تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jan 2006, 12:42 م]ـ

أجمع من لخص أقوال العلماء في الوقف والابتداء وذكر ضمن كلامه ما عليه العمل في مصحف المدينة وغيره ما سطره العلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى في كتابه الجامع

الإضاءة في بيان أصول القراءة، فقد لخص معظم ما ذكره ابن الجزري في النشر 1/ 224 وزاد عليه

فقال ما نصه:

ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها

فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:

التام وكاف وحسن وقبيح

1 - فالتام

هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.

كقوله: وأولئك هم المفلحون

فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده

2 - والكافي

هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط

كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،

لأنها مع ما بعدها، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.

وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.

3 - والحسن

هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط

كالوقف على الحمد لله.

فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي.

4 - والقبيح

هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.

كالوقف على بسم من بسم الله.

إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،

أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.

وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة: تام وحسن وقبيح

1 - فالتام

هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به

كالوقف على وأولئك هم المفلحون

2 - والحسن

هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده

كقوله: الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله

3 - والقبيح

هو الذي ليس بتام ولا حسن

كالوقف على بسم من بسم الله

وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز، وقبيح، وهو قريب مما قبله.

وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:

لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.

1 - فاللازم

ما لو وصل طرفاه غيّر المراد

نحو قوله: وما هم بمؤمنين

يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله"، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع

2 - والمطلق

هو ما يحسن الابتداء بما بعده

كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.

3 - والجائز

ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.

نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.

4 - والمجوز لوجه

نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.

5 - والمرخص ضرورة

ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة

كقوله: "والسماء بناء"

لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.

وقال جماعة من المتقدمين:

الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب

1 - تام

2 - وشبيه به

3 - وناقص

4 - وشبيه به

5 - وحسن

6 - وشبيه به

7 - وقبيح

8 - وشبيه به اهـ

وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:

أعلاها:

1 - التام،

وهو الموضع الذي يستغني عما بعده

2 - ثم الحسن،

وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، لتعلقه به لفظا ومعنى

كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها

3 - ثم الكافي:

وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا

كالوقف على: "حرمت عليكم أمهاتكم"

4 - ثم الصالح

5 - ثم المفهوم

وهما دونهما في الرتبة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير