تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجواب: وهذا كلام لا يصح لأنه ثبت أيضا بالرواية، ولا عجب في أن يخفي مثل ذلك علي هؤلاء فاللغة لا يحيط بها إلا نبي قاله الشافعي .. انظر إلي الأبيات السابقة.هذا مع ما قاله الشيخ عبد الرزاق علي موسي في الفوائد التجويدية وكذا د/أشرف طلعت في كتابه إعلام السادة النجباء نقلا عن الشيخ الضباع:" .. أن ابن غانم المقدسي ألف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد " فرغ من تأليفها سنة (985هـ) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحاذة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته، فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما باختلاس الضاد لضعف إطباقها وتخف قوتها " إعلام السادة النجباء صـ21 والفوائد التجويدية ص129.

والسؤال: هل ضاد علماء الأصوات المحدثين ـ الضاد الظائية ـ يدخل تحت قول ابن كثير:" يغتفر الإخلال بحرف الضاد؟؟

أقول بالطبع لا .. لأن هذه الضاد منطوقة عن طريق الوصف (هي الآن ظنية الثبوت) ولا يوجد من يقول بها من الناس وهذا ما قاله علماء الأصوات أنفسهم ـ رغم قولهم بالضاد الظائية ـ ... فهي ضاد موجودة في الكتب ولذلك تجدهم يختلفون في طريقة أدائها لأنها مبنية علي اجتهادهم الشخصي في تحليل كلام سيبويه.

فلماذا نعدل عن الضاد الحالية الثابتة ونأخذ بضاد وهمية لا يمكن القول بأنها هي الضاد القديمة، لأننا لم نسمعها وهذا أيضا مع قول ابن الجزري:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا. هـ؟؟ ثم نقول: أيهما أولي: أن نأخذ بما سمعناه وكان موجودا منذ القدم وتواتر؟؟ أم ما جاءنا عن طريق الوصف فيحتمل الصواب والخطأ؟؟ ومن قال بغير ذلك فليسمّ لنا القبيلة أو البلدة التي تقرأ هذه الضاد ولن يستطيعوا لأن أهل التخصص لم يجدوا هذا الوصف في أي بلد.

فإن قال قائل: إذا كان الإجماع موجودا منذ القدم هل يتغير الآن؟

أقول: نعم .. والدليل أن الطاء قديما كانت هي صوت الضاد الحالية ثم تغيرت وخالفت الإجماع ولم يعترض أحد .. أقول بل هي موجودة إلي الآن .. انظر قول جبل وغانم قدوري في وجودها.

أقول: إذا كان الأمر كذلك فكيف استخدم العرب قديما الضاد كما في الأبيات السابقة وهي تدل علي معني الضاد وليست الطاء؟؟ فإن قالوا هذه لهجة أخري، قلنا إذن يجوز لنا القراءة بها كما تلقيناه عمن سبقونا،، ودل هذا الكلام أن الطاء الحالية جاءت نتيجة تطورات حدثت فلا ضاد ولا طاء .. فماذا بقي لنا من الأحرف؟؟ ولماذا لا نأخذ بما يقوله القراء عن طريق المشافهة؟؟ أليست المشافهة أسلم؟؟ قال ا. د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ:" ... فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا. هـ صـ112 والقراء القائلون بالضاد الظائية لا يأخذون بالطاء الشبيهة بالضاد المصرية رغم مطابقتها لوصف سيبويه والقراء أيضا؟؟

فإن قال قائل: ألم تقولوا: إن الطاء القديمة صوت الضاد؟ فكيف تثبتون لنا صحة الضاد وهي صوت الطاء قديما؟؟

أقول: لا ضير في ذلك فهناك كثير من الأمثلة التي تدل علي تغير الحرف وهي تحل بنفس المعني ما دام الناس تعارفوا علي ذلك في لغتهم ولهجاتهم مثل: (حتي حين) هذيل تقول (عتي حين) فهي علي اللهجتين تفيد الغاية، فتغير الحرف في اللهجتين والمعني واحد،ومثل إبدال الشين من كاف يقولون ـ تميم ـ "ما جاء بش " يريدون "ما جاء بك" ونقل ابن جني في المحتسب قوله تعالي "قد جعل ربك تحتك سريا " يقرؤونها " قد جعل ربش تحتش سريا "ومثل "مده" يريدون "مدح" والأمثلة علي ذلك كثيرة في استعمال العرب للكلمات مع تغير حرف وبقاء المعني، أعني أن العجيليين كانوا يستخدمون صوت الطاء القديمة في حرف الضاد وهذا ما عليه الناس اليوم، هذا مع وصف ابن سينا بأنها شديدة.

... إذن هذه الضاد لها أصل قديم أيضا كما قدمنا،وللمزيد في معرفة تغير حرف في كلمة مع عدم تغير المعني ارجع لكتاب الموضح للقرطبي وكذا للسان العرب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير