ـ[الجكني]ــــــــ[15 Jun 2006, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي (حررنا) من العبودية إلا له، والصلاة والسلام على النبي المعصوم؛ أقواله وأفعاله، ورضي الله عن الأزواج والآل والأصحاب،ومن تبعهم إلى المآب وبعد:
أخي الشيخ محمد يحي شريف:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أرى أن بحثنا في (الضاد) لن نصل فيه إلى أن يسلم أحدنا للآخر، ولكن قبل أن أرفع القلم أحب أن ألخص ما عندي في هذه المداخلة والتعليق الذي تكرمتم به، فأقول والله الموفق:
1 - قولك:" إلا لردكم أقوال العلماء الموثوقين في القراءة " لا حجة عندي لأي عالم مهما كان ومن كان يقول بجواز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم، فالضاد ليس هو الظاء،كما أن الظاء ليس هو الضاد،مع أنه ليس من شرط العالم الموثوق به عدم الخطأ ومخالفة الصواب إما اجتهاداً وإما سهواً، وأيضاً ما قلته أنا ليس من عندي ولا من كيسي بل قول علماء أيضاً إن كانت المسألة هي قول العلماء 0
وأشكر لك قولك (بعض) ولم تقل (جميع) مما يدل أن في المسألة قولاً قال به بعض العلماء الموثوق بهم، مع أني في حاجة لمعرفة ضابط هذا (الوثوق) ما هو؟ ومن هو العالم الموثوق به هنا من العالم غير الموثوق به؟؟؟
2 - قلت َ:"التشابه لا يكون بمعنى الخلط 00الخ " وهذا تقول على العرب أيضاً في كلامهم،وارجع إلى شرح القاموس، وأيضاً هل أدى القول بالضاد (الشبيهة بالظاء) إلا الخلط؟
3 - رأيتك سطرت كلاماً طويلاً في مسألة التشابه بين الضاد والظاء،ومسألة إجماع العلماء على رخاوة الضاد، وكأن أحداً ينكر ذلك،بل وكأنه هو الموضوع المتنازع فيه، وهذا كله خروج عن البحث، الذي هو إبدال الضاد ظاء في القرآن الكريم،وأن المتواتر عند القراء اليوم الذين أخذوا القرآن عن الشيوخ بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ضاد خطأ 0
4 - سألت لماذا ألح ابن الجزري على التمييز بين الحرفين؟ والجواب: لئلا يأتي من بعده ويقول بجواز إبدال أحدهما مكان الآخر، ولولا ذلك لما كان لكلامه فائدة،وكذلك ألفت الكتب في الفرق بين الحرفين 0
5 - قلت:" لم يستطع لحد الآن واحداً (كذا) من العلماء الرد على المرعشي وابن قاسم00
الجواب: أولاً هذا (تسرع) في الحكم وعدم استقراء فيما ألف في المسألة، وقد كفانا الشيخ عبد الرازق موسى،وهو من كبار علماء القراءات المعاصرين وأحد أعضاء لجنة تصحيح المصحف في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة،في كتابه (الفوائد التجويدية) الرد على هذه المسألة برمتها،وأضاف إليها ذكر الردود التي ألفت للرد على المرعشي،وإليك بعض ذلك:
قال الشيخ عبد الرازق: كثر التشويش من بعض الناس الذين يدعون معرفة التجويد وينصرون النطق بالضاد شبيهة بالظاء في هذه الأيام،ويجب علينا أن نرد هذا النطق دفاعاً عن القرآن الكريم 0ص:97
وقال أيضاً: أول من ادعى بأن النطق بالضاد كالظاء أو ممزوجة به، ما نسب إلى الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (ت1004)،وقد ذكر الشيخ الضباع أن ابن غانم المذكور ألَّف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد" فرغ من تأليفها سنة (985) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحادة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما يقول باختلاس الضاد ليضعف إطباقها وتخف قوتها0ص:105 - 106
وقال: ذكر الشيخ على المنصوري في كتابه "رد الإلحاد في النطق بالضاد "أن نسبة رسالة بغية المرتاد إلى المقدسي غير صحيحة وإنما نسبها إليه بعض المبتدعين وهي أحق أن تسمي "بغية الفساد بالابتداع بالضاد"انتهى
قال: ثم أتى الشيخ المرعشي (1150) فجدد دعوي الشيخ ابن غانم فألف "جهد المقل " يذكر فيه تحريف الضاد واشتباهها بالظاء في اللفظ والسمع،فرد عليه الشيخ يوسف أفندي زادة في رسالة بين فيها أن الشيخ المرعشي استند على أقوال بعض من أصحابه بأن الضاد شبيهة بالظاء المعجمة وأنهما لا يفرق بينهما بحاسة السمع،ففند الشيخ يوسف أقواله وأنها لا تثبت مدعى صاحبها 0
ثم قال الشيخ عبد الرازق: ولقد بذل علماء المسلمين في ذلك العصر الذي ظهرت فيه تلك الفتنة ما وسعهم لدحض تلك الدعوى الباطلة فقاموا بتصنيف عدة كتب للرد على من قال بذلك، ومن تلك المؤلفات:
¥