أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلا للضاد الشبيه بالظاء المعجمة لا الطائية فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف أن تسكنه وتدخل عليه همزة وتنظر أين ينتهي الصوت فحيث انتهى فثم مخرجه ..... وأنت إذا نطقت بالضاد الطائية وفعلت ما تقدم ذكره لا تجد الصوت ينتهي إلا إلى طرف اللسان وأعلى الحنك وهو مخرج الدال والطاء والتاء ولم نر أن أحدا ذكر أن مخرج الضاد من هذا المحل بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تحصى في علم القراءات وعلم النحو ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات ... "
"أن من أوصافها الشجرية لقبها بها صاحب القدر الجليل إمام لنحو الخليل ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت شبيهة بالظاء فإن الضاد الطائية تخرج من طرف اللسان لا شجر الفم .... "
قولهم في صفة الإطباق ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا والصاد سينا والظاء ذالا ولخرجت الضاد من الكلام إذ لا يخرج من موضعها غيرها وهذا نص كلام الأستاذ أبي حيان في شرح التسهيل ومثله في شرح المفصل لابن يعيش وهذا كما ترى يخص الضاد الشبيهة بالظاء أما الطائية فتخرج من مخارج الحروف النطعية كما وصفت أخواتها ولقالوا: لولا الإطباق لصارت الضاد دالا بدل قولهم لخرجت من الكلام كما لا يخفى عن ذوي الإفهام ... "
أن أهل مكة التي نشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد العرب وما والاها من بلاد الحجاز التي هي محل العرب وموطنهم إنما ينطقون بالضاد شبيهة بالظاء المعجة ولا يسمع من أحد منهم هذه الطائية وهم نعم المقتدي لمن رام في هذا السبيل الاهتداء "
" الفصل الثاني: فيما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول " وقد أورد المؤلف في هذا الفصل اثني عشر نصا عن كبار علماء العربية والتجويد ويستدل بهذه الأقوال أن الضاد تلفظ ظاءا
" وأما الخاتمة ففيها تنبيهات رافعة لتمويهات الأول: انه ليس مرادي بكون الضاد شبيهة وقريبة منها كونها ممزوجة بها غاية الامتزاج بحيث يخفى الفرق بينهما على المجيد لفن التجويد ... " ثم ذكر في الثاني الرد على قول من فسر الشجر بمجمع اللحيين عند العنفقة ورجح التفسير المنقول عن الخليل للشجر بأنه مفرج الفم ثم ذكر في الثالث: الرد على من فسر صعوبة الضاد بصعوبتها على العجم والترك ونحوهم ممن سوى العرب أما على أمثاله من العرب فلا صعوبة فيها.
وختم هذه التنبيهات بقوله " أن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء لكن من مخرجها وبينهما نوع فرق ودونه من ينطق بها ظاء خالصة ومن يشمها الذال ومن يشمها الزاي ومن يجعلها لاما مفخمة وكذا من ينطق بالضاد الطائية فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره ... " اهـ قول المقدسي موجود في كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري والموجود أمامكم منسوخ من بحث الضاد لفرغلي العرباوي.
والجواب علي المقدسي كالآتي:
أولا:هذه الأبيات حجة عليه وعلي غيره حيث تؤكد قدم الضاد المصرية قال د/ جبل تعليقا علي الأبيات:" ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح." ومن قرأ حجة علي من لم يقرأ!!
ثانيا: قال المقدسي:" ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات "ا. هـ
¥