والفقهاء الأحناف قد درسه متأخروهم ضمن عنوان (زلة القاري)، ولهم في ذلك كلام شديد.
رابعًا: إن معرفة ماهية القراءة والتجويد يزيل كثيرًا من الخلاف الدائر بين المجودين وغيرهم، وسأذكر أمرًا بدا لي أضعه للمدارسة، فأقول:
1 ـ إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فقراءته لا تخرج عن لسان العرب، فأي عجمة تدخل القراءة فإنها مردودة يُعلَّم صاحبها قدر طاقته، فإن لم يستطع دخل في من قرأه وهو عليه شاق.
2 ـ إن الكثرة الكاثرة من الأمة لا تعرف تفاصيل التجويد، وقد يعسر عليها تعلُّمه، فليس بالأمر المتيسر عليها، فإذا كان الحال كذلك، فإن التأثيم بالتجويد يطال كثيرًا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أمر يصعب قبوله.
3 ـ إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب:
الأولى: لحن يُخرجه عن عربيته، كما يقع من إبدال الحاء هاءً في مثل لفظ (الحمد)، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم. وهذا النوع من اللحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته، لذا لا يجوز القراءة به مطلقًا، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور، وأثِم في قراءته؛ لأنه لا يقرأ القرآن عربيًّا كما نزل.
الثانية: لحن يخرج اللفظ عن فصاحة النطق، ولا يخرجه عن عربيته، كتفخيم المرقق، وترقيق المفخم، وعدم الإتيان ببعض الصفات التي لها أثر في نطق الحروف. وعدم ضبط المخرج ضبطًا دقيقًا، وهذا يقع اليوم كثيرًا عند عوام المسلمين، والوقوع في هذا الخطأ لا يؤثَّم صاحبه، لكنه يعاب عليه من جهة الإخلال بالفصاحة.
الثالثة: لحن يقع في أدق من هذا، وهو في باب المقادير، كنقص مقدار الغنة، ونقص المد، وضبط الروم، أو في باب إتمام الحركات؛ كنقص الإتيان بالضمة أو الكسرة، أو إشراب الحركةِ الحركةَ كإشراب الكسرةِ الفتحَ.
وهذا الذي لا يعلمه إلا النحرير من أهل الأداء كما نص على ذلك غير واحد من أهل الأداء، والوقوع في هذا لا يؤثم صاحبه، وهو مخل بحسن التلاوة، وسلامة المنطق بالتجويد.
وأخيرًا: فإن الاعتدال في الأمور كلها مطلوب، وهو أنفع في إيضاح الحق واتضاحه، بدلاً من التشدد في المسألة، وإغلاق باب العقل عن كل ما يعارض الرأي الذي تميل إليه، إذ قد يكون الحق في القول المخالف وأنت لم تصل إلى درجة تؤهلك إلى معرفة ذلك، فتتعصب لقولك الذي هو خطأ.
ومن المعلوم أن مشكل الضاد مشكلة قديمة جدًّا، وقد صار فيها نزاع كثير، لكن إذا لم تعرف مخرج الضاد بدقة فهل تمنعك عدم معرفتها من معرفة العلوم؟
إن الخطب يسير، ولعل من يحرر المسألة لا يجد فرقًا بين أصحاب القولين؛ إذ قد يكون اختلافهم لفظيًّا، أو يكون اختلافًا قريبًا مقبولاً.
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[17 Jul 2005, 04:47 م]ـ
الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد العزيز القصير:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ذكرت فضيلتكم ما نصه
مع احترامنا لهؤلاء القراء الذين يزعمون بطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؛ إلا أن قولهم هذا لا يوافقون عليه، بل هو الباطل بعينه؛ فإن سماحة الدين الإسلامي ويسره تأبى إيقاع الحرج والمشقة على الأمة، والأمثلة في هذا كثيرة.
فأنا أستأذن فضيلتكم أن تذكر لنا بعض من هذه الأمثلة حتى نستفيد منها جميعا وجزاكم الله خيرا
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[17 Jul 2005, 04:56 م]ـ
الأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ذكرت فضيلتكم مانصه
3ـ إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب:
الأولى: لحن يُخرجه عن عربيته، كما يقع من إبدال الحاء هاءً في مثل لفظ (الحمد)، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم. وهذا النوع من اللحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته، لذا لا يجوز القراءة به مطلقًا، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور، وأثِم في قراءته؛ لأنه لا يقرأ القرآن عربيًّا كما نزل.
.
فذلك أثناء القراءة، ولي سؤال عند فضلتكم أرجو الإجابة عليه:
ماحكم من وقع في مثل ذلك الخطأ في صلاته فقال (الهمد لله رب العالمين) بدلا من (الحمد لله رب العالمين)؟
أرجو من فضيلتكم إجابة واضحة وصريحة فهل صلاته صحيحة أم باطلة؟
أجيبونا مأجورين.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jul 2005, 08:39 ص]ـ
أخي الفاضل إسلام هل تريد أصرح من هذه العبارة ((فأي عجمة تدخل القراءة فإنها مردودة يُعلَّم صاحبها قدر طاقته، فإن لم يستطع دخل في من قرأه وهو عليه شاق))؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[18 Jul 2005, 02:06 م]ـ
النصوص الدالة على سماحة الدين الإسلامي ويسره كثيرة جداً، منها:
قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقوله تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} وقوله تعالى {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله تعالى {لا يكلف الله تفساً إلا وسعها}.
وفي السنة أيضا من النصوص الشيء الكثير كقوله عليه السلام: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري وغيره.
¥