ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jul 2004, 12:42 ص]ـ
على الرحب والسعة يا أخ عبد الله، والملتقى وُضِع للنقاش العلمي الهادف، والمسألة ليست محسومة بقول فلان أو علان، مادام للاجتهاد والرأي مدخل، والله يوفقني وإياك.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 Jul 2004, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيراً د. مساعد على لطفك، وأعود فأقول:
تعريف فضيلتك للتجويد أنه: التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق، أجود من التعريف الآخر الذي ذكرته وهو (إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم) لأن هذا غير مسلم به
إذ لو سلم نطق القراء بالمد تقديراً وبالإشمام، والقلقلة والإرجاع والروم لما اختلف العلماء في وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المدونة في كتب المجودة، ولاستدل القائلون بوجوب التجويد
بأن النبي صلى الله عليه وسلم مد خمساً قبل الهمز، و ثنتان مداً طبيعياً ونطق الغنة مقدار حركتين وغير ذلك، لكن لما لم يوجد دليل يدل على مقدار الحركات عدنا لتعريف التجويد بأنه علم يراد به تحسين القراءة لا غير، وأنه من علوم الآلة لا من علوم الشرع، فهو كالنحو وغيرها
يصلح به اللسان ولايلزم تعلمه للمجيد، والتكلف فيه كثير جداً، ولهذا لايصح مقارنة التجويد بالنحو - في نظري - كما قرر الدكتور الفاضل مساعد في قوله: (ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم) لأمور:
الأول: أن النطق العربي السليم للحروف لم يفسد كما فسد إعراب الناس، ولو قلت للمتعلم انطق حرف الباء والهاء والميم لنطقها كلمة (بهم) عربية سوية ليس في نطقها إخلال.
الثاني: أن الناس تتفاوت في المخارج ولا يعاب عليهم التفاوت بخلاف إبدال الحروف ولهذا ورد في سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال اقرؤوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه) والحديث صححه الألباني (1\ 220).
قلت: وترى الناس الآن يتفاوتون في نطق الحرف ولا يعاب عليهم في قرائتهم، انظر مثلاً إلى تفاوت الثبيتي وعلي جابر في نطق الجيم، بإشباعها للأول وعكسه للآخر، كما يتفاوتون في الصفير ولا يعاب عليهم
انظر إلى قراءة الشريم مثلاً للسين والصاد وعكسها للسديس وغير ذلك من التفاوت الذي لا يضير القاريء ولا يقلب الحرف إلى الآخر.
الثالث: أنه لو لزم الناس النطق بالقرآن مجوداً للزمهم النطق بالعربية مجوداً في خطاباتهم وكلامهم العربي وهذا لم يقله أحد، وهذه القاعدة تخرج التجويد من كونه قاعدةً للنق إلى كونه علماً لتحسين الصوت وهذا مفاد كلام شيخنا ابن عثيمين حيث قال: ((لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي، ولو قيل: بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث، وكتب أهل العلم، وتعليمك، ومواعظك، وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب))
ولتكن دائرة الحوار مبسوطة حول التجويد بمعناه الاصطلاحي الشامل للإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب وإخراج الحروف من مواضعها والمد والروم والقلب والإشمام وغيرها
¥