ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[23 Oct 2010, 12:44 ص]ـ
أما بالنسبة للزيادات والفروق فهي قليلة جداً وقد جمعها بعضهم على شكل أبحاث أو في ثنايا بعض الرسائل العلمية، ولكي تعم الفائدة فسوف أنزلها في الموقع قريباً.
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم
ونحن بانتظار إنزالها هنا لحاجتنا الماسة لها
فلا تطل علينا المدة أحسن الله إليكم في الدارين
أقول وبالله التوفيق:
لم يكتف الإمام الشاطبي في نظمه لكتاب "التيسير في القراءات السبع" بما فيه، بل توجه بزيادات وفوائد لم يضمها التيسير، وقد أشار إلى هذه الحقيقة بقوله:
وَفي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ ... فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللهِ مِنْهُ مُؤَمَّلاَ
وَأَلْفَافُهَا زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ ... فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلاَ
ويمكن تقسيم هذه الزيادات إلى ثلاثة أقسام: زيادة في الأبواب، وزيادة في الأصول، وزيادة في الفرش.
فمن الأبواب التي اشتمل عليها حرز الأماني ولا توجد في "التيسير":
- باب اتفاقهم في إدغام (إذ) و (قد) وتاء التأنيث و (هل) و (بل)، قال أبو شامة: "هذا الباب ليس في التيسير، وهو من عجيب التبويب في مثل هذا الكتاب، فإنه لم ينظم هذه القصيدة إلا لبيان مواضع خلاف القراء، لا لما أجمعوا عليه، فإن ما أجمعوا عليه أكثر مما اختلفوا فيه، فذكر ما أجمعوا عليه يطول، ولكن قد يعرض في بعض المواضع ما يختلفون فيه وما يجتمعون عليه، والكل من باب واحد، فنفى المجمع عليه مبالغة في البيان، ولأن من هذا الباب ما أجمعوا على إظهاره في الأنواع كلها نحو {إِذْ قَالُوا} [يوسف: من الآية 8]، {قَدْ نَرَى} [البقرة: من الآية144]، و {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ} [القصص: من الآية11] .. وما أجمعوا على إدغامه وما اختلفوا فيه، فلما ذكر المختلف فيه، بقي المجمع عليه، وهو منقسم إلى مدغم ومظهر، فنظم المدغم لقلته، فبقي ما عداه مظهرا"
- باب مخارج الحروف وصفاتها التي يحتاج القارئ إليها.
قال أبو شامة: "هذا الباب من زيادات هذه القصيدة على ما في التيسير، ولكن ذكره أبو عمرو الداني في آخر كتاب "الإيجاز" وعلى ما فيه نظم الشاطبي -رحمه الله تعالى- ولا تعلق له بعلم القراءات إلا من جهة التجويد."
- ومن أمثلة زيادات الحرز عن "التيسير" في مجال أصول القراءات قول علم الدين السخاوي إثر شرحه لقول الشاطبي:
وَمَا بَعْدَ هَمْزِ الْوَصْلِ إيتِ وَبَعْضُهُمْ ... يُؤَاخِذُكُمُ آلانَ مُسْتَفْهِماً تَلاَ
قال: "وأما {يُؤَاخِذُكُمْ} [البقرة: من الآية 225.] و {آلْآنَ} [يونس: من الآية 51، و91.] في الموضعين فهو من زيادات القصيد، وترك ذكرها في التيسير طرد للأصل، وموجب لدخولها في حكم ما سبق من المد في نظائرها.
وقال عبد الفتاح القاضي - رح1 - في قول الناظم:
وَفِي المُتَعَالِي دُرُّهُ وَالتَّلاقِ وَالتْـ ... ـتَنَا دَرَا بَاغِيهِ بِالْخُلْفِ جُهِّلاَ
"والذي عليه المحققون أن قالون ليس له من طريق النظم في هذين الموضعين إلا الحذف،
فيقتصر له عليه".
وقال عبد الفتاح القاضي أيضا في قول الناظم:
وَفي نَرْتَعِي خُلْفٌ زَكاَ وَجَمِيعُهُمْ ... بِالإِثْبَاتِ تَحْتَ النَّمْلِ يَهْدِيَنِي تَلاَ
"اختلف عن قنبل في ياء "نرتع" بيوسف، فروى عنه فيها الإثبات والحذف، وعلى وجه الإثبات يكون في الحالين على أصل مذهبه، وهذا من الناظم خروج عن طريقه وطريق أصله، فطريقه حذف الياء في الحالين لقنبل".
- ومن أمثلة الزيادات في فرش الحروف، قول علم الدين السخاوي إثر شرحه لقول الناظم:
وَمُدَّ بِخُلْفٍ مَاجَ وَالْكُلُّ وَاقِفٌ ... بِإِسْكَانِهِ يَذْكُو عَبِيرًا وَمَنْدَلاَ
"وقوله: "بخلف ماج" أي: اضطرب، وهذا زائد على التيسير؛ لأنه لم يذكر فيه عن ابن ذكوان سوى المد.".
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Oct 2010, 06:58 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً ما تفضلتم به.
وأضيف أنه صدر حديثا بحث لفضيلة الشيخ د/ عبدالرحيم بن عبدالله بن عمر الشنقيطي (الأستاذ المساعد بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة) بعنوان: حالات الشاطبية مع التيسير , ونُشر في مجلة معهد الشاطبي في العدد التاسع - جمادى الآخرة - 1431هـ.
انظر التعريف بهذا العدد مع نبذة مختصرة عن البحث هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20814&highlight=%C7%E1%DA%CF%CF+%C7%E1%CA%C7%D3%DA)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[23 Oct 2010, 08:57 ص]ـ
منذ سنتين وصلتني رسالة ماجستيرلطالب جزائري تقدم بها في الجزائر
ذكر فيها الخلافات التي بين الشاطبية والتيسير
وهي ليست عندي الان
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Oct 2010, 11:54 ص]ـ
من المفيد في هذا الموضوع الرجوع إلى ما كتبه شيخنا الدكتور إيهاب فكري في رسالته المسماة:
التيسير لما على الشاطبية من تحرير
ففيها فوائد جمة تتعلق بالتحريرات على الحرز، وقد ذكر فيها أيضا زيادات الشاطبية على التيسير، وأوصلها إلى 126 مسألة زادها الإمام الشاطبي رحمه الله على ما في التيسير أو على رق التيسير، كما ذكر فيها ما خالف فيه الإمام الشاطبي طريقه اختيارا وليس على سبيل الزيادة، وأحصى لذلك تسع مسائل.
والرسالة مطبوعة في آخر شرحه للشاطبية الذي سمَّاه: تقريب الشاطبية، وهو متداول.