تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حيث قال مشيراً إلى أهمية دراسة رسم المصحف دراسة تأريخية: (إن تدوين علل رسم الكلمات في المصحف موضوع واسع وضارب في أعماق التاريخ، ولا يتأتى تدوينه كاملاً لشخص واحد، أو عصر واحد، فكل صورة كتابية متميزة لها قصة في التاريخ، وقد يتمكن الدارس من معرفة تلك القصة وقد لا يتمكن. ومن ثم فإن من الخطأ النظر إلى رسم المصحف نظرة مستعجلة تقيس الماضي على الحاضر أو من خلاله. إن رسم المصحف ظاهرة حضارية وثروة لغوية يجب التعامل معها بكثير من الجدية والصبر والأناة، فهي متحف لغوي رائع للغة العربية. ولا يخفى على القارئ أنّ هناك فرقاً جوهرياً بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة، ويتمثل ذلك الفرق في انقطاع الصلة بين كُتّاب تلك النقوش وبين دارسيها اليوم، واتصال الإسناد والرواية الشفهية بين كتّاب المصاحف وقراء القرآن منذ عصر تدوينها إلى عصرنا الحاضر) أ. هـ

كما أضاف فصلاً مهماً للغاية حول المصاحف القديمة وأهمية دراستها فقال:

(المصاحف القديمة وأهمية دراستها:

إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم، القديمة والحديثة، متفقة في الرسم والترتيب، ولا يقِّدم أيٌّ منها أي إضافة إلى نص القرآن الكريم، لكن لكل نسخة من المصحف قيمة معنوية، وأهمية تاريخية وعلمية، لاسيما المخطوطة منها، ومن ثم تستحق أيُّ نسخة مخطوطة منها دراسة خاصة بها، وتنبع أهمية تلك الدراسة من عدة نواح منها:

1. الرسم والضبط، فدراسة رسم المصاحف القديمة المخطوطة يضع بين يدي الدارس أمثلة للظواهر التي يذكرها المؤلفون في رسم المصحف، من المختلف فيه والمتفق عليه، وقد يعثر على ظواهر لم تهتم بها كتب رسم المصحف. وإذا كان الخطاطون يحرصون على الالتزام برسم الكلمات كما رسمت في المصاحف القديمة فإنهم في علامات الضبط يتبعون مذاهب متعددة، وقد يجتهدون في استعمال علامات جديدة، ومن ثم فإن تتبع الضبط في المصاحف المخطوطة عبر العصور المتعاقبة يساعد في كتابة تاريخ العلامات في الكتابة العربية على نحو دقيق وشامل.

2. كانت المصاحف الأولى لا تتضمن سوى ألفاظ الوحي، لكن الخطاطين والعلماء، أضافوا إليها في العصور اللاحقة إضافات تتعلق بفواتح السور التي تتضمن اسم السورة وعدد آياتها، وقد تتضمن إشارة إلى مكان نزولها، وكذلك أرقام رؤوس الآي، ومواضع الخموس والعشور وأرقام الأجزاء والأحزاب، ومثل ذلك علامات الوقف. وتقدِّمُ المصاحف المخطوطة مادة قيّمة تكمِّلُ ما هو موجود في المصادر المتخصصة بهذه الموضوعات.

3. انتشار القراءات: كانت المصاحف الأولى مكتوبة بلغة قريش وعلى قراءة واحدة، وخطها مجرد من العلامات، فاحتملت لذلك أكثر من قراءة من القراءات التي كان الصحابة يقرؤونها، وبعد اختراع علامات الحركات ونقاط الإعجام صار الناس يضبطون مصاحفهم على قراءة القارئ الذي يأخذون عنه القرآن، واشتهرت القراءات السبع بعد عصر الاختيار، والثلاثة المكملة لها، وصارت المصاحف تضبط بإحدى تلك القراءات، إذ لا يمكن الجمع بين أكثر من قراءة في المصحف الواحد بسهولة.

وهناك جدل بين بعض المهتمين بتاريخ القراءات حول مدى انتشار بعض القراءات في العصور السابقة، وتقدِّم المصاحف المخطوطة وثائق لا تحتمل الشك حول انتشار كل قراءة، ويمكن من خلال رصد القراءات التي ضبطت بها آلاف النسخ المخطوطة أن نرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية زماناً ومكاناً، فكثيراً ما يكتب نُسَّاخ المصاحف زمان إكمالهم نسخ المصحف، ومكانه.

4. وللمصاحف المخطوطة قيمة جمالية تتعلق بالخطوط المتقنة التي تكتب بها، وبأنواع الزخارف التي تتصدر السور أو تُزَيِّنُ حواشي الصفحات، وكذلك تظهر جمالية المصاحف في الأغلفة وما عليها من زخارف، وكل هذه الجوانب تنتظر من يتابع دراستها من المتخصصين، لإبراز عناصر الجمال فيها.

وعلى الرغم من تلك الأهمية التي ذكرتها لدراسة المصاحف المخطوطة فإن الباحث لا يكاد يجد ما يشير إلى تقدّم في مثل هذه الدراسات، بقدر ما اطلعت عليه من مصادر وبلغني من معلومات، وقد يكون هناك ما لم أطلع عليه، لكن ذلك يشير إلى ندرة في مثل هذا النوع من المصادر).أ. هـ.

وقد ذكر الدكتور غانم الحمد وفقه الله بعض الصعوبات التي تقف دون تحقيق هذه الأمنية في كلامه اللاحق، غير أني أرجو أن يوفق الله سبحانه بعض المخلصين من الباحثين الجادين لتحقيق هذه الرغبة العلمية، خدمة لكتاب الله، ولطلاب العلم.

ـ[موراني]ــــــــ[07 Dec 2005, 05:46 م]ـ

الموقف الذي قد لا يختلف فيه أثنان هو:

إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم، القديمة والحديثة، متفقة في الرسم والترتيب، ولا يقِّدم أيٌّ منها أي إضافة إلى نص القرآن الكريم ... الخ.

أقول: هذا الموقف لا يمكن أن يكون سائدا الا بعد البحث الدقيق , الذي يطالب به صاحب هذا الموقف , في جميع المصاحف القديمة. اذا كان المقصود ب (الترتيب) ترتيب السور في المصاحف فجدير بالاشارة الى بعض المصاحف في صنعاء: فيها ترتيب قريب مما ذكره ابن النديم في الفهرست.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير