نسيتُ أن أشير في تعقيبي السابق إلى أن كتاب "منار الهدى " موجود في مكتبة شبكة
التفسير والدراسات القرآنية على هذا الرابط:
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=883
العنوان: منار الهدى في بيان الوقف والابتدا
المؤلف: للعلامة أحمد بن محمد بن عبدالكريم الأشموني
وشكرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jan 2006, 04:13 م]ـ
أخي الكريم عمار، عمر الله قلبي وقلبك وقلوب إخواننا بطاعته
قولكم حفظكم الله (وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء) = فيه نظر، ولعلي أرجع إليه مرة أخرى لأبينه بالأمثلة، وأرجو أن تتأمل الفرق بين التعريفين:
الوصل أولى: يجوز الوقوف لكن الوصل أولى. فانظر كيف أجازوا الوقف، ومن ثم اجازوا البدء بما بعده لكن الوصل عندهم أولى.
الوقف الحسن: يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ (الإعراب) والمعنى. فانظر كيف منعوا الابتداء بما بعد الوقف الحسن بخلاف الوصل الأولى الذي يكون حكم الابتداء بما بعده الجواز.
فإذا تأملت التعريفين بان لك الفرق بين المصطلحين، وأرى أنه لا مقاربة بين مصطلحات المصحف ومصطلحات العلماء المتقديمين الذين اعتمدوا الوقف التام والكافي والحسن، فكلٌّ له ما يتميز به.
وانظر قوله تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ* قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا *وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ *نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ *إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف: 36)، فكل نجمة مكان الوصل الأولى في مصحف المدينة النبوية من طبعته الأولى، ووازن به الوقف الحسن، وانظر هل يصلح أن ينطبق عليه تعريف الوقف الحسن؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Jan 2006, 07:55 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ... ولا اعتراض على ما قلتم، ولعلي أبلّغً صاحبَ الرأي وجهة نظركم فلربّما كانَ له توجيه لما ذكره في كتابه المسمى "بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن " من منشورات دار ابن القيم.
وعندى سؤال لو تكرمتم .... على أي أساس تم اعتماد هذه العلامات في مصحف المدينة ما
دام أنها لا توافق مصطلحات العلماء المتقدمين؟
وهل صُدِرَ بَيَانٌ من لجنة مراجعة مصحف المدينة حول المنهج الذي تم الاعتماد عليه في تحديد هذه الوقوف والسبب في اعتماد هذه العلامات؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Jan 2006, 10:11 ص]ـ
أخي الكريم عمار
لجنة مصحف المدينة اعتمدت المصحف المصري المعروف بمصحف الملك فؤاد؛ اعتمدته في الرسم والوقوف والضبط، وغيرت ما رأت الأفضل في تغييره.
أما مصحف الملك فؤاد، فالذي كتب وقوفه هو الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد كما نص التعريف بالمصحف الشريف بذلك.
ولقد اجتهدت في بيان مآخذ الوقوف عنده فظهر لي أن أصل هذه الوقوف هي وقوف السجاوندي مع عدم الأخذ بها كلها، ولا اعتماد قوله في جميع مواطنه، كما زادوا عليه الوقف الأولى، وهو موجود في تطبيقات السجاوندي، وإن لم ينص عليه كوقف له رمز معيَّن، ووقوف السجاوندي:
(م) علامة الوقف اللازم، وهو نفسه عند الحسيني.
(ط) علامة الوقف المطلق، وهذا مما تركه الحسيني.
(ج) علامة الوقف الجائز، وهو نفسه عند الحسيني.
(ز) علامة الوقف المجوز لوجه، وهو ما يكون فيه وجوه الوقف أضعف من وجه الوصل، وهذا هو الوصل الأولى في مصحف الحسيني.
(ص) المرخص ضرورة، وهو الوقف على ما اتصل ما بنهما ارتباط في اللفظ لأجل طول جملة الوقف، وهذا مما تركه الحسيني، وهو قريب من تعريف المتقدمين للوقف الحسن.
(لا) علامة الوقف الممنوع، وهو كذلك عن الحسيني.
وزاد بعض المتاخرين ممن طبع المصاحف على رموز السجاوندي (الوقف الأولى) وهو قسيم للوصل الأولى، وهما جزءان من الوقف الجائز، فالوقف الجائز على ثلاث مراتب:
1 ـ جواز مستوي الطرفين (ج).
2 ـ جواز الوقف لكن الوصل أولى (صلى).
3 ـ جواز الوصل لكن الوقف أولى (قلى).
وأحب أن أشير إلى كتاب طُبع قديمًا في مصر (1290 هجرية) لرجل يسمى محمد الصادق الهندي، وكتابه بعنوان (كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن)، ولعل الحسيني اطلع على هذا الكتاب واستفاد منه، فهو قد اعتمد تفسير وقوف السجاوندي مع بيان مواضع بعضها.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 Jan 2006, 01:59 م]ـ
ذكر صاحب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء: الشيخ جمال القرش، والذي قدم له الشيخ محمد أبو رواش مدير إدارة النص القرآني لمراجعة مصحف المدينة النبوية، أن علامة الوقف التام: قلي، وعلامة الوقف الكافي: ج، وعلامة الوقف الحسن: صلي، وهذا في أكثر المصاحف، انظر ص 16 - 22. فهل هذا مسلَّم، وهل هو مبني على استقراء صحيح،نرجو من فضيلة الدكتور مساعد الإفادة.
فائدة ذكر صاحب هذا الكتاب عن الشيخ الدكتور عبد العزيز القارئ: أن رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز، وإلا لكثر ذلك في المصحف، وشوش على القارئ، وإنما وضعت على موضع منتقاة ... انظر ص 23
¥