ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الحكيم: إذا لم يكن التزامه بدعة لعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم لا قولا ولا استماعا ولا تقريرا وهو الذي أنزل على قلبه القرءان وكان قرءانا يمشي على الأرض ومن أولى بالتزام قول الله تعالى (قل صدق الله) على عمومه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام , فلماذا لم يلتزموها مع حرصهم الشديد على كل ما يتعلق بالقرءان؟
إذا لم يكن بدعة والحال هذه فما الذي يمنع من التزامه بعد القراءة في الصلاة؟ أليس ذلك داخلا في العموم؟ وإذا كان بدعة في الصلاة فهو في غيرها أولى؟ والله أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2009, 12:47 ص]ـ
ها نحن نرى اختلاف فتاوى العلماء فماذا نفعل لنصل إلا حكم الله الحق الواحد في هذه المسألة؟
لا نفعل إلا ما أمرنا به الله عز وجل لرفع النزاع حيث قال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) أما أن نظل ننقل الفتاوى وكلام العلماء فهذا يزيد الخلاف ولا يرفع النزاع , فمحل النزاع هو: هل كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يقول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
هل كان من عادة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
هل كان من عادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
فكيف لا يكون بدعة إذن.
هناك أحاديث في قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن، منها ما أخرجه الإمام أحمد في " مسنده "، (حديث عقبة بن عامر): حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك قال حدثنا حرملة بن عمران قال حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي وهم إلى قضاعة قال حدثني أبي قال:
(كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - قال وكان من أقرإ الناس - قال: فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "). أهـ
فهذا عقبة بن عامر الصحابي الجليل، قال: (صدق الله) عقب سماعه تلك السورة من القرآن.
و هناك أحاديث ذكرت قول (صدق الله) عقب نزول بعض الآيات بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم، منها ما رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة "، باب (من اسمه عمير): أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، فيما كتب إلي وحدثت عنه، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان جلاس بن سويد بن الصامت يسير في غزاة له، ومعه ابن عم له يدعى عمير بن عبيد، وهو غلام حدث، وجلاس لا يظن أن الغلام يعي ما يقول، فقال جلاس: والله لئن كان ما يقوله حقا - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنا لشرّ من الحمير، فلما تكلم بذلك وعاه الغلام، فلما انصرفوا مشى الغلام عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: جئتك يا رسول الله أخبرك عن رجل والله لهو أحب الناس إلي جميعا، ولكني خفت أن ينزل في قوله من السماء قارعة، أو أمر فأشركه فيه إن أنا كتمت عليه، إن جلاسا، قال: والله لئن كان ما يقول هذا حقا يعنيك يا رسول الله، لنحن شرٌّ من الحمير قال عروة: وقد كان مولى الجلاس وجد قتيلا في دور الأنصار، فلم يعقلوه، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعقلوه له، فأصاب من ذلك غنى، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جلاس، فجمع بينه وبين الغلام، فحلف جلاس بالله ما قاله، فقال الغلام عمير: بلى والله لقد قلت، وايم الله لولا أني خفت أن ينزل فينا قارعة ويخلطني معك ما قلت عليك، وإنك لأحب الناس إلي، فبينا هم كذلك إذ نزل الوحي: {يحلفون بالله ما قالوا. . (1)، إلى قوله: أغناهم الله ورسوله من فضله [يعني: عقل مولاه] فإن يتوبوا يك خيرا لهم}، فقال جلاس: صدق الله، قد والله قلت،
¥