كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح،
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا،
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما،
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما،
6 - ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
7 - ثم البيان
8 - ثم القبيح
وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور،
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله: "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.
وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:
1. الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص،
2. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا،
3. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.
وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو
1. إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام،
2. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح
3. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي
4. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن
5. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا
ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان:
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال:
1 - فالتام
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، وقد يوجد في أثنائها.
2 - والكافي
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى
3 - والحسن
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
4 - والجائز
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
5 - والقبيح
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ
وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام
1 - فالتام
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء،
2 - وغير التام
هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.
وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح:
أ-فالوقف الكافي
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها
ب-والوقف الحسن
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح
ج-والوقف القبيح
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه خلاف المراد اهـ
وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على خمس مراتب:
1 - لازم
وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده
2 - وجائز مع كون الوقف أولى
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى
3 - وجائز مستوي الطرفين
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده
4 - وجائز مع كون الوصل أولى
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده
والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
5 - وممنوع
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم منه المراد أو يوهم خلاف المراد. اهـ
اهـ بلفظه المراد نقله من كلامه رحمه الله تعالى
وللاطلاع على بقية بحثه الماتع أنقر على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1793