تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 - وقول: (وكفى بالله .. ) يلزم أصحاب هذا الرأي أن قراءتها بوجه غير النبر الذي يريدونه تصبح معناها من الوكف لا من الكفاية رغم أن القرآن لا يوجد فيه كلمة من الوكف فأقحموا على القرآن معنى لم يرد به وبالتالي أحرج الناس بتصور هذا اللحن مخالفة للسياق .. وهنا ماذا يقول اصحاب هذا الرأي إذا رد عليهم بأن وكفى تصبح على التثنية (وكفا) فلم لم تخطر ببالهم وعندها ماذا سيقترحون حلا لهذه المعضلة .. ؟!

الوقفة الحادية عشرة:

من أقوال أهل العلم والقراءة عن مثل هذه الظاهرة:

إن الاجتزاء من السياق خلل منع منه السلف ومنعت منه خصوصية القرآن الكريم، قال الأشموني رحمه الله تعالى في كتابه منار الهدى في الوقف والا بتدا نقلا عن ابن الجزري في قوله تعالى: (أم لم تنذر / هم لا يؤمنون) وقوله سبحانه: (ثم جاءوك يحلفون / بالله إن أردنا) وقوله جل ذكره (وما تشاءون إلا أن يشاء / الله رب العالمين) وآية (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح / عليه أن يطوف يهما). وقوله تعالى: (سبحانك ما يكون أن أقول ما ليس لي / بحق إن كنت). وقوله عز وجل: (ادع لنا ربك / بما عهد عندك). وآية (يا بني لا تشرك / بالله إن الشرك لظلم عظيم) وقول سبحانه: (وإذا رأيت ثم / رأيت نعيما وملكا كبيرا) إلى أن قال رحمه الله تعالى: فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فيجب تجنبه، فإني رأيت مبتدعي هذا الفن يقف .. فيلقي في أسماع الناس شيئا لا أصل له ...

لاحظ رعاك الله هذا الاجتزاء من السياق وكيف حذر منه ومنع، وما يدعو إليه أصحاب الدعوة الجديدة تخيلا ليس بعيدا عن هذا الاجتزاء حيث هو نزع للفظ عن سياقه وإخراجه من بيئته اللفظية وخلفية الأداء ... ولا ننسى أن السياق معنى وإعرابا ولابد أن يراعى هذان الأصلان ..

الوقفة الثانية عشرة:

هذا وقد سألت شيخنا الشيخ سعيد العبد الله حفظه الله تعالى وعافاه وأطال في عمره على ما يرضيه سبحانه فقال إن هذا غلو وتنطع أعرض عنه السلف ..

الوقفة الثالثة عشرة:

أقول بعد معايشتي أصحاب الرأي أو البدعة هذه: إنها نشأت بعد سنين من تدريس مفردات التجويد وأحكامه العامة وما يلحق بها وكأنهم لم يعطوا جديدا للناس فالتكرار أصبح يقحم عليهم الملل والسآمة فبحثوا عن الجديد لتطوير وإبراز العطاء وتمليح معرفتهم بما يسمى جديدا وهو ليس كذلك .. والدليل هنا أن الشيخ حفظه الله لم تخطر في باله مثل هذه الأفكار عندما كان يقرئ ختمة في رواية حفص قبل سنين قليلة ولقد قرأت عليه ختمة عام 1408هـ فما خطرت على ذهنه أبدا وإذا كانت مثل هذه تابعة لعلم القراءة وتستحق أن ينافح عنها ويدافع فلابد أن تؤصل سابقا ومن ثم تستدرك على القارئ بناء على تدوينها في كتب القراءة وبخاصة إذا علمنا الأثر اللغوي أداء، وتغير المعنى ثالثا مع تركيزنا على السياق الذي لا يتنازل عنه علماء القراءة لأن الاجتزاء يمكن تصوره وتخيله وجمع الأصوات الناشئة عن الحروف لتكوين معنى جديد بل قد ننشئ كلمات أعجمية ونحن نقرأ الجملة العربية لاتفاق عارض بين كلمة أو أكثر واحتوائها على كلمة أعجمية وهو اتفاق عرضي لا علاقة للسياق به، إذن الشيخ لم يبلغ ولم يعلم لأنه لم يكن موجودا فخطرت في البال واجتهد مع من اجتهد لتقرير ذلك وحشد الأدلة عليه ومن ثم أصبح موقفا واتجاها أدى لردة فعل تجاه القرآن وتعلمه.

الوقفة الرابعة عشرة:

الاعتياد يدفع للملل والسآمة أو يحث على البحث عن جديد ذلك أن الفراغ الذي أخذ يحس به إخواننا من فرط تكريرهم لمفردات التجويد وهنا كان من المطلوب السير في باب علم القراءة والعربية الداعمة لهذه الرسالة دون غلو فأين علم القراءات ومعالمها والرواة والأثر الجرسي للقرآن الكريم على النفس البشرية وكيف يمكن تسخير هذا الأمر في معالجة النفوس ورفع الهمة وزيادة الحماسة دفاعا عن الأمة ورسالتها ورسولها وقيمها ... نعم أين بقية الروايات القرآنية والاهتمام بها من أصحاب هذه الدعوة المغالية ... وهذا الذي ذكروه لم يطرق منه القرآن إلا كلمات يسيرة على رأسها ذكر ما يتعلق باللبس بين كلمتين قرآنيتين مثل: " حرستم / حرصتم " و" محذورا / محظورا ... ولم يتطرقوا لمثل هذه الإغراقات المغالية والخيالات المعتمدة على تثوير وإجهاد الكلمات في الأداء كي يتخيل لأحدهم المعنى الذي يحمله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير