تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5. الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين

الفصل الخامس:

1. التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق

2. ذكر الأخطاء في القلب والإخفاء الشفوي

3. خاتمة هذا البحث ونتائجه

الفصل الأول

{مدخل لهذا البحث}

بسم الله القائل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) والصلاة والسلام على خير من تلا القرآن حق تلاوته المرشد لأمته بقوله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فأقول وبالله التوفيق والسداد

أحببت أن أتحف إخواني على الإنترنت الداخلين لموقعي بهذا البحث الفريد في نوعه المهم في مادته لرد القراء إلى رفع الظلم عن صوت الميم الساكنة المخفاة, فهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر , وينادي ويستغيث هلا من جند يدافع عني , ولكن لا مجيب. وقد انتشر ما أحدثه بعض القراء المحدثين من أداءٍ لا يمثل بشكل صحيح صوت الميم المتلقاة عن الأئمة المعتبرين , المتصل سندهم بالحضرة النبوية , ولم يرد التصريح به عن أي عالم قديم , أو كتاب معتمد من كتب اللغة أو التجويد والقراءات , ومنذ بزوغ شمس مصنفات التجويد القديمة اتسمت بالشمول لكل جوانب الدرس الصوتي التجويدي الدقيق , أما بعض الكتب المتأخرة يغلب عليها إيجاز العبارة غالبا , وغموضها أحيانا , أما ما سطره علماء التجويد الأوائل فقد سمو بأداء الحرف العربي إلى الإتقان.

ولا ينبغي لذي لبٍ أن يتجاوز ما مضى عليه أئمة علماء التجويد القدماء بوجه يراه جائزا في اللغة العربية , ويجب ألا نتجاوز ما رسموه لنا من قواعد التجويد , إذ كان ذلك بنا أولى , وكنا إلى التمسك بمصنفاتهم أحرى , والبُعد عما سطره الأوائل مرتع خصب للاختلاف والخلل في أداء القراءة وذلك ناتج عن إعمال بعض الآراء الشخصية في فهم نصوص التجويد.

وأردت أن أنبه القراء الحفَّاظ إلى أن قراءة القرآن عبادة , والعبادات الشأن فيها التوقيف , فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي لا تترك للاجتهاد أبدا , ومن ذلك قراءة القرآن , ولذا قال صلى الله عليه وسلم " اقرءوا كما علمتم " وهذا فعل أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب إلا إذا صرفه صارف , فمن كان عنده صارف لهذا الأمر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر لكل واحد منا , حتى النبي ? لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل عُلِّمَ القراءة تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة.

والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ. فقراءة القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول الله ? إما عنه مباشرة أو بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة. وقد سخر الله لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد قعَّدوا للقراءة النبوية كما تلقاها منه الرعيل الأول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الأوائل في القراطيس.

وكل الطوائف المتصدرة للإقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدلالة.

والحق الذي لا ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء السلف الأوائل ويجب على شيوخ العصر ومدرسي القرآن وأخص منهم من ضيَّق عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة المتأخرة التي صنفت في التجويد مما فيها إعمالا للرأي والاجتهاد وأخص أيضا من نصَّب نفسه مُقَعِّدا ومطورا لقواعد التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد التي سطرها العلماء القدماء شرح لكيفية قراء النبي ? لا تقبل التطوير والاجتهاد مثلها مثل ثوابت الإسلام كالصلاة وأركان الحج , بل تؤخذ من فعل النبي ? وما رواه عنه علماء السلف الذين نقلوا كيفية أداء النبي? لهذه العبادات. والنبي? قال " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقال في حديث آخر " خذوا عني مناسككم" وهو نفسه القائل " اقرءوا كما علمتم " وليس كما تيسر على ألسنتكم.

بعض الشيوخ في وقتنا المعاصر يتذوق الحروف – بلهجته العامية - ويقولوا هي تخرج معي هكذا , ونحن لسنا متعبدين بكيفية إخراجه هو للحرف بل كيف نطق النبي ? بهذه الحروف وعلماء السلف لم يتركوا شيئا عن النبي ? إلا وسطروه لنا والمصنفات القديمة خير دليل على ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير