تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال محقق كتاب السبعة في مقدمته: ((وذكر ابن الجزري فيما نقل عن بعض الرواة أن ابن مجاهد أخطأ في اسم محمد بن أحمد بن عمر الرملي، إذ ذكره في رقم (28) من سورة آل عمران باسم محمد بن عبدالله الرملي، على أن ابن مجاهد نفسه يذكر الاسم مصححاً في رقم (45) من سورة الأنعام)) (28).

فلم ينتبه المحقق إلى الخطأ الذي حصل في كلمة (الرملي) نتيجة التحريف في قول ابن مجاهد: ((أخبرني بذلك أبوعبد الله محمد بن عبد الله الرملي، عن عبد الرزاق بن الحسن)) (29).

فالذي ذكره ابن مجاهد صحيح، ولكن حصل تحريف لكلمة (الرملي)، والصواب هو: (أبو عبد الله محمد بن عبد الله الديبلي)، وليس الرملي.

وقد ترجم له ابن الجزري في كتابه (غاية النهاية في طبقات القراء) بقوله: ((محمد بن عبدالله، أبو عبدالله الديبلي، أخذ القراءة عرضاً عن جعفر بن محمد بن سفيط، روى الحروف عن عبدالرزاق بن الحسن)) (30).

ويلاحظ أن ابن الجزري ذكر أن محمد بن عبدالله قرأ على عبدالرزاق بن الحسن، وهو ما ذكره ابن مجاهد (31).

أما ما ذكره ابن الجزري عن رواية ابن مجاهد: ((أخبرني بذلك محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا عبدالرزاق بن الحسن)) (32)، فليس فيها إشكال، فمحمد بن أحمد المقرئ هو الداجواني، وبذلك تزال تهمة التدليس عن ابن مجاهد، وهذه بعيدة عنه لِما عُرف عنه من دقّته وتدقيقه الأسانيد والروايات، التي وردت عن أئمة متباينين في الإتقان في الرواية والدراية، وقد أحصاها واستخرج منها القراءات السبع المشهورة، فكيف نقول: إنه أخطأ في اسم شيخه، الذي قرأ عليه؟

6ـ أضاف محقق كتاب السبعة في القراءات كلمة (وكان) زيادة على النص، وأشار في الحاشية رقم (1) إلى أن هذه الزيادة للسياق (33)، وهذه الزيادة غير ضرورية، لأن (كان) وردت في بداية الجملة في الصفحة السابقة، وأن جملة (لا يقرأ بما لم يتقدم فيه أحد) خبر كان.

تعقيب:

ـــــــــــ

نشرت مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في عددها الخامس للسنة الخامسة 1400 ــ 1401 م بحثاً بعنوان: (أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية) للدكتور عبدالفتاح شلبي (34)، ونود أن نقف على بعض ما جاء في هذا البحث وكما يأتي:

بعد أن بيّن الباحث نبذة مختصرة عن حياة أبي بكر بن مجاهد وطلبه العلم، وتلقيه القراءةعن شيوخه، وأثره في تحديد التأليف في القراءات، واختياره سبعة قراء من الذين اشتهرت قراءاتهم، أشار الباحث في بحثه إلى أن ذِكر ابن مجاهد تردّد في كثير من المؤلفات، من ذلك قوله: ((وقد أخذ اسم ابن مجاهد يبرز في الدراسات القرآنية، كما أخذت أسماء سبعة القراء تذكر هنا وهناك في كتب التفسير والقراءات والإعراب، انظر مثلاً: إعراب القرآن للنحاس، والقطع و الائتناف له أيضاً، والكشاف للزمخشري ... وهذه المؤلفات لمجرد التمثيل لا للحصر .. وحسبي وحسبكم أن تنظروا فهارس كتب القراءات، فسوف نجد رصيداً ضخماً منها هو فيما

أرى من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور. وإن كان ابن مجاهد يلحّ في صدر كتابه السبعة (ص 45 وما بعدها) وكتابه في الوقف والابتداء (القطع والائتناف ص 94) بضرورة علم النحو، ووجوه الإعراب، ومعرفة اللغات لعالم القراءات، إذ كان ذلك ــ فإن رسوخه في الرواية كان أعمق من تمكنه في العربية، وقد كانت هذه الظاهرة وسيلة لتعقبه من أبي جعفر النحاس وابن جني .. الأول في كتابه القطع والائتناف، و الآخر في كتابه المحتسب في تبيين وجوه القراءات الشواذ والاحتجاج لها)) (35).

وقال في موضع آخر: ((أشار أبو جعفر النحاس في مقدمة كتاب (القطع والائتناف) إلى الكتب التي سينقل عنها في هذا الباب.

ومن اليسير أن نتعرف آراء ابن مجاهد في (الوقف والابتداء) بمطالعتنا كتاب أبي جعفرالنحاس في هذا الموضوع، فقد تردّد ذِكر ابن مجاهد في كتاب (القطع والائتناف) أكثر من مئة وخمسين موضعاً)) (36).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير