تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سيتسم بها؟!

الوقفة الثامنة:

وحرصا على هذا الهدف يمكن النظر في كتب الفقهاء ومراجع علم القراءة حيث سيجد الباحث اختلافات كبيرة وتباينات حول حكم الخطأ في قراءة القرآن الكريم يمكن تلخيصها بمحورين اثنين أولهما أن الذي تيسر له التعلم ولم يتعلم هجرا أو تكبرا يؤاخذ على قراءته وهذا مؤشر هام على حفز المسلم على القراءة وتعلمها والثاني العاجز والأعجمي يعذر ويصلي بأمثاله .... ومن هذا الخلاف الواسع نستشف من وراء الأقوال وبين سطورها الحرص على تأليف القلوب فهي أولى وحب التعليم وهو هدف سام، لذلك علينا العمل وفق هذا التوجه.

الوقفة التاسعة:

أن نتصور قراءة للكلمة وحروفها وحركاتها تصورات توحي بالاستدراك على علماء اللغة والقراءة، ذلك الاستدراك الذي مؤداه وجود قصور في بنية الكلمة إذا اتصل بها أحد حروف المعاني، بمعنى وجود فصل صوتي بين حرف المعنى والحرف الأول من الكلمة .. .. يسمى النبر ... وما أدري ما الذي غيب هذا الكشف عن علماء اللغة إلى أن جاء أصحاب هذا الرأي بهذا الفتح .. ولماذا وصلوا حرف المعنى بالكلمة وما مقدار تلك الحركة من حيث الزمن، ألا يفتح هذا الكلام أبواب الترقيص والتكلف في القراءة؟ ولو جربنا هذا الرأي في كلام الناس المعتاد خلال قراءتهم النصوص من الكتب وغيرها فما الذي سيلحظ وما الحكم الذي سيطلق على صاحب هذا التكلف أو التشدق .. ؟

الوقفة العاشرة:

يرى البعض وجوها من القراءة، فيها تجشم صعاب، تعتمد الظن في فهم وجه من المعنى في قراءة من يقرأ، رغم أنه لا يخطر على بال ذلك القارئ، بل يمر إدراكه بصعوبة في تصور وجه الأداء المعبر عن اللحن المظنون، رغم أن السياق القرآني لم يرد فيه المعنى المظنون كما أن الإعراب لا يسعف أصحاب مثل هذه الآراء، نعم تصور يراد منه أن يقتحم على عقل القارئ ونيته معان قد يصبح القرآن بمثل هذه التصورات ألعوبة في ألسنة أصحاب الزندقة والتقول الفاجر ... واخترع له اسم النبر، الذي إن قيل أو ورد على السنة البعض من أجل كلمة عابرة إلا أنه قد استغل استغلالا مقيتا، أراد منه البعض إيجاد علم لم تشهد له كتب القدماء ولا يتناسب مع حاجة المحدثين ولا مع مستوياتهم .. فبدأت إشاعته على نحو يحمل معنى التعالم والاستدراك على الأعلام السابقين وبخاصة في قضية حساسة تتصل بالمعنى القرآني .. وما له صلة بالمعاني لم يتركه السلف .. والسياق والإعراب محكان رئيسان هنا لا ينبغي هجرهما لإثبات رؤية فلان أو فلان .. رغم أن المتعلم يقرأ بصفاء واجتماع همته على السياق دون حاجته للمشقة في أن يذهب به اللفظ مذهبا متعنتا، كما يريد أصحاب هذا الرأي الجديد الذي قد تصدق عليه صفة الابتداع فضلا عن التنفير وإيقاع الناس بالمشقة .. وتحميل اللفظ القرآني في سياقه مالا يحتمل .. وكأنه يلزم القارئ هذا بأنه قد لحن ويحاول القارئ أن يفهم أو يتصور هذا اللحن أي أن يجهد نفسه وعقله ليفهم ومن ثم عليه أن يقتنع برأي الشيخ! ومنها هذه الأمثلة:

1 - في قوله تعالى: (فقست قلوبهم .. ) يرى البعض أنه إذا كان الأداء بغير نبر للفاء فسيكون المعنى من الفقس، وكأنه يريد أو كان لزاما على أهل العربية الأول أن يجعلوا فاصلا زمنيا بين الفاء هنا وما بعدها ليتميز الفاء كحرف معنى عن باقي حروف الكلمة ... ثم هل في القرآن الكريم كلمة جاءت بمعنى الفقس؟ الحقيقة أنه لا يوجد ... وهذا التصور خروج عن السياق ومنطقه وإغراق وتنطع ويدخل في باب التفيقه أو التشدق والتكليف بما يشق على الناس، كما أن السياق لا يشير إلى المعنى المظنون ولم يذكر السلف مثل هذا.

2 - قوله تعالى: (وساء لهم يوم القيامة حملا): يقول صاحب هذه الرؤية التصورية الظنية الشاقة على القارئ وبخاصة العادي: إذا أديت كلمة ساءلهم دون نبر للهمزة ... فالمعنى سيكون من المساءلة لا من السوء. .

3 - قوله تعالى: (أوحى لها) إذا أديت الكلمة بطريقة معينة يرددها صاحب هذا اللون الجديد العجيب من الأداء فيكون المعنى من الوحل سبحان الله السياق يرفض رفضا قاطعا مثل هذا المعنى الذي يريد هؤلاء على ذهن صاحب هذه الرؤية المغالية ... وهذا الغلو إذا فتح فسنجد له مدخلا في كل كلمة ..

4 - قوله تعالى: (سنسمه على الخرطوم): قال لاتكون من الوسم إلا إذا قرئت على نحو كذا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير