ولا مشقة.> فإنه كما أزعم قد تكلم بلغة حبه لهم وإجلاله لقرائهم وإلا فكيف يكون
نطقهم لحرف من الحروف حجة وقد حرفوا كثيرا من أبسط الحروف
ث ـــــــــــــــــ اصبحت ــــــــــــــــــــــ ت، س
ذ ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ ز، د
ظ ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ زايا فخمة
ق ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ ء
ج ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ g
ض ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ دالا مفخمة
طـ ـــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ تاء مفخمة
هذه مسألة أما المسألة الأخرى فإن بدو نجد هم أقرب الناس إلى لغة المعجم لأسباب أهمها
ـ بعد نجد عن البحر
ـ بقاء البداوة والرعي نمط عيشها
ـ محافظتها على عمود الشعر
ـوالسبب الرئيس كونها منذ القدم أفصح العرب، حتى قال أبو تمام يمدح رجلا بالجود والشجاعة فيقول
إنها متأصلة في قومه كتأصل الفصاحة في أهل نجد
ومن شكّ أن الباس والجود فيهم * كمن شكّ في أن الفصاحة في نجدِ
هذا من حيث اللغة، وحين نرى بدو نجد قد حافظوا على صفة الرخاوة في الضاد فلا شك أن هذا
حجة داعمة لما ورد من وصفها لدى علماء العربية لا أن نبعد النجعة فنقول إن تأصل نطق الضاد
شديدة عند المصريين حجة للدعوة إلى شدتها.
[وكون بدو نجد أعرب الناس لغةً لا يعني أنهم أعرب الناس قِيماً، فهذا موضوع آخر ليس من غرضنا
الخوض فيه حاليا، لكن يمكن الإشارة إلى أن نيكلسون قد قال عام 1907 أن البدوي في نجد وما
جاورها يهرب عند سنوح الفرصة دون أن يشعر بالعار.]
وهذا نستغربه أشد الاستغراب أن يصدر عن أستاذ كبير ليس من المصريين أصلاً.
وأقول ليس من المصريين لأني رأيتُ التعصب لدى مثقفيهم لمصريتهم أن حرف نصا مترجما عن مجراه.
فقبل أيام كنت أعارض كتاب معالم تاريخ الإنسانية لـ هـ جـ ويلز بترجمته إلى
العربية لعبدالعزيز جاويد فوجدت ويلز يقول غير اننا متأكدون أن الحضارة قد نشأت
اولا في ميزويوتاميا. ومعروف أن ميزوبوتاميا هي وادي الرافدين لكن المترجم المصري
قال في منطقة حوض البحر المتوسط او قريبا منها
فاندهشت لأستاذ في التاريخ يخون النص تعصبا لمصريته، وهو ينقل إلى العربية كتابا عالميًّا وذكرني بقول الرصافي
من جور مصر على العروبة أنها * تتعمد التمصير في آدابها
وتحيد عن آداب كل قبيلة * لم تحتضنها مصر في أنسابها
فاذكُر ألي الأفضال من غير الألى * في مصر يغضب منك أهل جتابها
فكأنما أضحت مواهب ربنا * مقصورة فيها على كتابها
هذا لعمر أبيك جور عده * من فرط ضلتها الو ألبابها
والذي أقض مضاجعنا أن قراء الحجاز قد أصبحوا يقلدون المصريين في دالهم المفخمة (الضاد)
وذهبت توصيفات علماء النحو والقراءات أدراج الرياح