تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذا تأملت هذه الصفة في الحرفين فإنك لا تجد لها أثرًا في النطق إذ الانحراف مرتبط بالمخرج، فلو نُطقَا بغير الانحراف لانعدم الحرف أصلاً، فلو استغنيَ عن ذكرهما بالإشارة إليهما في الحديث عن مخرج اللام والراء.

خامسًا: أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة، وهي الغنة، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق.

سادسًا: ألا يمكن صياغة الصفات صياغة تتناسب مع ما يكون له أثر في النطق، وترك الصفات التي ليس لها أثر مباشرٌ فيه؛ لأنَّ أهم ما في معرفة الصفات كيفية النطق بالحرف العربي نطقًا سليمًا، فلو جُعل هذا هو المعيار في ذكر الصفات لاختُزلت بعض الصفات، ولم يبق منها إلا ما له أثر ظاهر في النطق.

ولا يقال: إن في هذا تغييرًا لما هو مألوفٌ منذ قرون، فهذا التغيير خاضع للاجتهاد، ولا زال العلماء يحررون في العلوم، ويستدرك بعضهم على بعضٍ دون أن يكون في ذلك غضاضة. ولو قيل مثل هذا لابن الجزري لما ترك الصفات التي أوصلها مكي إلى قرابة الأربعين صفة، لكنه حرَّر واجتهد، وكل مشكور مأجور.

بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم.

ولموضوع علم التجويد كلام غير هذا أرجو أن ييسر الله طرحه في هذا الملتقى، والله الموفق.

رجاء: أرجو من الإخوة الكرام المشاركة الهادفة والنقد البناء، والأخذ والعطاء بصدر رحب وسعة بال واحتمال للرأي المقابل والردِّ بالحجج العلمية دون التهويش والأساليب الخطابية التي لا تفيد في ثبوت العلم.

وإني لأرجو أن تكون هذه سمة هذا الملتقى في جميع طروحاته، والله يتولانا جميعًا، ويجعلنا ممن يريد وجهه، ويخدم كتابه إنه سمبع مجيب.

ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Mar 2004, 08:07 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم أتفق مع الشيخ الطيار في بعض ما قاله كصفة الذلاقة مثلا لكن هناك أشياء انتقدها وأنا الفقير إلى الله استفدت منها كثيرا في مسألة التلقي وإليك بعض الأمثلة

اعتراضه على صفة الإطباق وأنا الفقير أرى له فائدة عملية كثيرة التكرر وهي مسألة درجة التفخيم المطلوبة، فالمطبق أعلى تفخيما من غير المطبق.

والأولى التنبيه إلى أن ابن الجزري أشار إلى ذلك في المقدمة الجزرية حين قال:

لاطباق أقوى نحو قال والعصا

وهذا يفيد في درجة تقليل التفخيم عند كسر الحرف

فمثلا في سورة الفاتحة قولك اهدنا الصراط المستقيم

يقل تفخيم القاف إلى أدنى درجاته بينما بسبب الإطباق في الصاد لا تصل لدرجة القاف وإلا صارت قريبة من السين.

وهكذا يقال في عشرات الأمثلة في المفخم المطبق كـ الصاد والطاء والظاء والضاد

مقابل المفخم غير المطبق كـ القاف والخاء والغين

وأنا أستفيد من هذه الصفة كثيرا مع من يقرؤون علي.

ثانيا:

صفة الصفير

نعم هي تأتي بطبيعتها والتنبيه عليها نادر، لكن قرأ معي أخ عنده مشكلة في السين بسبب لدغته ومع الوقت تحسن كثيرا عند التركيز على صفة الصفير. وهذا مهم جدا عند هؤلاء الناس.

لكن هناك نقطة أخرى أكثر تكرارا فتكمن أهميته في معرفة أن غير هذه الأحرف لا صفير فيها

وكم سمعت من عندما يهمس التاء مثلا يخرج صوتا فيه صفير فأنبهه مستفيدا من أن الصفير فقط في الصاد والسين والزاي.

والأمثلة كثيرة على ذلك.

أما الغنة فقد ذكرها ابن الجزري في المخارج

وأشار إلى صفتها فقال غنة مخرجها الخيشوم

وأهمية الغنة هو في مقدار قوتها ومطها وهذا مذكور في مواطنه كالميم والنون المشددتين وأحكام الميم الساكنة والنون والتنوين وهو الأهم، لا أنه لم يذكره البتة.

هذا بعض ما ظهر لي الآن

ولعل غيري يكون له وجهة نظر عملية في بقية ما لم يتجل وجه الفائدة منه عند الشيخ مساعد فتحصل الفائدة.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Mar 2004, 03:05 م]ـ

أخي الكريم د. أنمار

أشكر لك مشاركتك، ولي على ما قلت تعليق، فأقول:

إن المسألة التي ذكرتها من درجة التفخيم تدرس في باب التفخيم والترقيق الذي هو أثر عن صفتي الاستعلاء والاستفال، وهو اجل موضوعات علم التجويد وانفسها إذ لا يخلو حرف من أن يكون مفخما او مرققا.

والملحوظة التي ذكرتها لا تتعلق بصفة الإطباق بل بهذا الباب.

وإني أعرف أن هناك تقسيما في التفخيم والترقيق يعود في جزء منه إلى حروف الإطباق الأربعة، لكن يمكن الاستغناء عنه بغيره من الصفات، ومعرفة درجة التفخيم لا ترتبط بالإطباق من عدمه.

فحينما تكون الطاء مفتوحة بعدها ألف، فهي أقوى من القاف المفتوحة بعدها ألف، لأن الطاء تجمع صفات القوة، ولو حذفت صفة الإطباق والانفتاح فستبقى الطاء تجمع صفات القوة أيضًا.

أما الغنة التي ذكرها ابن الجزري في المخارج فلم يذكرها على انها صفة، بل أراد ذكر مخرجها فقط.

وأما الصفير فلست أقول: ليس فيه فائدة على الإطلاق، لكني أسأل عن مدى الصفير المطلوب وغير المطلوب.

وعلى العموم، فمع شكري لمشاركتك، أرى أن موضوع التجويد يحتاج إلى عرض جديد، والله يوفقنا جميًا للخير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير