تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Jan 2010, 10:50 ص]ـ

السلام عليكم إخواننا الكرام

الاحتمال الذي ذكره أخونا الكريم محمد نور احتمال قوي جدا لاسيما إذا علمنا أن لابن تيمية كلاما عكس هذا تماما في الفتاوى الكبرى حيث قال: وأما ما اتحد لفظه ومعناه وإنما يتنوع صفة النطق به كالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركة والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراآت أو تغليظها ونحو ذلك مما تسمى القراءات الأصول فهذا أظهر وأبين في أنه ليس فيه تناقض ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ أو المعنى إذا هذه الصفات المتنوعة في أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولا يعد ذلك فيما اختلف لفظه واتحد معناه أو اختلف معناه من المترادف ونحوه ولهذا كان دخول هذا في حرف واحد من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها مما يتنوع فيه اللفظ أو المعنى وإن وافق رسم المصحف وهو ما يختلف فيه النقط أو الشكل. من الشاملة (4/ 414).

فانظر رحمكم الله كيف جعل أوجه الأداء التي مثل لها بالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركة والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراآت أو تغليظها أولى بدخولها في حرف واحد وأكد نزول القرآن بها , ولهذا قال ابن الجزري رحمه الله عن ابن الحاجب الذي قال بعدم تواتر أوجه الأداء:

فهو واهم في تفرقته بين الحالتين , نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي , بل هما في نقلهما واحد , وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولى , إذ اللفظ لا يقوم إلا به أو لا يصح إلا بوجوده , وقد نص على تواتر ذلك كله أئمة الأصول كالقاضي أبي بكر بن الخطيب الباقلاني في كتابه (الانتصار) وغيره ولا نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب إلى ذلك , والله أعلم. (النشر 1/ 29 ـ 30).

وقال شيخ الإسلام أيضا:وسبب تنوع القراءات فيما احتمله خط المصحف هو تجويز الشارع وتسويغه ذلك لهم اذ مرجع ذلك الى السنة والاتباع لا الى الرأى والابتداع

أما اذا قيل ان ذلك هى الاحرف السبعة فظاهر وكذلك بطريق الاولى اذا قيل ان ذلك حرف من الأحرف السبعة فانه اذا كان قد سوغ لهم أن يقرؤوه على سبعة أحرف كلها شاف كاف مع تنوع الأحرف فى الرسم فلأن يسوغ ذلك مع اتفاق ذلك فى الرسم وتنوعه فى اللفظ أولى وأحرى وهذا من اسباب تركهم المصاحف أول ما كتبت غير مشكولة ولا منقوطة لكتون صورة الرسم محتملة للأمرين كالتاء والياء والفتح والضم وهم يضبطون باللفظ كلا الامرين ويكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيها بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المعقولين المفهومين فان أصحاب رسول الله تلقوا عنه ما أمره الله بتبليغه اليهم من القرآن لفظه ومعناه جميعا كما قال أبو عبدالرحمن السلمى وهو الذى روى عن عثمان رضى الله عنه عن النبى أنه قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه كما رواه البخارى فى صحيحه وكان يقرىء القرآن اربعين سنة قال حدثنا الذين كانوا يقرؤننا عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبى عشر آيات لم يجاوزوها حتىيتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. (مجموع الفتاوى من الشاملة 13/ 403).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير