تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأسأل الله من فضله العظيم أن ينفع بها النفع العميم، كل من تلقاها بقلب سليم. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.

المقدمة

ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيه، ومن حيث إن موضوع هذه النبذة من مباحث علم القراءات فلنتكلم على مبادئه العشرة. فنقول:

حد هذا الفن: أنه علم تعرف به كيفية أداء الكلمات القرآنية واختلافها معزوا لناقله. أو يقال علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،

وموضوعه: الكلمات القرآنية من حيث أحوالها الأدائية التي يبحث عنها كالمد والقصر والإظهار والإدغام ونحو ذلك.

وثمرته: العصمة من الخطأ في القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييز ما يقرأ به وما لا يقرأ به إلى غير ذلك من الفوائد.

وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بكلام رب العالمين،

ونسبته لغيره من العلوم: التباين،

وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام

واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،

واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،

وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما، (قال في الهامش: والقيام به بفضل القيام بالفروض العينية إذ تركه يوجب إثم الجميع)

ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحجازيون.

المقرئ والقارئ

المقرئ: بضم الميم وكسر الراء: من علم القراءة أداء ورواها مشافهة وأجيز له أن يعلم غيره.

والقارئ: هو الذي جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب، وهو مبتدئ ومتوسط ومنته. فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها.

فائدة: حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة لئلا ينقطع عدد التواتر فيتطرق إليه التبديل والتغيير. وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وكذا تعلم القراءات وتعليمها كما مر.

فائدة: يجوز عند مالك أخذا الأجرة على تعليم القرآن للمؤمن، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كلام الله) ولئلا يضيع كتاب الله ولأن عمل أهل المدينة استقر عليه، وقال أبو حنيفة وأصحابه بالمنع، وأجازه الشافعي وأحمد إذا شارطه واستأجره. اهـ

فائدة: اعلم أن الخلاف عند القراء علىقسمين خلاف واجب وخلاف جائز.

فالخلاف الواجب هو خلاف القراءات والروايات والطرق، والفرق بين الثلاثة أن كل خلاف ينسب للإمام فهو قراءة وما ينسب للآخذين عنه ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب لمن أخذ عن الرواة وإن سفل فهو طريق.

فلو أخل بشيء منها كان نقصا في الرواية

والخلاف الجائز: هو خلاف الأوجه المخير فيها القارئ كأوجه الاستعاذة وأوجه البسملة بين السورتين والوقف بالسكون والروم والإشمام وبالطويل والتوسط والقصر في نحو متاب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون ذلك نقصا في الرواية

اهـ

======================

يتبع إن شاء الله،

ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Apr 2004, 06:45 ص]ـ

[الاستعاذة]

فائدة: الاستعاذة مصدر استعاذ أي طلب التعوذ والعياذ،

ويقال لها التعوذ، وهو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ،

ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام

فإذا قال القارئ: أعوذ بالله فكأنه قال ألجأ وأعتصم وأتحصن بالله

ثم صار كل من التعوذ الاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة.

فإذا قيل لك تعوذ أو استعذ فالمراد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

والتعوذ ليس من القرآن بالإجماع.

ولفظه لفظ الخبر، ومعناه الإنشاء أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم.

وقد ورد في لفظه وصيغته أخبار وآثار مختلفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن السلف من بعده.

وقد ذكر الداني منها في بعض تآليفه أربع صيغ:

1 - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

2 - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

3 - أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم

4 - أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

وزاد عليها غيره ألفاظا أخر نحو:

أعوذ بالله القادر من الشيطان الفاجر

أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير