وقال أيضاً: أول من ادعى بأن النطق بالضاد كالظاء أو ممزوجة به، ما نسب إلى الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (ت1004)،وقد ذكر الشيخ الضباع أن ابن غانم المذكور ألَّف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد" فرغ من تأليفها سنة (985) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحادة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما يقول باختلاس الضاد ليضعف إطباقها وتخف قوتها0ص:105 - 106
وقال: ذكر الشيخ على المنصوري في كتابه "رد الإلحاد في النطق بالضاد "أن نسبة رسالة بغية المرتاد إلى المقدسي غير صحيحة وإنما نسبها إليه بعض المبتدعين وهي أحق أن تسمي "بغية الفساد بالابتداع بالضاد"انتهى
قال: ثم أتى الشيخ المرعشي (1150) فجدد دعوي الشيخ ابن غانم فألف "جهد المقل " يذكر فيه تحريف الضاد واشتباهها بالظاء في اللفظ والسمع،فرد عليه الشيخ يوسف أفندي زادة في رسالة بين فيها أن الشيخ المرعشي استند على أقوال بعض من أصحابه بأن الضاد شبيهة بالظاء المعجمة وأنهما لا يفرق بينهما بحاسة السمع،ففند الشيخ يوسف أقواله وأنها لا تثبت مدعى صاحبها 0
ثم قال الشيخ عبد الرازق: ولقد بذل علماء المسلمين في ذلك العصر الذي ظهرت فيه تلك الفتنة ما وسعهم لدحض تلك الدعوى الباطلة فقاموا بتصنيف عدة كتب للرد على من قال بذلك، ومن تلك المؤلفات:
1 - رد الإلحاد في النطق بالضاد للمنصوري
2 - الاقتصاد في النطق بالضاد لعبد الغني النابلسي
3 - رسالتان للشيخ الحاج محمود،وهما مخطوطتان،إحداهما:"هداية الطلاب في النطق بالضاد على سبيل الصواب "وثانيهما" رسالة ضاد " وهما بدار الكتب المصرية برقم (119)
4 - رسالة للشيخ الأزميري
5 - رسالة الضاد وأحكامها للحافظ إسماعيل القونوي
6 - رسالة الشيخ يوسف السابقة الذكر
7 - رسالة لأحد تلاميذ الشيخ يوسف زادة
ثم قال: ثم يقول الشيخ الضباع في رسالته ص3: أنه في سنة (1280) وصل لإلى الشيخ سليمان أفندي البروسوي وكان من نزلاء الأزهر نسخة من كل من (البغية) و (جهد المقل) فاغتر بهما ولخص منهما رسالة في الضاد وأخذ في نشرها حتى قامت فتنة عظيمة في الأزهر،فقام الشيخ أحمد مقيبل واستفتى في أمره مفتي السادة المالكية وقتئذ فأفتى بضربه وحبسه ورفع أمره إلى الشيخ خليفة الصفتي شيخ المقاريء ووكيل الأزهر فاستحضره ومن تبعه واستتابهم فتابوا ورجعوا إلى الصواب 0ص:107 - 108
ثم أطال الشيخ عبد الرازق في الرد على القائلين بقول المرعشي وشبهتهم، فليراجعه من أراده 0
ومن الفوائد في هذا الكتاب قول الشيخ رداً على من أجرى حديثاً مسجلاً على شريط كاسيت مع بعض الشيوخ يزعمون فيها أن النطق بالضاد ظاء أمر مجمع عليه،ومنهم الشيخ إبراهيم السمنودي وسليمان إمام وغيرهم، قال الشيخ:
وهذان العالمان – السمنودي وإمام – حضرنا عليهما وكنا نقضي معهما أغلب أوقاتنا في معهد القراءات وخارجه،فلم نسمع أحداً منهم ينطق بهذه الضاد الظائية ولا أقرؤوا بها طلابهم وكما قال الشيخ إبراهيم شحاتة في هذه الأشرطة: إنه كان عضواً في لجنة الإشراف على تسجيل المصحف المرتل في مصر بصوت الشيخ الحصري ومعه الشيخ عامر السيد عثمان واقترحا على المسؤلين أن يكون التسجيل بالنطق بالضاد الظائية فقالوا لهما:اتركوا الأمر على ما هو عليه،وقد رجع الشيخ السمنودي عن هذا القول،ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة، ولما سئل:هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء؟ قال: لا،وإنما أخذتها من كتب النحو والأصوات 0انتهى،ثم ذكر قصة عن الشيخ السباعي فلتراجع،لاداعي لذكرها هنا 0"
الجواب: ما قلتُه ليس من التسرّع بل العكس وسأبيّن لك ذلك فانتبه جيّداً:
أوّلاً: لم يقم الشيخ عبد الرازق حفظه الله تعالى بالردّ على أدلّة ابن غانم المقدسي والمرعشي رحمهما الله تعالى، وأقصد بالردّ أي الردّ على أدلتهما دليلاً دليلاً مع أنّ أدلتهما في متناول الجميع. وأطالبك أن تنقل ردّه على أدلتهما دليلاً دليلاً إن وُجد.
ثانياً: هناك فرق كبير بين نقل أسماء الكتب التي ردّت على المقدسي والمرعشي وبين الردّ على أدلتهما.
¥