول لأخي أبي المنذر الجزائري ليس العيب أن يردّ التلميذ على الشيخ وإنّما العيب أن يتستّر باسم مجهول ويردّ على شيخه ويسيء له الأدب وردودك أكبر شاهد.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[31 Jan 2009, 05:47 م]ـ
كتبت الرد عن عجل فاستعملت لفظ {سيبويه} بدل لفظ {ابن سينا} وذلك عند قولي:
فالفرق بين كلام سيبويه وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف سيبويه فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
الصحيح هو:
فالفرق بين كلام ابن سينا وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف ابن سينا فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
¥