الشيخ عامر السيد عثمان من تلاميذ الشيخ الدري التهامي أحمد شيوخي في السند كان يقول بالإطباق وكان الشيخ عامر عثمان في نصف عمره الأول يقرأ هكذا كما تلقى و صرح الشيخ أيمن سويد حفظه الله أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين إذن طرأ عليه التعديل في آخر عمره.
{الشيخ عبد العزيز الزيات قال بالإطباق}
من تلامذة الزيات الشيخ أحمد مصطفى فقد قال أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق ويقول الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني (صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية): وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنه قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرىء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصرفي وقته.
{الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق}
أكثر من مرة صرح فضيلة الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد في قناة اقرأ الفضائية أنه بحث هذه المسألة أكثر من خمسة وعشرين عاما فتبين له من خلال نصوص المتقدمين فساد من قال بالفرجة في صوت الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء وأنا متتبع له عندما يقرأ فأجده نعم القارئ الذين يطبق الشفتين على الميم وشفتاه آخذة لأشكال الحروف من فتح وضم وكسر , أطال الله لنا في عمره وبارك لنا في علمه.
{شيخي الدكتور يحيي الغوثاني قال بالإطباق}
قال شيخي الفاضل الدكتور يحيي عبد الرازق الغوثاني في كتابة الفريد في نوعه: علم التجويد أحكام نظرية ... عند حديثه عن القلب وا؛ فاء الشفوي ما نصه:
الإقلاب لغة: تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر.
واصطلاحاً: قَلْبُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء.
شرح التعريف: إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً عند الباء بغُنَّة. مثل: (لَيُنبّذَنَّ , عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُرِ) ...
ملاحظات حول الإقلاب:
الملاحظة الأولى: كيفية نطق الإقلاب هي: أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا خفيفاً بلُطْفِ ولينٍ , بدون كزٍّ للشفتين لئلا يتولد عند كَزَّهما غُنَّة ممطَّطَةٌ من الخيشوم - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة بتَقْويَةِ كَزِّ الشَّفتَيْن والضَّغْطِ عليهما قليلاً , ثم بِتَبَاعُدِهما.
الملاحظة الثانية: كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها (أي المنقلبة عن النون) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , ونطقه يكون بتقْوية كزِّ الشَّفَتَيْن والضغط عليهما قليلاً بُعَيدَ نطق الميم كما ذكر سابقاً.
الملاحظة الثالثة: ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , وذلك مثل: (لَيُنبَذَنَّ , مِّن بَعْدِ , أَن بُورِكَ) فكأنه يقول: إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والإقلاب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً.
الصواب: الذي عليه أهل التحقيق أن هيئة الشفتين واحدةٌ في جميع حالات الإقلاب والإخفاء الشَّفويِّ , وهي أن تكون الشفتان منطبقتين بدون كَزِّ , لا مضمومَتَيْن مُقَبَّبتين أو مكوَّرتين.
الملاحظة الرابعة: قد يسأل سائلٌ لماذا وقع الإقلاب للنون الساكنة والتنوين , بعد حرف الباء؟
¥