ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2006, 05:52 م]ـ
أخي الكريم .. لعلك تراجع المشاركات من بدايتها؛ فسؤالي كان أكاديميا بحتا، و كانت العاطفة منحصرة في الرد على سؤال أخينا خالد عبد الرحمن.
والمنهجية بارزة في سؤالي عن: حصر أوجه فوائد تعدد القراءات.
ولم أتهم أهل العلم بعدم تناوله، ففرق بين ذلك و بين سؤالي عما كتب في ذلك. فلا أدري وجه توسعكم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[25 Feb 2006, 01:57 ص]ـ
نرجو الإفادة، بارك الله تعالى فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2006, 09:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم محمد رشيد، وفقكم الله دوماً لكل خير.
أما جواب سؤالكم، فكما هو معلوم لديكم أن علم القراءات يعنى بالأوجه المنقولة في تلاوة الكلمات القرآنية، وخاصة مواضع الخلاف بين القراء، وقد تقرر عند العلماء أن تعدد القراءات بمنزلة تعدد الآيات، وأن القراءات أبعاض القرآن، ومن هنا تظهر أهمية هذا العلم، وأهمية الاطلاع على الأوجه المتعددة المنقولة على أنها قرآن نزل من عند الله عز وجل.
فالمفسر إذا اعتمد قراءة واحدة وأعرض عن غيرها، فكأنما ترك بعض ما أنزل، وأعرض عن تفسير القرآن بالقرآن الذي هو أول ما ينبغي أن يبدأ به.
والفقيه إن أعرض عن مواضع الخلاف في بعض آيات الأحكام أخطأ السبيل ولم يهتد لوجه الصواب فيها.
والنحوي إن ابتعد عن أهم مصدر لقواعده وهو القرآن وقراءاته الثابتة فقد جانب الصواب وبنى نحوه على أسا غير متين.
والتالي للقرآن إن حرم تعلم بعض القراءات فقد حرم التعبد ببعض ما نزل من عند الله للتعبد. وهكذا.
وأهمية علم القراءات تتداخل مع الحكمة من تعدد الأحرف وتنوع القراءات، وفيما يلي تلخيص وترتيب لبعض ما ذكره العلماء من ذلك.
أهمية وفوائد تعدد الأحرف والقراءات:
1 - التسهيل والتخفيف على الأمة ورفع الحرج عنهم، وهذه أجل حكم إنزال القرآن على سبعة أحرف، ولعلها علة ذلك.
2 - أنها من أكبر الدلائل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه القرآن كما أنزل إليه، فهي مع كثرتها لم تتضاد ولم تتناقض.
3 - إن في تعددها كمال الإعجاز مع غاية الاختصار وجمال الإيجاز، فكل قراءة بالنسبة إلى الأخرى بمنزلة آية مستقلة، ولا يخفى أن تنوع المعاني تابع لتنوع الألفاظ، ولو كانت كل قراءة تخالف الأخرى آيةً مستقلةً لكان القرآن أطول مما هو عليه.
4 - في القراءات وتعددها تيسير لحفظه ونقله على هذه الأمة، فإن من يحفظ آيةً واحدةً في كلماتها أوجه متعددة يجد من اليسر والسهولة ما لا يجده لو كان كل وجه في آية مستقلة.
5 - كانت القراءات سبباً كبيراً – ولا زالت – لإعظام أجور هذه الأمة (من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ واستخراج كمين أسراره وخفي إشاراته، وإنعامهم النظر وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح، والتفصيل بقدر ما يبلغ غاية علمهم، ويصل إليه نهاية فهمهم {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} [آل عمران 195] والأجر على قدر المشقة). [النشر لابن الجزري 1/ 53]
6 - في تعدد القراءات وتنوعها علامة بارزة على فضل هذه الأمة على سائر الأمم، يتجلى ذلك من خلال عنايتهم الفائقة بهذا الكتاب والتنقيب عنه لفظة لفظة، وحركة حركة، ونقلهم ذلك مسنداً.
7 - حفظ القراءات لكثير من لغات العرب ولهجاتهم من الضياع والاندثار؛ لأنها استعملت أفصح ما عندهم، وبذلك خلدت لغتهم وذكرهم، وفي ذلك من المنة عليهم ما لا يخفى.
8 - جمعت هذه القراءات الأمة الإسلامية على لسان واحدٍ يوحد بيننا جميعاً.
9 - تنوع القراءات يفيد أهل العلم أثناء تفسيرهم للقرآن، وذلك في بيان الأحكام، والجمع بين حكمين مختلفين، والدلالة على حكمين شرعيين، ودفع توهم ما ليس مراداً، وبيان لفظ مبهم كلفظ العهن، فقد ورد في قراءة أخرى الصوف.
ومن تدبر وجد أكثر من ذلك إن شاء الله.
وللاستزادة حول هذا الموضوع الهام، وكما تفضل الأخ كشاف فقد كتب فيه كثيراً:- النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 52 - 53
- القراءات وأثرها في علوم العربية لمحمد سالم محيسن 1/ 37 - 39
- القراءات: أحكامها ومصادرها لشعبان محمد إسماعيل.
¥