4 - الياآت الزوائد
فإذا حذفت هذه كلها سكّنت الحرف الذي قبل المحذوف ووقفت عليه بالسكون، فهذا الوجه يرجع إلى الإسكان (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)
(35 - الإبدال)
قد مر أنه جعل حرف مكان حرف، وهو هنا يكون في موضعين
1 - منصوب المنون
نحو: (غفورا رحيما)
فيُبدَل من تنوينه ألفُ الوقف،
وكذلك تُبدَل نونُ التوكيد الخفيفة بعد فتحٍ ألفاً في (ليكونًا) و (لنسفعًا)،
وكذلك تبدل نونُ (إذًا)، نحو: إذًا لأذقناك.
2 - تاء التأنيث المتصلة بالأسماء
نحو: الرحمة، والجنة، والموعظة.
فيبدل من التاء هاءً في الوقف عليها.
وإن كانت منونة حذف تنوينها وأبدل منها هاء،
فهذا يرجع إلى السكون أيضا كما مر. (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)
تتميم
بقي من أنواع الإشمام ثلاثة أنواع لابد من معرفتها لكل قارئ
النوع الأول
خلط لفظ الصاد بالزاي.
ومعناه: مزج حرف بآخر شيوعا بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي. والصاد هو الأصل والأكثر، كما يستفاد من الإشمام إذ هو شائبة رائحة الزاي.
النوع الثاني
خلط حركة بحركة
وهو في عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين.
ويخالف الإشمام المذكور في الوقف لأنه:
? في الأول، ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحرفه متحرك.
بخلاف إشمام الوقف فإنه:
? في الآخر، والوقف، ويسمع، وحرفه ساكن.
ويخالف المذكور في الصاد بالإفراز.
وكيفية التلفظ به:
أن تلفظ بأول الفعل (أي فائه) بحركة تامة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، ومن ثم تمحضت الياء.
كذا ذكره الجعبري وغيره.
والظاهر من كلام الشاطبي أن جزء الكسرة مقدّم.
ثم إطلاقهم يدل على التساوي في قدرهما. ولم أر من قيده به غيره.
وقد قال السخاوي: "في عبارة الشاطبي تنبيه على أن الفعل لا يكسر بكسرة خالصة"،
ثم قال: "وحقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، وهذا وجه من عبر عن الإشمام بالإمالة، لأن الحركة ليست بضمة محضة، ولا كسرة خالصة، كما أن الإمالة ليست بكسرة محض ولا فتح خالص". اهـ
وقيل: هو صريح الضم، وليس بشيء لأنه إن كان مع الواو فلغة لم يقرأ بها أحد. أو مع الياء فخروج عن كلام العرب. ذكره الجعبري.
والتحقيق ما قاله السخاوي من أن الذين سموه ضما -وهم جماعة من أئمة القراء- فإنما عبروا عنه كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبا ومجازا، لأن الممال فيه كسر، وهذا فيه شيء من الضم.
قال: والذين سموه روما قالوا هو روم في الحقيقة وتسميته بالإشمام تجوز في العبارة.
ثم قال: والعرض بهذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل، أما الضمة ففي الفاء، وأما الكسرة ففي العين لأن الأصل (فُعِل) مبني لما لم يسم فاعله، وهذا يدل على ما قاله الجعبري من أن جزء الضمة مقدم كما تقدم.
ثم قال: فلما كان هذا الإشمام دالا على الأصل صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير.
وقال أبو شامة:
والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه هذه الأفعال من الاعلال. اهـ
وهذا أيضا يدل على ما قدمناه من أن جزء الكسر مقدم على جزء الضم
ثم قال:
ومنهم من جعل حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل. ثم القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده والأصح ما ذكرناه أولا. اهـ (قلت نقله الضباع باختصار وتصرف يسير)
وقال صاحب النجوم الطوالع:
والمراد بالإشمام هنا أن يلفظ بأول الفعل محركا بحركة تامة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. هذا هو الصواب ومن قال بخلافه فكلامه إما مؤول أو باطل لا تجوز القراءة به، والإشمام هنا غير الإشمام المتقدم في باب الوقف، لأن الإشمام هنا في الحرف الأول وفي الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك، بخلاف المذكور في باب الوقف فإنه في الحرف الأخير، وفي الوقف فقط، ولا يسمع، وحرفه ساكن.
وعبر المتأخرون من القراء كالداني والشاطبي وأكثر النحاة عن هذا المعنى المذكور هنا بالإشمام وعبر بعضهم بالروم وبعضهم بالضم وبعضهم بالرفع وبعضهم بالإمالة، ووجه الإشمام التنبيه على حركة فاء الفعل الأصلية وهي الضمة إذ الأصل في قيل قُوِل مبني للمجهول استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف ضمتها، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأشير إلى ضمة القاف تنبيها على الأصل. وهي لغة عامة أسد وقيس عقيل وبها قرأ القراء. وأكثرهم على إخلاص الكسر، وهي لغة قريش وكنانة. وهناك لغة ثالثة لبعض العرب، تحذف كسرة الواو وتضم الأول ضما خالصا فتقول: "قُول" ولم يقرأ بها في المتواتر. اهـ
النوع الثالث
ضم الشفتين مقارنا لسكون الحرف المدغم وذلك فيما كان مرفوعا أو مضموما في رواية السوسي وفي "لا تأمنا على يوسف" في قراءة الجماعة.
وكيفيته:
أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت بعد إسكان النون الأولى وإدغامها في الثانية إدغاما تاما، وقبل استكمال التشديد، أي قبل تمام النطق بالنون الثانية، فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المحرك، لأن النون الأولى أصلها الضم وقد سكنت للإدغام، والمسكن للإدغام كالمسكن للوقف، بجامع أن سكون كل منهما عارض، إلا أن الإشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية كما تقدم وفي الوقف عقب النطق بالحرف الأخير، سواء أكان مدغما فيه أم لا.
======================
اهـ ويتبعه ياءات الإضافة، بتسهيل المولى الكريم
¥