تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:12 م]ـ

السؤال:

إنني كثيرا ما أسمع من يقول: إن (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، وقال بعض

الناس: إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وكذلك قال لي بعض

المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له: حسبك، ولا يقول: صدق الله

العظيم، وسؤالي هو هل قول صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا

بالتفصيل في هذا؟

الجواب:

اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل

له، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك،

وأن لا يعتاده لعدم الدليل، وأما قوله تعالى: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)

فليس في هذا الشأن وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.

ولما قرأ ابن مسعود على النبي أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ

وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) قال له النبي حسبك قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذ عيناه تذرفان عليه الصلاة

والسلام أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله-تبارك وتعالى-: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا

مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ) أي يل محمد على هؤلاء شهيدا، أي على أمته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل

أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي:

حسبك، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا

فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به.

الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله-تبارك و تعالى-

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع.

وحكم قول صدق الله العظيم بعد الفراغ من قراءة القرآن بدعة لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم ولا الخلفاء الراشدون و لا سائر الصحابة رضي الله عنهم، و لا أئمة السلف رحمهم الله تعالى مع قرآءتهم للقرآن و عنايتهم و معرفتهم بشأنه فكان قول ذلك و إلتزامه عقب القرآءة بدعة محدثة.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري و

مسلم و قال صلى الله عليه وسلم (عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم.

من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء المجلد 4 ص 118

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:24 م]ـ

ها نحن نرى اختلاف فتاوى العلماء فماذا نفعل لنصل إلا حكم الله الحق الواحد في هذه المسألة؟

لا نفعل إلا ما أمرنا به الله عز وجل لرفع النزاع حيث قال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) أما أن نظل ننقل الفتاوى وكلام العلماء فهذا يزيد الخلاف ولا يرفع النزاع , فمحل النزاع هو: هل كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يقول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟

والجواب بالإجماع: لا.

هل كان من عادة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟

والجواب بالإجماع: لا.

هل كان من عادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟

والجواب بالإجماع: لا.

فكيف لا يكون بدعة إذن.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:59 م]ـ

السلام عليكم

أخي الشيخ طارق لا شك أن فتاوي اللجنة الدائمة مبناها في كثير من المسائل علي قاعدة درء المفاسد، ومن باب الورع، ومن باب الترك أولي.

وتغاير الأمكنة، واختلاف أحوال الناس من بلد لبلد له اعتبار. واشتهار أمر عند البعض دون البعض له اعتبار أيضا، والتكبير اشتهر في مكة دون غيره، ثم منه إلي غيره من الأقطار.

وزيادة عدد الركعات في التراويح أخذ به البعض، وتركه الآخر مع أن الناس مجمعون علي أنها زيادة عما كان عليه في عهد النبوة.

و " صدق الله العظيم " كان مشهورا عند الأئمة، وموجودا في عصور الفطاحل من العلماء، وما هذا ما أفتو ببدعيتها، بل لم ينهو عنها مع وجودها.

وإن كانت الفتوي يا شيخ طارق بجواز التصديق بين الحين والآخر.

والقول: بأن هذا أيضا ليس عليه دليل، لأنه عبادة، والعبادة تحتاج إلي نص .. فمن أين الجواز إذن؟؟

واعتراض فضيلة الشيخ ابن باز علي الاستدلال بجوازها استنباطا من الآية "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا " والمقصود به تعقب الرد علي أهل الكتاب فيه نظر.

والقول: الآية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد أخذ به الشنقيطي ـ رحمه الله ـ وأقره الشيخ جبريل ـ رحمه الله ـ وكذا الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ وغيرهم ممن نُقل عنهم.

ويبقي أن القول ببدعية التصديق مخالف لما عليه الأئمة قديما، ولا ينبغي الأخذ به. والله أعلم

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير