ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[12 Dec 2007, 07:28 ص]ـ
وبه يعلم أن صفة التكرار صفة تعلم لتخفى لا لتجتنب.
ومن العجب أن بعضهم نص في كتابه أن طريق التخلص من تكرار الراء يكون بإلصاق ظهر اللسان إلصاقًا محكمًا بسقف الحنك، فإن أراد بما قال حقيقة ما قال فهو مخالف لما اتفق عليه القراء من كيفية النطق بالراء الساكنة، وإن أراد بكلامه تخفيف التكرار أو إخفاءه فعجيب أن يعبر عنه بهذا التعبير!!
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Dec 2007, 12:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
قال ابن الجزري رحمه الله في كتابه النشر: "والحرف المكرر هو الراء. قال سيبويه وغيره هو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر فيه الصوت وقال المحققون: هو بين الشدة والرخاوة وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء وإلى ذلك ذهب المحققون فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ."
وقال مكي القيسي رحمه الله في كتابه الرعاية: "الحرف المكرّر وهو الراء سمّي بذلك، لأنّه يتكرر على اللسان عند النطق به، كأنّ طرف اللسان يرتعد به، وأظهرُ ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشدّدة، ولا بدّ في القراءة من إخفاء التكرير، والتكرير الذي في الراء من الصفات التي تُقوّي الحرف، والراء حرف قويّ للتّكرير الذي فيه وهو شديد أيضاً، وقد جرى فيه الصوت لتكرّره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة لذلك."
وقال الداني في كتابه التحديد: "والمكرّر حرفٌ، وهو الراء، ويتبيّن ذلك فيه إذا وُقف عليه وأُخْلصَ سكونه، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام."
وقال القرطبي في كتابه الموضح: "ومنها المكرّر، وهو الراء، وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثّر بما فيه من التكرار، ويرتعد لما هناك منه، ولذلك احتُست في الإمالة بحرفين وإليه أشار سيبويه رضي الله عنه بقوله: والوقف يزيدها أيضاحاً."
وقال المرادي رحمه الله في كتابه المفيد – ت 749 - : "والتكرار صفة الراء لارتعاد طرف اللسان عند النطق به، وأظهر ما يكون في المشدّد. وظاهر مذهب سيبويه أنّ التكرار صفة ذاتية للراء وإليه ذهب شريح. وذهب قوم إلى أنّها لا تكرير فيها لأنّها قابلة له، وإليه ذهب مكّي. قال: واجب على القارئ أن يخفي تكريره، ومتّى أظهره فقد جعل من الحرف المشدّد حروفاً، ومن المخفف حرفين. وقال شريح ذهب قوم من أهل الأداء إلى أنّه لا تكرير فيها مع تشديدها، وذلك لم يؤخذ علينا، غير أنّا لا نقول بالإسراف فيه. وأمّا ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحداً من المحققين بالعربية ذكر أنّ تكريرها يسقط بحال."
أقول: أكتفي بهذه النصوص فإنّ فيها ما يشفي العليل ويروي الغليل.
من خلال هذه النصوص يمكن استخراج الفوائد التالية:
أوّلاً: يبدو أنّ الخلاف في هذه المسألة قديمً إلاّ أنّ ظاهره يدور بين ذاتية الصفة ولزومها وبين إخفائها.
ثانياً: من تمعّن في النصوص يجد أنّه لم ينقل عن أحد من الأئمّة نفي صفة التكرار، ولذلك قال شريح: "وأمّا ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحداً من المحققين بالعربية ذكر أنّ تكريرها يسقط بحال"
ثالثاً: الخلاف في المسألة لفظيّ لا يترتّب عليه تغيير في الصوت لقول ابن الجزريّ رحمه الله تعالى: "وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ"، أقول: ونحن نعلم أنّ مكي القيسي شيخ ابن الجزريّ في الإسناد وهو الذي يقول بإخفاء صفة التكرير، وغيره كثير ممن لم يعبّر عن إخفاء التكرير وهم من مشايخ ابن الجزريّ في الإسناد كذلك.
رابعاً: الخلاف نشأ من استعمال عبارة إخفاء التكرير فظنّ البعض أنّ المراد من ذلك إعدام الصفة بالكليّة ومن ثَمّ نشأ الخلاف.
¥