تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن ثبت في شيء من الأداء اجتهاد مجتهدٍ فهنا يقع الجدل، ويكون الأمر غير مسلم للمجودين)) قد ينقلب فيصير إذا كانوا أتوا بها تلقياً فأين إثبات ذلك؟ فالمثبت هو المطالب بالدليل لا النافي، وهل هناك نقل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قلقل الحروف وأشم النطق في (محيط) ورامه في (نستعين)

أو أنها أدخلت على التجويد وأخذ صناعةً كما قاله الشيخ محمد بن إبراهيم؟

الثالثة: هي قول الدكتور أبا سليمان: (((اقرءوا القرآن على أربعة، وذكر منهم ابن مسعود)، وقوله (من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أمِّ عبد)، ألا ترى أن السليقة العربية لو كانت كافية لما كان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من معنى، حاشاه من ذلك.

إنَّ مثل هذه الأحاديث تدعوك من قريب إلا أنَّ الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن)) أخي الكريم لم ولا أشك طرفة عين أن القرآن يتلقى أداءً لا صحافةً، والحوار يدور حول المؤدي هل هو سليم الأداء أم لا؟

وأما الاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما نزل .. الحديث فيه أمور: أولها أن الغضاضة هي قراءة ابن مسعود للقرآن حرفاً حرفاً مبينة كما قال البخاري وهذا يدل أن ابن مسعود كان يقيم حروف القرآن وينطقه نطقاً عربياً صحيحاً وهذا يشمل أداءه كما نزل ولا يشمل فقط تحسين القراءة فهو أعم من مفهوم تجويد ابن مسعود للقرآن على المعنى الاصطلاحي للقراء.

الرابعة: مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا فكل حسن)) والتعليق عليه بقولك أخي الكريم: ((وأما استدلالك بالحديث فإن له وجهًا يُخرَّج على الحديث الآخر (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه وهو عليه شاق فله أجران ... )، فالأعجمي، وكذا العربي الذي لا يستطيع تحسين تلاوته لا يؤاخذ بهذا، ولا يعاب عليه، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فيكون ممن شقَّ عليه القرآن)) وفي نظري أن حمل قوله صلى الله عليه وسلم على حديث الماهر بالقرآن يترق إليه احتمال آخر وهو أن الحسن في اللغة يشمل كل ما هو جيد وغير قبيح، بخلاف المعنى الذي تدل عليه المشقة والتعتعة، ولاشك أن من الأعاجم من يقرؤه حاذقاً لقرائته ومع ذلك ليست مخارجه كمخارج العربي القح ومع ذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الجميع وقال كل حسن.

وفي الختام أحمد الله تعالى، ثم أثني بالشكر على الدكتور الفاضل مساعد بن سليمان الطيار الذي أثرى بحواره هذا الموضوع وفقه الله وسدد خطاه.

ـ[أخوكم]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:09 ص]ـ

جزاكم ربي خير الجزاء فأكملوا الموضوع بنفس النهج العلمي والكلمات المهذبة

فما زلنا نستفيد ونتمتع ...

ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[09 Feb 2005, 12:47 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أيها الإخوة الفضلاء أرى أنه يجب على طالب العلم أن يأخذ كل علم من أهله الذين عرفوا به وقضوا الأعمار في تحرير مسائله وحل إشكالاته والتصنيف فيه وتعليمه، ولقد حصل لغط كبير في فترة مضت ولايزال الإشكال قائماً لدى بعض الناس مع اتضاح الأمر لدى التحقيق وأخذ العلم من مظانه وأهله وهذا من الأهمية بمكان مكين .......

أولاً: قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة: ((مُكَمَّلاً من غير ما تكلفِ * باللطف في النطق بلا تعسف)) ينظر كلام الملا القاري في شرحه على الجزرية (المِنَح الفكرية) ص: 21 ومابعدها، فهو نفيس جداً، وعليه فلا يخفى أن علماء التجويد قد قرروا هذا الأصل الأصيل في كتبهم وإقرائهم وأما تجاوزات بعض من ينتسبون إليهم فلا تنسب إلى التجويد وعلماء القراءات بل إلى أصحابه كما لايخفى .....

ثانياً:أن مصدر القراءة الرواية قال تعالى: (فإذا قرأناه فاتبع قرءانه) وعلم التجويد هو وصف للرواية فحسب كما نص عليه غير واحد ممن صنف في التجويد والقراءات شأنه شأن سائر العلوم التي تعتمد السماع والرواية كالنحو والصرف والبلاغة بعلومها الثلاثة والعروض والقافية ونحو ذلك فليست بعلوم مخترعة بل هي تقعيد وتأصيل لعلوم كانت تنطق بها العرب بمقتضى سليقتها العربية وفطرتها السوية .......

ثالثاً: يقرأ في ذلك كتاب (سنن القراء ومناهج المجودين) للشيخ الدكتور/ عبدالعزيز القارئ حفظه الله فإن سبب تصنيف هذا الكتاب ماتردد على لسان وقلم بعض المعاصرين من هجوم على علم التجويد والطعن فيه من رجل أكاديمي لكنه غير مشتغل بهذا الفن لا من قريب ولا من بعيد فكان لزاماً على الشيخ وأمثاله أن يخرسوا مثل هؤلاء الأدعياء الذين يتكلمون فيما لا يحسنون ويقولون ما لا يعلمون (ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)!!

رابعاً: حدثني الشيخ الدكتور القارئ بنفسه شفاهاً أنه جمعه بالشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة مجلس بالمدينة النبوية حيث كان الشيخ في أواخر عمره يتردد إليها بين الفينة والأخرى وفيه جمع من طلبة العلم والمشايخ ..... قال فسئل الشيخ رحمه الله عن فتوى نسبت إليه في شأن التجويد وطار بها الناس كل مطار فأحال الجواب علي - الكلام للشيخ القارئ - قال فاهتبلت الفرصة وبينت المسألة وفصلتها على خلاف ماأفتى به الشيخ وبعد أن أنهيت الكلام فيها قال الشيخ محمد رحمه الله: خذوا من الشيخ فهو أعرف مني بهذا ....

ولكم أن تسألوا الشيخ القارئ عن هذا، وفي هذا مالايخفى على ذي لب ولايحتاج معه إلى كثير كلام!!

والله ولي التوفيق والسداد وللجميع مني خير تحية وسلام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير