ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Dec 2005, 06:49 ص]ـ
كنتُ أتصفح فهرس ملتقى أهل التفسير فشدني عنوان هذا الموضوع وقلت في
نفسي "نظرة شيخنا الطيار ليست ككل نظرة"
دخلتُ ... وقرأتُ ... فأعجبتُ
أعجبتُ بمنهج شيخنا الفاضل في التدقيق والتحقيق ودعوته للتجديد في هذا العلم.
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمه وأن يرفع قدره وأن يجعلنا وإياه من أهل الجنة.
===============================================
شيخنا الكريم ..... أحببتُ أن أعلق على بعض النقاط التي ذكرتها - بارك الله فيك - رغبة في التعلم منكم ومثلي لا يناقشُ مثلك، فأقول وبالله التوفيق:
1 - لا ... لم يحصل الاتفاق على أن الصفات التي ذكرها ابن الجزري – رحمه الله – لا يزاد عليها ولا ينقص منها، فكما ما هو معلوم لديكم أن العلماء قديما اختلفوا في عدد صفات الحروف (ومنهم من أوصلها إلى 44 صفة! كمكي بن أبي طالب).
وما ذكره ابن الجزري من أن عدد صفات الحروف سبعة عشر صفة لا يخرج عن كونه اجتهادا، وكل مجتهد مأجور إن شاء الله.
وتبقى المسألة اجتهادية ... إلا إذا أجمع علماء عصرنا (الأحياء) من أهل التخصص على رأي ابن الجزري أو غيره (وهنا يكون الأمر مجرد ترجيح فقط).
أو أنهم يجتهدون بإخراج رأي جديد يستدركون فيه على من سبقهم ممن ألّف في هذا العلم، وهذا لا يكون إلا بدارسةٍ متينة مبنية على أسسٍ وقواعد علمية.
ومثل هذا مخارج الحروف أيضا .... فالعلماء قد اختلفوا في عددها على ثلاثة أقول (نذكرها للفائدة):
القول الأول: وهو مذهب الخليل بن أحمد ومن تبعه و به قال ابن الجزري، وعلى هذا القول يكون عدد المخارج سبعة عشر مخرجا.
القول الثاني: وهو مذهب سيبويه وموافقيه وبه قال الشاطبي، وقد قالوا إن المخارج ستة عشر مخرجا وذلك بإسقاط مخرج الجوف، وإلحاق ألفه بالهمزة التي تخرج من أقصى الحلق، ويائه بالياء التي تخرج من وسط اللسان، وواوه بالواو التي تخرج من الشفتين.
القول الثالث: وهو مذهب الفراء وموافقيه كقطرب وابن كيسان، وقد رأوْ أن عدد المخارج أربعة عشر، حيث أسقطوا مخرج الجوف كأصحاب القول الثاني وأسقطوا كذلك مخرجيْ اللام والراء وألحقوهما بمخرج النون.
2 - أما صفة الإصمات فالكل متفق على أن هذه الصفة ليس لها علاقة بالتجويد، ولا تزال
تدرّس في كتب التجويد!
وأما الإذلاق فقد رأى بعض القراء أن حروف الإذلاق ينبغي نطقها بتؤدة حتى لا يذهب بعضها أو بعض حركتها وذلك لخفتها. (وهذه هي علاقة الإذلاق بالتجويد على رأي البعض– والله أعلم-.)
3 - قلتَ -حفظك الله-: "تذكر صفات بعض الحروف، ولا يُحرَّر المراد بالكيفية، فالصفير ـ مثلاً ـ في السين والصاد والزاي هل المطلوب الإتيان بالحرف مصفورًا واضح الصفير، أم المراد أنهما قابلان للصفير؟ .... إلى آخر كلامكم"
قلتُ: جزاك الله خيرا على التنبيه ... فالأحرى بمن يؤلف في هذا العلم أن يذكر المراد من الصفة ويوضح كيفيتها من الناحية التطبيقية إن أمكن ذلك.
والصفير –شيخنا الكريم - يخرج بشكل طبيعي عند النطق بحروفه من مخرجها الصحيح،مع الإشارة إلى أنه ينبغي الحذر من المبالغة، أما مقدار الصفير المطلوب: فهذا يضبط بالمشافهة والتلقي، ولو نطقتها من مخرجها الصحيح من غير مبالغة ولا تكلف ستسمع الصفير بنفسك ويكون نطقك صحيحا إن شاء الله.
4 - قلتَ في مجمل حديثك عن مخرج النون: "فقولهم تحت مخرج اللام غير دقيق، إذ لابدَّ من تقييدة بعبارة المنحرف، فيقال: تحت مخرج اللام المنحرف؛ لأنه هو الذي يكون تحته مخرج النون "
ربما يكون الإشكال بسيطا إذا قلنا "تحت مخرج اللام" لأننا نعلم مسبقا أن اللام بعد خروجها من مخرجها تنحرف إلى طرف اللسان إلى مخرج النون. وبالتالي لا يًفهم من قولهم "تحت مخرج اللام" على أن النون تخرج من طرف اللسان تحت الحافة (أي تحت مخرج اللام قبل انحرافها)! بل المعنى الذي يتبادر إلى الذهن أن النون مخرجها تحت مخرج اللام بعد انحرافها.
أما إذا قلنا "تحت مخرج اللام المنحرف" ربما يُفهم من قولك أنّ هنالك لام منحرفة وغير منحرفة!:
1 - مخرج اللام الغير منحرفة:أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه مع يحاذيه من اللثة العليا
2 - مخرج اللام المنحرفة: طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا!
والانحراف من الصفات الثابتة التي لا تنفك عن اللام والراء بأي حال من الأحوال.
وربما كان الأدق – والله أعلم - أن تقول: "تحت مخرج اللام بعد انحرافها".
5 - قلتَ: "خامسًا: أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة، وهي الغنة، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق "
لم يذكرها مع بقية الصفات لكنه لم ينكرها – رحمه الله - وربما كان هذا بسبب أنه قد ذكرها في
باب المخارج.
ويجدر بنا التنبيه هنا على أن الذي يخرج من الخيشوم هو الغنة فقط وليس حروفها.
6 - لو عقدتَ النية وأسرجتَ القنديلَ تجدني أول تلاميذك.
وفق الله الجميع
¥