تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* وهل نفتح الباب لتصبح الكلمة قابلة للانقسام إلى معان نحو: يريدون وجه .. التي ستصبح هكذا: يري دون وجه ..

* وهذه كلمة: " النسئ " من قوله تعالى:" إنما النسئ زيادة في الكفر .. " عند الأزرق وأبي جعفر، تقرأ " بالياء المشددة، هكذا:" النسيُّ "، هل هي مبالغة من النسيان؟!.

* وهذه كلمة:" ويبشر " من قوله تعالى: ويبشر المؤمنين .. " يقرأها حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين، هكذا: يًبْشُر .. فما المعنى الذي سيخطر ببال أصحابنا هنا؟.

* وكلمة:" المأوى " من قوله تعالى:" جنات المأوى نزلا .. " السجدة .. يقرأها الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلف ... :" الماوى " هل يصبح الداء قابلا لمعنى جديد هو: جنات الما وانزلا .. ؟!. بمعنى الماء مخففة الهمزة .. ؟.

وهكذا أجد نفسي ملزما بأداء النصيحة لله تعالى وكتابه وللمؤمنين وفق ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام، ولا ينفك الأمر عن كل من لديه شئ من علم في هذا الجانب، ولا أقول هذا إلا بعد عرض هذه الكلمات على كثير من الذين يترددون على المسجد وغيره لعلي أجد من خطر بباله مثل تلك المعاني التي نصب لها أصحاب الدعوة نفوسهم منافحين وإليها داعين وعلى نهجها سائرين، ولا يسعني إلا أن أقول لهم هونوا على أنفسكم وعلى طلبتكم ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، ولن يشاق هذا القرآن أحد إلا غلبه، فلا تشاقوا في كتاب الله ولا تحرجوا عباد الله.

إن المعاني التي تبنون عليها دعوتكم هي معان استحضرتموها في أذهانكم ورسمتم على وفقها تخيلات

اللحون، في حين لم تخطر هذه المعاني في بال الناس، فأين التيسير وأين الرفق الذي نصبه الدين الحنيف قيمة تربوية ونبراسا للدعاة، وفي مقدمتهم، معلمو القرآن الكريم في مجالهم؟

الوقفة السابعة والعشرون:

اعلموا رحمكم الله أن سلامة الصدر تقتضي البدء مع المتعلم مما يبشره ويفتح أسارير قلبه وتقبل ما هو عليه من معرفة كي ينطلق على نحو إيجابي، والذي يبدأ به أصحاب هذه الدعوة هو البدء مما يصد النفس ويضعف الدافعية ويحبط الإقبال، فكم من الشباب جاء شاكيا متذمرا من البدء، حيث يكلف الشخص بقراءة الكلمات التي يتصور صاحب الدعوة أنها محك ومدخل للحكم على مدى إتقان الشخص لهذا الفن ... ونسي هذا الشيخ أن هذا ليس مورد التعليم ولا بابا له، وما كان هذا نهج السلف، إذ إنهم يبدؤون مع المتعلم بداية الترغيب، ولذلك عندما يبدأ المتعلم من قصار السور تلك السور التي لا تنطوي على طلاسم أصحاب الدعوة الجديدة ولا كلمات مشكلة حسب ظن رواد اللحن بل أهل التجديد في اللحن، نعم يقرأ السور القصيرة فيستقم لسانه ويتدرب في ممارسته فلا يحتاج ذلك التنطع، وهكذا سهل الشيخ عليه فلم يستحضر كلمات التحدي التي تؤذي القارئ في تعلمه وتؤذي كتاب الله في التعنت الذي يمليه أصحاب هذه الدعوة.

الوقفة الثامنة والعشرون:

لقد سألت الكثيرين عن الألفاظ التي ظنها أصحاب الدعوة الجديدة، هل خطر ببالكم معنى آخر من هذه اللفظة أو تلك؟ ومن الكلمات التي عرضت كلمة: فقست، فقعوا، أوحى لها، وإن الله لمع، .... من خطر بباله أن كلمة " فقست " من الفقس؟ وكلمة " فقعوا " من الفقع، وكلمة أوحى لها من الوحل .. والخيرة من اللمعان؟ ولقد كانت إجابات الجميع بين أعوذ بالله من الشيطان .. وبين أبدا ما خطر ببالي ذلك ...

أمام هذا لا يليق بنا أن نقحم على كتاب الله ما ليس منه ونترك الناس يقرأ ون على السياق .. رحم الله الجميع بواسع رحمته وردنا إلى ميسور كتابه وأبعدنا عن الغلو في تعليم عباده. نعم هذا جواب الفطرة وأصحاب الصدور السليمة التي تعبد الله بقراءة كتابه على ما سلم من المعاني في الصدور، لا على ما يحتمل من وجوه اللفظ، ما صح منها وما لم يصح، وأكد الجميع أن هذا ما فكرنا فيه أصلا ..

لقد جاء بعد مدة فقال: الحقيقة أنني في البداية وقبل سماع هذه الأفكار من أصحابها ما كنت أفكر إلا في سياق النص ويدور فهمي وتدبري في إطار المعنى الذي يعرضه النص، غير أني بعد سماع هذه الأفكار بدأ تقليب الكلمة في ذهني فوصلت إلى معان أشغلتني إلى أن وصلت للقناعة بضرورة البعد عن هذا ...

الوقفة التاسعة والعشرون:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير