وحذاري أن تكتفي بحفظك الشخصي أو حفظك المدرسي أو حفظ حلقات تحفيظ القرآن , فإن من حفظ القرآن ولم يعرض حفظه وحروفه على شيخ متقن مجاز لديه سند فحفظه ناقص ولا يخلو من خطأ ربما لا يتنبه له. والمقصود من قولي متقن: أي لأحكام قواعد التجويد جملة تفصيلا , ومخارج الحروف والصفات والمقصود بالمجاز: من لديه إجازة وهي شهادة تمنح من الشيخ الذي اخذ عنه وقرأ عليه وذلك أمر معروف ومتعارف عليه بين القراء. والمقصود بقولي السند: هو عبارة عن سلسلة المشايخ والقراء الذين وصلنا القرآن عن طريقهم وسلاسل إسنادهم باتصال من رسول الله ? إلى عصرنا هذا , ولله الحمد والمنة على ذلك وعلو الإسناد معناه: أن يقل عدد رجال السند الذي بينك وبين رسول الله ? فتكون السلسلة قصيرة فكلما كان عدد هذه السلسلة قليلا وصف بالسند العالي , وأعلى سند في الدنيا في حدود علمي أن يكون بين الشيخ وبين رسول الله ? ستة وعشرون أو سبعة وعشرون قارئا. فإذا قرأت أخي الحبيب على قارئ مسند مجاز سوف يقرئك بإطباق الشفتين على الميم الساكنة لأنه لو قال لك أترك فرجة عند تلفظ الميم ويكون هو لم يتلقاها من شيخه المسند بهذه الكيفية فهذا كذب في رواية الإسناد سوف يحاسب عليه يوم القيامة.
وجميع مشايخ الحرم المسندين الذين سمعت بهم وقرأت علي بعضهم يقرءون بالإطباق ويوجد شيخ قرأت عليهم مسند مجاز بالقراءات السبع من طريق الشاطبية قرأت عليه بالإطباق ولم يأمرنِ بترك الفرجة لماذا لأنه تلقاها هكذا من شيخة ومن شيخة إلى آخر السند. والحمد لله أجازني بالقراءات السبع من طريق الشاطبية أصل صورة السند منشورة
بموقعي. وحاليا أعرض على أعلى القراء سندا في المنيا القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة وأقرأ عليه بإطباق الشفتين في الإقلاب والإخفاء الشفوي. وأسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم الإتقان وتحقيق لفظ تلاوة كلام ربنا.
{خلل و أخطاء في التلفظ بالقلب والإخفاء الشفوي}
1. عُلِمَ من هذا البحث أن الميم المخفاة تنطق بإطباق الشفتين , والعلماء يطلقون على هذا العمل إخفاء شفويا , أما أهل ترك الفرجة يسمون ذلك إظهارا بغنة , وهذه التسمية غير صحيحة , ولا يوجد شئ أسمه الإظهار بغنة.
2. كيفية نطق القلب هي: أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا ً بحيث تطبق على ميم وفتح الشفتين على باء - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة واحذر عند تلفظك بهذه الباء أن يجري معها أدنى نفس لأن جريان النفس مع الباء يقليها إلى الـ ( p ) الثقيلة في الإنجليزية.
3. كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها (أي المنقلبة عن النون) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , وعلى القارئ أن يحذر من انسحاب غنة الميم المخفاة على حرف الباء والباء العربية لا علاقة لها بالخيشوم ..
4. ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , فكأنه يقول: إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً ولا يصح شئ منه البتة بل هو مجرد اجتهاد , بل أغلب كتب المعاصرين يأتون بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان وهناك بحث لي منشور حاليا على الإنترنت نبهت فيه على الجزئيات الموجودة في كتاب نهاية القول المفيد وكتاب حق التلاوة, وكتاب غاية المريد , وغيرها من الكتب الحديثة والصواب لمن أراد الحق العودة لكلام المتقدمين فعندهم هيئة الشفتين واحدة مع الإخفاء الشفوي والقلب.
¥