تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما البلد الآخر فهي دولة باكستان، وكذلك الديار الشامية فقد كان لبضهم عناية بهذا الفن، وما زلت أذكر جواب الشيخ عبدالله الجبرين على سؤال وجهته له حول هذا الأمر قبل سبع عشرة سنة، فكان جوابه قريبا مما ذكرت، بل ذكر لي أعاجيب من قراءة بعض القراء من شيوخه رحمهم الله.

ولا يتلقف هذا متلقف يستهويه شيطانه ليقدح في تلك الثلة المجاهدة من العلماء، التي أحيا الله بها العقيدة الصحيحة، فقد كانت على علم كبير في كثير من علوم الشريعة الإسلامية، لكن سنة الله جرت بأن يكون هناك أزمنة تقبل الناس على فن من الفنون وتكثر مدارسته والعناية به، ثم يأتي جيل آخر تكون عنايته بفن آخر، بل أحيانا تكون العناية والشهرة والصدارة لكتاب معين، ثم يأذن الله لكتاب آخر فتكون العناية به، وقد يكون في زمن واحد تنصرف عناية قوم لكتاب معين، وفي نفس العصر تكون العناية لكتاب آخر في نفس الفن في جهة أخرى من أقطار العالم الإسلامي، والأمر في هذا كله راجع لتدبير الله، وأظن هذا لايحتاج تدليلا وأمثلة لوضوحه.

لكن أهم مايمكن قوله: أن لا يكون المرء عدو ماجهل، فيقلل من قيمة ماجهله من العلوم الأخرى، وهذا ما أخذ على بعض الأقلام المعاصرة والمتقدمة، من التهوين بشأن فن من الفنون. سواء علم التجويد أو غيره من العلوم، والمعصوم من عصمه الله، وقد أشار ضيف اللقاء الدكتور عبدالرحمن في طي حديثه لشئ من هذا، فبين ترابط العلوم بعضها ببعض، وأهمية علم التجويد على سبيل المثال، لمن يدرس بعض العلوم الأخرى، كعلم الصرف أو اللغة والصوتيات، فجزاه الله خيرا.

* وكان من أهم مالفت انتباهي وأثار إعجابي، محاولة التذكير والتنبيه والدعوة إلى كتب السلف، والعودة بالجيل الناشئ إلى القراءة في تلك الكتب، وبيان التفاوت الشديد بين كتابة المتقدمين والمتأخرين، وهذه دعوة تستحق الإشادة، فمع أن كتب المتقدمين في هذا الفن لم يطبع منها إلا القليل، وقد تكون أقل ترتيبا من كتب المعاصرين، إلا أنها أكثر بركة ونفعا وضبطا، فكانت دعوة لخصت دعوة الحافظ ابن رجب رحمه الله في رسالته في فضل علم السلف، وما زلت أذكر ما أحدثته مطالعتي لكتابي الرعاية والإبانة لمكي بن طالب القيسي الأندلسي رحمه الله، منذ اطلاعي عليهما قبل نحو خمس عشرة سنة، ولا أذكر من كتاب البرهان الذي كان مقرر الجامعات على نفعه وفائدته إلا لون غلافه والله المستعان.

*وما أحسن مانبه له الضيف الكريم، في أن أحمد الأمور وأحسنها حالا، هو التوسط والابتعاد عن جانب التكلف والتقعر في أحكام التجويد، وقد يغتفر هذا التكلف في جانب التعلم والتعليم، حتى يكتسب الطالب الدربة، ثم يسرح له العنان فيكون التجويد له سليقة وطبعا. حتى إذا سمعه السامعون أنصتوا للقراءة، كأنما هو ينزل الساعة غذ طري، وقد بين في حديثه أن هذا قد يكون حال السلف رحمهم الله، واستشهد على هذا ببعض الحوادث من سير القوم.

فنعم ماذكر: ومن تعلم على يد الشيخ عبيد الله الأفغاني ـ أسأل الله أن يرزقه حسن الخاتمة ـ يذكر كيف كان يشدد الشيخ في مخرج الضاد، وكيف كان يردد مع المتعلم بين يده: ضيف، ضيوف، ضيفان ..... ، بل يوصيه بأن يأخذ مرآة يطالعها وهو يحاول إخراج الحرف، حتى يتعلم الإتقان.

*كذلك من الأمور التي حمدتها في اللقاء، عدم اعتماد الضيف على الأسلوب الأكاديمي في الطرح، فقد لاحظت بعض أساتذة الجامعات عند استضافتهم، لايستطيع أحدهم التخلص من هذا الأسلوب، وكأن أحدهم داخل قاعته وأمام طلابه، فيعتمد إعادة الجملة الآخيرة من حديثه ويكررها تكرارا مملا، لكن الذي لاحظته أن الشيخ الكريم قد أدرك بتوفيق الله أن طرحه كان للجمهور باختلاف مستواهم العلمي، فلم تكن منه هذه اللكنة التي قد تحدث من بعض الفضلاء.

فشكر الله للشيخ الكريم بيانه، وفتح علينا وعليه بالعلم النافع والعمل الصالح.

وللأسف الشديد فقد فاتني مداخلة أخي الكريم الشيخ الدكتور مساعد الطيار، ولم أسمع إلا وعده بأن يجيب الدعوة التي وجهت له ليكون ضيفا على القناة، فنسأل الله له التوفيق والسداد.

.

ألا ترى أن علم التجويد ظهر أولا في الحجاز ثم نجد بسبب زيارة علماء التجويد (القراء) لبيته العتيق ولمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا ما جعل مثل الشيخ علي عبد الله جابر رحمه الله يتميز عن غيره في القراءة آنذاك في عام 1401هـ تقريبا والله أعلم

ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[02 Dec 2009, 07:35 م]ـ

روابط بعض حلقات برنامج مبادئ العلوم (ومنها حلقة مبادئ علم التجويد):

http://www.midad.me/sounds/category/51989

http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3216

http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=89751

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير