ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Nov 2009, 10:00 م]ـ
فالطيبي هنا ينص على أن النون والميم كلتيهما في حالة الإخفاء حرف فرعي لا يتحقق مخرجه , وفي هذا مقنع للمنصفين
إن كان مراد العلامة الطيّبي أنّ الميم المخفاة حرف فرعيّ فهو خرق لمذهب أئمّة اللغة والأداء القدامي كسيبويه وابن جنّي والداني ومكي القيسي والقرطبي. وأقتصر على بعض النصوص:
قال الداني في كتابه التحديد ص81 عند حصره للحروف الفرعية: " وهي كثيرة مستحسنة ويؤخذ بها في قراءة القرءان وهي النون الخفيفة والهمز بين بين، وألف الترخيم يعني ألف الإمالة، والشين التي كالجيم، والصاد التي كالزاي، وألف التفخيم التي ينحى بها نحو الواو في لغة أهل الحجاز نحو {الزكاة} و {الصلاة}، وسنبيّن ما يحتاج من ذلك إلى أيضاح "
وهذا الكلام هو نفسه الذي ذكره القرطبي في كتابه الموضح ص 81.
وكلاهما نقلا هذه الجملة عن سيبويه في كتابه الكتاب
وقد أفرد مكي القيسي في كتابه الرعاية بابا مستقلاً سمّاه (باب ما زادت العرب في كلامها على التسعة والعشريف الحروف المشهرة وعلل ذلك)
فذكر النون الخفيفة، والألف الممالة، والألف المفخمة، والصاد التي يخالط لفظها بلفظ الزاي، والهمزة التي تكون بين بين.
أقول: لماذا جعل أئمّة اللغة كسيبويه وابن جنّي وغيرهما وكذا أئمّة أهل الأداء النون الخفيفة أي المخفاة من الحروف الفرعية دون الميم المخفاة؟
الجواب أنّ النون المخفاة يزول مخرجها إذ لا عمل للسان في إخفاء النون فصارت بذلك فرعاً عن النون الأصلية المظهرة والمتحرّكة خلافاً للميم فإنّها لا تزول فتبقى الشفتان في حالة انطباق في جميع الأحوال لذا فإنّها بقيت على أصلها ولم تخرج عن ذلك وهذا الذي يفسّر السبب الذي من أجله ما جعل الأئمّة الميم المخفاة ضمن حروف الفروع.
وهذا ما يؤكّد بطلان الفرجة إذ لو كانت صحيحة لأدرجت مع الحروف الفرعيّة كما هو الحال في النون المخفاة.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Nov 2009, 11:54 م]ـ
إن كان مراد العلامة الطيّبي أنّ الميم المخفاة حرف فرعيّ فهو خرق لمذهب أئمّة اللغة والأداء القدامي كسيبويه وابن جنّي والداني ومكي القيسي والقرطبي. .
يا أخي كيف النقاش معك وأنت تقرأ كلام الأئمة فلا تفهمه ـ واعذرني ـ فالإمام الطيبي يقول:
والنون عدوها إذا لم يظهروا= قلت كذاك الميم فيما يظهر.
فيصرح بأن مراده أن الميم المخفاة حرف فرعي فيما ظهر له ثم أنت تقول: (إن كان مراده) شكا واضطرابا وتغضب إذا قلت لك إنك مضطرب , فلذلك قلت لك مع احترامي لك لكني لا أكتب لك وإنما للمطلعين المنصفين , ولكني مضطر للرد عليك.
ثم إن كلامك عن الطيبي ومراده يدل على أنك متفق معنا أن كلامه بفرعية حرف الميم دليل على الفرجة ولابد , ويكفي هذا في الرد على المفترين أو الجاهلين المتعالمين أو المقلدين لهم بأن الشيخ عامر أول من قال بها , فما قولك؟
وأما قولك:
وأقتصر على بعض النصوص:
قال الداني في كتابه التحديد ص81 عند حصره للحروف الفرعية: " وهي كثيرة مستحسنة ويؤخذ بها في قراءة القرءان وهي النون الخفيفة والهمز بين بين، وألف الترخيم يعني ألف الإمالة، والشين التي كالجيم، والصاد التي كالزاي، وألف التفخيم التي ينحى بها نحو الواو في لغة أهل الحجاز نحو {الزكاة} و {الصلاة}، وسنبيّن ما يحتاج من ذلك إلى أيضاح "
وهذا الكلام هو نفسه الذي ذكره القرطبي في كتابه الموضح ص 81.
وكلاهما نقلا هذه الجملة عن سيبويه في كتابه الكتاب
وقد أفرد مكي القيسي في كتابه الرعاية بابا مستقلاً سمّاه (باب ما زادت العرب في كلامها على التسعة والعشرين الحروف المشهرة وعلل ذلك)
فذكر النون الخفيفة، والألف الممالة، والألف المفخمة، والصاد التي يخالط لفظها بلفظ الزاي، والهمزة التي تكون بين بين.
فهذه النصوص وغيرها حق لا مرية فيه ولكنها لا تنفي أن الميم المخفاة حرف فرعي وتأمل أول كلام الداني الذي ذكرته تجد ردا لفهمك (وهي كثيرة مستحسنة) والداني رحمه الله لم يذكر اللام المفخمة وذكرها غيره فلا تعارض , وقد اتفق العلماء أن المثبت مقدم على النافي عند التعارض ولا تعارض هنا فلم يقل الداني أن الميم المخفاة ليست حرفا فرعيا حتى نقول أنه معارض لقول الطيبي ولو قال لقدم المثبت على النافي لأن معه زيادة علم.
وأما سؤالك:
لماذا جعل أئمّة اللغة كسيبويه وابن جنّي وغيرهما وكذا أئمّة أهل الأداء النون الخفيفة أي المخفاة من الحروف الفرعية دون الميم المخفاة؟
فجوابه ليس كما ذكرت بقولك:
الجواب أنّ النون المخفاة يزول مخرجها إذ لا عمل للسان في إخفاء النون فصارت بذلك فرعاً عن النون الأصلية المظهرة والمتحرّكة خلافاً للميم فإنّها لا تزول فتبقى الشفتان في حالة انطباق في جميع الأحوال لذا فإنّها بقيت على أصلها ولم تخرج عن ذلك وهذا الذي يفسّر السبب الذي من أجله ما جعل الأئمّة الميم المخفاة ضمن حروف الفروع.
وإنما جوابه: أن الميم الساكنة عند الباء مختلف في حكمها كما تعلم ما بين إظهارها بإطباق الشفتين مع الغنة أو بدونها كما ذهب مكي وغيره , وإخفائها بغنة من غير إطباق للشفتين , وقد حكى الداني هذه المذاهب ورجح الإخفاء أما النون فلا خلاف فيها أنها تخفى فهي حرف فرعي باتفاق وأما الميم فلم يتفقوا على إخفائها كما لا يخفاك
وهذا ما يؤكّد بطلان الإطباق وصحة الفرجة على ما اختاره المحققون من علمائنا إذ لو كانت مطبقة في الإخفاء لما أدرجت مع الحروف الفرعيّة عند الإمام الطيبي كما هو الحال في النون المخفاة.
¥