تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الداني في كتابه التحديد ص141: "فإن التقى -أي حرف الظاء – بالتاء أعطيَ حقّه من الإطباق والاستعلاء وذلك في قوله تعالى في الشعراء {أوعظت} في سورة الشعراء وليس في القرءان غيره وقد جاء فيه عن أبي عمرو والكسائي ما لا يصحّ الأداء ولا يؤخذ به به في التلاوة". أقول: وقد نقل السخاوي الإجماع على الإظهار في جمال القراء. إذن يُفهم من كلام الداني عليه رحمة الله تعالى أنّه لا بدّ من بيان الإطباق والاستعلاء احترازاً من الإدغام والدليل على ذلك إشارته إلى ما لا يصحّ عن أبي عمرو والكسائي وهو يريد الإدغام. وقال مكي القيسي: إذا وقعت ظاءٌ ساكنة وبعدها تاء الخطاب وجب على القارئ بيان الظاء لئلا يقرب من لفظ الإدغام ........... "ص222.

وقال الداني عند كلامه على الضاد ": فإن التقى تُوُصّلَ إلى أظهاره بتؤدة ويُسر وذلك نحو {أفضتم} ..... ".نفس المصدر ص161.

أقول: لا يمكن التوصّل إلى أظهار الضاد عند التاء إلاّ بالإطباق والاستعلاء أيضاً كما في الظاء إلاّ أنّ في الضاد يكون الإظهار أصعب لامتداده في مخرجه لأجل الاستطالة، ولهذا أوجب الداني أن يكون الإظهار بتؤدة ويسر. ولا شكّ أنّ شدّة الضغط على المخرج كما هو مروّج اليوم ينافي التؤدة واليسر في ذلك كما أشار الإمام. وأمّا مكي القيسي رحمه الله تعالى فقد قال: " وإذا سكنت الضاد وأتت بعدها تاء، وجب التحفّظ ببيان الضاد لئلاّ تُندغمَ في التاء لسكونها ورخاوتها وشدّة التاء. الرعاية ص187."

أقول: نلاحظ أنّ الإمامين استعملا كُلاً منهما تعبيراً مغايراً ولكنّ المضمون والمقتضى واحد وهو الاحتراز من الإدغام إلاّ أنّ إظهار الضاد أصعب من إظهار الظاء لصعوبة الضاد في النطق من جهة وامتدادها في المخرج لاستطالتها جعلها تميل إلى الإدغام أكثر من الظاء ولأجل هذا عبّر مكي القيسي بعبارة قرب الإدغام بالنسبة للظاء لقبيليّتها للإظهار خلافاً الضاد فإنّها أكثر قبولاً للإدغام في التاء من الظاء.

أمّا قضية الضاد الضعيفة فتعلم جيّداً أن الإمام سيبويه هو أوّل من قال بها ولكن هل يعني هذا أنّ الضاد الصحيحة عند سيبويه شديدة تخرج بقوّة الاعتماد على المخرج؟ إن كان كذلك لماذا جعلها من حروف الرخاوة بحيث يجري فيها الصوت جرياناً كلياً ووصفها بأنّها تخرج بضعف الاعتماد على المخرج؟ كان باستطاعته أن يصفها شديدة وانتهى الأمر. وحتّى أئمّة اللغة الذين جاءوا بعد سيبويه احتاروا من مراد سيبويه بالضاد الضعيفة واختلفوا في المراد منها. فسبحان الله تترك النصوص الصريحة الواضحة كالشمس وتذهب يميناً وشمالاً بحثاً عن أيّ دليل ولو كان فيه غموض واحتمالات لتخرج نفسك مما أنت فيه؟ ألم يأن للذين يتعصّبون لهذه الضاد الحديثة أن يرجعوا إلى ما أجمع عليه أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى الذين نقلوا لنا القرءان عذباً طرياً كما أنزل.

أكتفي بما أقول، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 May 2010, 10:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد

شكر الله تعالى لكم سعيكم ووفقكم لما فيه خيركم وخير أمتكم، ففي مثلكم يصحّ قول الشيخ المعريّ رحمه الله تعالى رحمةً واسعة يرثي أبا حمزة الجََبُّلي (قرية قرب واسط) الفقيه الحنفي:

أنفقَ العُمر ناسِكاً يطلُبُ العِلْـ = ـمَ بكشفٍ عن أصله وانتقادِ

وفقيهٍ أفكارُهُ شِدْنَ للنعـ = ـما ن (1) مالم يشِدهُ شعرُ زيادِ (2)

فالحجازيُّ بعده للعراقيّْـ = ـيِ قليلُ الخلافِ سهلُ القيادِ

(1) النعمان هو أبو حنيفة الفقيه رحمه الله.

(2) زياد هو ابن معاوية المعروف بالنابغة الذبياني.

[هكذا ينبغي وليس كما حرفها الناسخ المتعصب ضد الأحناف، وتبعه الطباع:فالعراقيّ بعده للحجازيّ، لأنه يكون قد نقض معناه]

ونسأل الله تعالى أن يمدّ في عمركم وأن ينفع بعلمكم.

أيها الأستاذ الجليل:

سعدنا بانتفاعكم من الدراسات الصوتية الحديثة، وإغنائكم الدراسات التجويدية بها وعلى مثل دربكم ينبغي أن يسير طلبة العلم،وبمثل صنيعكم أن يقتدوا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير