ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[01 Jul 2006, 08:41 ص]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فقد قرأت على مشايخ أجلاء، كانوا يرون ما سماه أخونا هنا بالنبر، ومنهم شيخنا العلامة أحمد مصطفى، احد أبرز تلاميذ الشيخ أحمد الزيات رحمه الله، وكان يبين طريقة النطق في بعض الكلمات، مثل: يعدكم، ويرثني، وهكذا. وكذلك شيخنا الشيخ محمد أبو رواش في المدينة النبوية، وكذلك الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ القراء في المسجد النبوي، - لم أقرأ عليه - ولكن في جلساتنا معه وسؤالنا له كان يمسي ذلك {هندسة الكلمة}. وهكذا شيخنا الشيخ محمد عبدالحميد.
وأما مشايختنا السوريين فهم لا يحسنون هذا، وهي مشكلة في طريقة نطقهم للكلمة في النطق العامي، وأظن أن مكمن المشكلة في هذا، أي في غلبة النطق العامي، وتعود اللسان عليه، ولهذا فإن من سمع قارئا من أهل الجنوب، أي جنةب المملكة سيعرف ذلك من طريقة نطقه لبعض الكلمات مثل {أنفسهم}، فلما غلبت العامية على نطق المدرس والعالم والمتعلم كان لا بد من بيان النطق الفصيح للكلمة، مع ملاحظة أن الغلو في كل شي مفسد له، وبهذا لا يصلح أن يجعل الغالي أصلا يرد به أصل العلم فتنبه.
ومن هنا فإن في بعض ما ذكر حق، وبعضه مردود، والوسطية هلي الحق الكامل، وهذا لا يؤخذ بكلام مكتوب، ولكنه تلق بالشفاه، والله المستعان.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jul 2006, 06:40 م]ـ
كثيراً ما نلحظ في اختلاف القراء (المعاصرين) الاحتجاج ببعضهم على بعض بأن ما يرونه هو ما تلقوه بالسند المتصل عن شيوخهم وأن من أقرأهم كان بالغا في علم القراءات مبلغاً قل أن يصله أحد ووافقه في قوله فلان وفلان ..... الخ
وإن اختلفت الأساليب والعبارات فالمؤدى واحد ولكن بعيداً عن تلك المزاعم التي لا يسلم منها إلا ذو حظ عظيم إلا أن من الأمورما هو ظاهر بجلاء تام ففيما يتعلق بالنبر نجد في قراءة البعض مبالغة لا تخفى على أحد وتقعراً يفسد ذوق القراءة ويختلف مع التيسير الذي أنزل الله به كتابه.
كما أن في الجانب الآخر تفريطا وتساهلا وعفوية في الأداء-إن صح التعبير- بحجة أن القرآن نزل مُيَسَّراً تفسد المعنى المراد من الكلمات القرآنية تماماً ومن ذلك مثلاً قول الله تعالى {وترى الشمس إذا طلعت ... } فإن المفرِّط في مراعاة قدر الفتحة على التاء وإكمالها تماماً قد يحيل المعنى باختلاسه للحركة حتى يظن السامع أن الفعل ليس من الرؤية وأنه مسبوق بواو بل سيظنه (وَتَرَ) من الوَتر. وشتان بين المرادَين.
وكذلك مثلاً في قوله تعالى (فقالَ لهم) من يختلس فتح اللام الأولى ولا يكمله ولايؤديه على الوجه الصحيح ففي قراءته تحويل للمعنى المراد ليصبح في أذن السامع كأنه فعل واحدٌ (قالَلَهم).
وغير ذلك كثيرٌ جدا في القرآن الكريم وما دام الأمر كما سبق متعلق بالخلل في معاني القرآن فإن التزام أداء تلك الكلمات بطرقها الصحيحة أمرٌ لازم والله تعالى أعلم.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[01 Jul 2006, 10:29 م]ـ
أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق برفع الصوت وخفضه عند كلمة (ما)
وذلك بقول العلامة السمرقندي (ت 780) في كتابة روح المريد في شرح العقد الفريد:
إذا (ما) لنفي أو لجحد فصوتها ار فعن، وللاستفهام مكن وعدلا
وفي غيرٍ اخفض صوتها، والذي (بما) شبيه بمعناه فقسه لتفضلا
كهمز الاستفهام،مع (من) و (أن) و (إن) وأفعل تفضيل، و (كيف) و (هل) و (لا)
وهذا خلاصة النقطة الثالثة والرابعة التي تحدث عنها أخونا ابراهيم.
أما النقطة الأولى فقد قعدها الشيخ زكي داغستاني رحمة الله بقوله: أن كل حرف مزيد على أصل الكلمة فإن الحرف الأول من أصلها يكون صوته أعلى مما جاوره.أهـ. وأطلق عليها القاعدة الداغستانية.
واخيرا أذكر أن مشايخ الشام لم يشتهروا ومن يعرف هذا النبر وهذا الأداء في تلاوتهم، ومن حيث الأمانة العلمية نقول إلا قليل منهم، فالشيخ محمد شحاذة الغول شيخ مقارء لبنان حفظه الله صنف في كتابه بابا مستقلا عن النبر وجعله أول باب استفتح به كتابه (بغية عباد الرحمن) وكما أن مشايخنا ممن قرأنا عليهم أخبرونا أنهم قرأوا على الشيخ محمد شحاذة الغول وكان يوقفهم على مثل كلمة (فسقى)، (فترى) وغيرها كثير بل كان يوضح من خلال قراءته وأداءه الكلمة المقطوعة في الخط أو الموصولة.
¥